بعد أن خيل لهم أنهم لن يعثروا إلا على حطام آثار المدينة التاريخية … ارتياح وسرور يعتريان الجنود السوريين الذين دخلوا تدمر
| وكالات
جو من الارتياح والسرور اعترى الجنود السوريين الذين دخلوا مدينة تدمر الأثرية بعد أن تمكنوا من طرد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية منها بعد نحو عام من سيطرته عليها وتفجير معالمها التاريخية، بعد أن خيل لهم أنهم لن يعثروا إلا على حطام آثار المدينة التاريخية.
وألحق الجيش العربي السوري بدعم روسي هزيمة ساحقة بالتنظيم عبر استعادة السيطرة على «لؤلؤة البادية»، متوعدا بطرده من معاقله الرئيسية في سورية. حيث قام التنظيم بعد أشهر من استيلائه على المدينة، بقطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما)، وتفجير معبدي بعل شمين وبل، إضافة إلى تدمير عدد من المدافن البرجية في المدينة قبل أن يحول قوس النصر الشهير إلى رماد. ونشرت وكالة «أ ف ب» للأنباء في تقرير لها، قول أحد الجنود السوريين الذي تحدث عن ظروف السيطرة على ضواحي المدينة: «لقد كنا خائفين من دخول المواقع الأثرية وإيجادها مدمرة بالكامل». وأضاف: «كنا نحاول ألا ننظر إلى أطراف المدينة الأثرية، ولكن حين رأيناها سليمة، ارتحنا كثيراً». ورغم عمليات التدمير الممنهجة للتنظيم الذي يعتبر التماثيل البشرية والحيوانية بمثابة أوثان، إلا أن جزءا كبيراً من المدينة الأثرية نجا من الاندثار، كساحة الأغورا والمسرح الروماني.
وذكر التقرير أن جنوداً سوريين وروساً، والقوى الرديفة للجيش التي ساهمت في استعادة المدينة، تفقدوا البقايا الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، وكانت تتملكهم الرهبة وتعتريهم المفاجأة، كما لو أنهم لا يصدقون بأنها لا تزال سليمة. كانوا يتنقلون ببطء خشية القنابل المزروعة على الطريق، أو الألغام التي يحتمل أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية قد زرعها. وأشار التقرير إلى جو الارتياح العام، حيث بدأ بعض المقاتلين بلعب كرة القدم بشكل عفوي تحت قلعة تدمر الشهيرة الواقعة غرباً، بينما بدأ آخرون بغناء أناشيد وطنية، على إيقاع طبل صغير حمله أحد الجنود. لكن أحد هؤلاء لم يستطع حبس دموعه. وقال «أنا حزين لرؤية جزء من المدينة مدمراً، لكني أبكي أيضاً على أخي الذي مات في المعركة هنا»، وأضاف بغصة «باستعادة المدينة أشعر وكأني انتقمت لمقتله». والمدينة الحديثة في تدمر، كان يسكنها 70 ألف شخص قبل الأحداث، وشهدت أياماً من المعارك الشرسة التي سبقت سيطرة الجيش عليها، إذ أدت تلك المعارك إلى انهيار بعض المباني فأصبحت ركاما، وتضررت واجهات أخرى، حتى بدت الشوارع أشبه بمدينة أشباح مع خلوها من المدنيين الذين غادروها في الأيام الأخيرة.
وخلال جولة للمقاتلين في ساحة تدمر الرئيسية، قال أحدهم: إن «هذه المعركة أزالت الهالة المحاطة بمقاتلي داعش، إنهم مقاتلون عاديون ونستطيع هزيمتهم». وعلى الطرف الآخر، تمدد جندي على التراب وقال: «لقد كنا معزولين (عن أهلنا) بشكل كامل في الأيام العشرة الأخيرة»، مشيراً إلى انقطاع الاتصالات. وأضاف «نحن في انتظار عودة خدمة الاتصالات حتى نتمكن من إخبار ذوينا أننا وتدمر بخير».