شؤون محلية

برسم من يحزنه الأمر .. مهجرو القنيطرة يصنعون من بطانيات الإغاثة ألبسة لأطفالهم

| القنيطرة – الوطن

في ظل الظروف الراهنة وضعف القوة الشرائية وبسبب الغلاء الفاحش لأسعار المواد الحياتية عند كثير من العوائل السورية وخاصة المهجرين منهم ولأن الحاجة كما يقولون «أم الاختراع» فقد لجأ كثير من العوائل المهجرة والمتضررة في محافظة القنيطرة إلى بدائل كثيرة لتأمين احتياجاتهم المعيشية، ومنها تفصيل معاطف وبيجامات للأطفال من البطانيات التي توزع عليهم من الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية.
وللوهلة الأولى تبدو الأمور طبيعية في ظل المعاناة التي أصبحت شبه يومية في تأمين ما يسد به رب الأسرة رمق عائلته الفقيرة والمهجرة، وخاصة إذا ما علمنا أن العوائل وبعد حالة الأمن والاستقرار في محافظة القنيطرة قد عادت إلى طبيعتها، بل يمكن القول إننا نلاحظ زيادة بأعداد تلك الأسر المقيمة على أرض المحافظة، ورغم قيام الهلال الأحمر بتوزيع الألبسة على المهجرين، إضافة إلى الجمعية الشركسية وهما الجهتان الوحيدتان الناشطتان على أرض المحافظة إلا أن ذلك لا يفي بالغرض لتلك العوائل والحاجة ملحة إلى زيادة أعداد الجمعيات الخيرية الناشطة بالقنيطرة، مع تأكيد عظمة الشعب السوري وقدرته على التكيف مع الواقع وفي ظل الإمكانات المتاحة.
تقول السيدة أم محمد إن البطانيات الموزعة من الهلال ساهمت في شعور أبنائها بالدفء في فصل الشتاء، إضافة إلى ذلك فقد صنعت لأطفالها بيجامات ومعاطف من تلك البطانيات رغم أن الجودة غير كافية، ولكن المهم وكما تقول «شو يلي رماك على المر» وتؤكد أن سعر البيجاما في محلات الباعة تتراوح بين 3500 – 5000 ل.س مقاس الأطفال على حين إن تكلفة خياطة البطانية نحو 500 ليرة فقط والبطانية الواحدة تصنع ثلاث بيجامات للأطفال، أما أم يزن فتؤكد أن خياطة البيجامات من البطانيات أصبحت دارجة وبشكل ملحوظ حتى في الأماكن التي لا يوجد فيها مهجرون وهناك أكثر من خياطة بدأت بإدخال أشكال وألوان وقطع إضافية إلى البيجامات وبحيث تعطي جمالية أكثر، والمثير للدهشة أن بعض الشباب والرجال أقبلوا على ارتداء تلك البيجامات وخاصة في تجمعات النازحين بريف دمشق والتفصيل حسب الطلب حيث باتت تضاهي المحلات وتكلفة البيجاما نحو 2000- 2500 وتعادل ربع سعر البيجاما الرجالية من المحلات التجارية.
أما أبو هادي فيؤكد أن البطانيات كانت حلا مناسبا للمهجرين لتأمين أطفالهم من البرد ومن شراء ألبسة جديدة واليوم تبدو تلك الألبسة المصنوعة من البطانيات دارجة في كثير من الأماكن، ويشير مازحا أن مصممي الأزياء قد يسرقون تلك الفكرة من المهجرين ويصممون ألبسة للمشاهير!؟
والحقيقة أن جولة على محلات ألبسة الأطفال جعلتنا نقف عاجزين أمام الأسعار، فقبل الأزمة ألبسة الأطفال تحديدا كانت مرتفعة واليوم ومع ارتفاع الدولار كأن الباعة يتعاملون به ما جعلهم يرفعون أسعار الألبسة عشرة أضعاف.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع الشؤون الاجتماعية زايد الطحان يؤكد أن الهلال الأحمر والجمعيات الإنسانية العاملة في مجال العمل الإغاثي والإنساني يقومان وبمعدل مرتين بالسنة بتوزيع ألبسة شتوية وصيفية على القاطنين في مراكز الإيواء والأسر المهجرة والمقيمة على أرض محافظة القنيطرة وفي تجمعات النازحين بريف دمشق، ومؤكدا أن المحافظة تسعى لزيادة عدد الجمعيات الخيرية في مجال العمل الإنساني والجمعية التي ترى أنها قادرة على ذلك هي في موضع الترحيب والمحافظة ستمد لها يد العون وإبرام عقد لها مع المنظمات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن