سورية

اشتباكات عنيفة بريف حلب الشمالي … «الديمقراطية» على حدود الرقة من جهة ريف الحسكة الغربي

| الحسكة- دحام السلطان

استمرت المواجهات العنيفة في الريف الجنوبي الغربي لمدينة الحسكة بين «قوات سورية الديمقراطية» ومقاتلي تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وسط تقدّم لـ«الديمقراطية» وصل إلى موقع قرية «المالحة» التي تبعد نحو 30 كم جنوب غرب مدينة الشدادي.
ويأتي هذا التقدّم في إطار الحملة الرابعة لـ«الديمقراطية» والرامية لإنشاء طوق دفاعي حول محيط ريف الحسكة الجنوبي ومدينة تل أبيض شمال مدينة الرقة، وتفادياً للهجمات المتقطّعة المتوالية التي يشنها التنظيم عبر الآليات المفخخة والانغماسيين الانتحاريين.
وذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أنه بعد سيطرة «الديمقراطية» على قرية أبو فاس جنوب غرب الشدادي إثر معاركها الأخيرة مع التنظيم، باتت القوات قريبة على نحو 4 كم من قرية المالحة، التي تعتبر الحد الفاصل إدارياً لمحافظة الحسكة عن قرية أبو خشب غرباً التابعة لمحافظة الرقة.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك الآن شبه متوقفة بين «الديمقراطية» وداعش، على حين تقوم «الديمقراطية بزيادة تحصيناتها الدفاعية في تلك المنطقة مع توقف غارات طائرات التحالف الدولي عن مساندتها.
ولا يتوانى مقاتلو داعش عن الاستمرار بعمليات التسلل واستخدام العربات والآليات المفخخة ضد «الديمقراطية»، بعد خسائرهم المتلاحقة في المعارك الأخيرة أمامها، وخسارتهم للعديد من المواقع في قرى الريف الجنوبي لمدينة الشدادي، التي أدت إلى وقوع خسائر بشرية بين الطرفين.
من جهة ثانية، استشهدت امرأة وطفل وجرح ثلاثة آخرون بينهم طفل في السابعة من عمره نتيجة لانفجار عبوة ناسفة وقعت عند الساعة الثامنة والربع من مساء أمس الأول في شارع الكنائس بمدينة رأس العين غرب مدينة الحسكة بنحو 90 كم بمحافظة الحسكة.
وأكدت مصادر أهلية أن الانفجار وقع نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعت من مجهولين في شارع الكنائس باتجاه مؤسسة الكهرباء بالمدينة، وأن المرأة والمصابين ينتمون إلى عائلة واحدة وهم من سكان مدينة جرابلس بمحافظة الرقة وقد قدموا إلى مدينة رأس العين قبل نحو شهرين، وأن المرأة قد توفيت على الفور على حين تم إسعاف المصابين إلى المشفى الوطني وعلى إثرها توفي أحد أطفالها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، ومن بين المصابين زوجها ورجل آخر ومعهم طفل عمره قرابة سبع سنوات.
وأفادت المصادر، بأن المرأة التي استشهدت مريضة بالسرطان وجاءت إلى مدينة رأس العين للعبور إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج هناك.
وحدثت مثل هذه التفجيرات أكثر من مرة خلال الفترة القريبة الماضية في عدة مدن من محافظة الحسكة وأودت بحياة العديد من الأبرياء.
كم أصيب شاب آخر بمدينة القامشلي بطلقة رشاش دوشكا في رأسه جراء الاشتباكات بمدينة نصيبين التركية، وأكدت المصادر أن الشاب من سكان الأحياء القريبة من الحدود التركية وهو بحاله حرجة.
وفي الريف الشمالي الحلبي، شنت طائرات التحالف الدولي منذ ليلة أمس الأول وحتى فجر أمس الإثنين، أكثر من عشر غارات عنيفة على المواقع التي يسيطر عليها تنظيم داعش في أحياء مدينة جرابلس وقرية جرابلس التحتاني ومحيطهما بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة وقصفاً متبادلاً بمختلف صنوف الأسلحة بين مقاتلي التنظيم و«الديمقراطية» على طول نهر الفرات من موقع قرية «زور مغار» على الحدود مع تركية وحتى محيط سد تشرين جنوب بلدة عين العرب.
وأشارت مصادر محلية إلى أن مقاتلي التنظيم استنفروا كامل قواتهم وأسلحتهم في مدينتي جرابلس ومنبج، بعد ورود أخبار عن نية «الديمقراطية» القيام بهجوم قريب على المدينتين للسيطرة عليهما.
وأفادت المصادر بوقوع اشتباكات عنيفة منذ ليل الأحد بين القوات ومقاتلي داعش بمحيط بلدة أبو قلقل، ومحور طريق جب الشيخ حسن باتجاه مدينة منبج شمال حلب. وكانت «الديمقراطية» أعلنت أكثر من مرة عن نيتها السيطرة على مدينتي جرابلس ومنبج، بعد السيطرة على سد تشرين قبل عدة أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن