سورية

المعارضة غردت خارج السرب للتقليل من أهمية الحدث … إيران تهنئ الرئيس الأسد باستعادة تدمر.. وبوتين يبحث مع روحاني أهمية تحريرها

| وكالات

هنأت إيران أمس الرئيس بشار الأسد باستعادة مدينة تدمر من تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، مؤكدة الاستمرار في دعمها الكامل لسورية، في وقت اعتبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، أن عملية تحرير المدينة تحمل مغزى كبيراً في سياق مواصلة الكفاح لضرب التنظيمات الإرهابية في سورية.
وكما كان متوقعاً قللت «معارضة الرياض»، من أهمية النصر الساحق الذي حققه الجيش العربي السوري على داعش في تدمر، زاعمة أن «التنظيم انسحب من المدينة بالتنسيق مع الحكومة السورية ليمنح «النظام» ورقة ضغط في المفاوضات السياسية».
وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء فقد هنأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الرئيس الأسد على استعادة تدمر.
وقال شمخاني: إن «إصرار الأمة السورية والحكومة والجيش على القضاء على الإرهاب والجماعات التكفيرية في الأراضي المحتلة مدعاة للافتخار». وأضاف شمخاني: إن «الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية ستستمر في دعمها الكامل لسورية محور المقاومة».
على خط مواز ذكر الكرملين في بيان صحفي له أمس، حسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء أن الرئيس بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس روحاني، أمس، تبادل خلاله التقييمات معه حول أهمية طرد داعش من مدينة تدمر ذات القيمة الثقافية والأثرية العالمية، وذلك بفضل العمليات الهجومية الناجحة للجيش العربي السوري المدعوم من سلاح الجو الروسي.
واعتبر الرئيسان أن هذا الحدث يحمل مغزى كبيراً للغاية في سياق مواصلة الكفاح لضرب التنظيمات الإرهابية في سورية.
وتبادلا الآراء حول المسائل الملحة المدرجة ضمن الأجندة المشتركة واتفقا على تنشيط الاتصالات الروسية الإيرانية على مختلف المستويات.
وأعرب الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، عن ثقته بأن العملية العسكرية الروسية في سورية عززت قدرات الجيش السوري القتالية والمعنوية.
وأضاف بيسكوف: إن «عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية ساهمت في تحرير تدمر، لكنه نفى إجراء أي عمليات برية للجيش الروسي في تلك المنطقة، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
ووصف بيسكوف تحرير تدمر بأنه «انتصار رمزي عام يشكل خطوة على طريق محاربة الإرهاب في سورية» مضيفاً: إن موسكو «مرتاحة لردود الأفعال الدولية على هذا الحدث المهم».
وفي السياق أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك، في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن استعادة الجيش العربي السوري لمدينة تدمر من داعش شكل صدمة كبيرة للغرب وهزيمة هائلة للتنظيم.
وأعرب فيسك عن استغرابه من الصمت الذي التزام به الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حيال ما حققه الجيش باستعادة هذه المدينة، على حين كان من الأجدر بهما الاحتفال بذلك، ولاسيما بعد التفجيرات الإرهابية المتكررة التي نفذها مسلحو التنظيم في أوروبا وأحدثها اعتداءات العاصمة البلجيكية بروكسل الثلاثاء الماضي، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
وذكر فيسك أن كاميرون التزم الصمت أيضاً «عندما أقدم مسلحو داعش على تدمير الآثار في تدمر وعلى إعدام عالم الآثار ومدير آثار مدينة تدمر الأسبق، خالد الأسعد، في الوقت الذي قام فيه بتنكيس العلم البريطاني بعد وفاة رأس النظام السعودي السابق الذي تدأب سلطاته على تنفيذ عمليات إعدام بقطع الرؤوس».
وبيّن فيسك أن الجيش العربي السوري يحقق مزيداً من التقدم وأنه عندما كانت الطائرات الروسية تقصف مواقع داعش لم تفعل الطائرات الأميركية شيئاً، مشيراً إلى أن الأميركيين ليسوا جادين بالقدر الكافي بشأن محاربة داعش وجل ما يرغبون فيه هو «تحجيم قدرته».
بدوره قال رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي، يارومير شلاباتا: إن «استعادة مدينة تدمر من الإرهابيين يعد إنجازاً تاريخياً كبيراً ودليلاً قاطعاً على أن الإرادة والتصميم والإيمان بقضية وطن وشعب التي يحملها الجيش العربي السوري وقيادته هي الطريق الأمثل لتحقيق طموحات وآمال الشعب السوري»، بحسب ما ذكرت «سانا»
وأضاف شلاباتا: «إن خبر استعادة مدينة تدمر كان ساراً لي ولكل دول وشعوب العالم لأن حضارة تدمر هي جزء من حضارة كل شعوب العالم» داعياً المجتمع الدولي إلى التوحد في محاربة التنظيمات الإرهابية في كل مكان في العالم وتعزيز قدرات الدول والجيوش التي تتصدى للإرهاب.
على حين أكد الطلبة السوريون الدارسون في سلوفاكيا في بيان لهم، نشرته «سانا» أمس، أن إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر تعد هزيمة للإرهاب والإرهابيين في كل مكان من العالم وضربة موجعة للقوى الداعمة لهم ونصراً لجميع القوى المحبة للسلام والديمقراطية، منوهين بتضحيات الجيش العربي السوري الذي يخوض معارك الشرف في مواجهة الإرهاب ومعربين عن تقديرهم لمواقف روسيا والصين وإيران وكل الدول الصديقة لسورية الرافضة للتدخل الخارجي في شؤونها.
كما تقدم أبناء الجالية السورية المقيمة في إيطاليا في بيان لهم، بالتهنئة للجيش العربي السوري والسوريين ولا سيما بعد الانتصارات التي حققها على القوى الظلامية وداعميها وإعادة الأمن والاستقرار إلى تدمر وتخليصها من براثن القوى الإرهابية التكفيرية التي دنست تراب سورية.
من جهة ثانية وفي محاولة للتقليل من أهمية النصر الساحق للجيش العربي السوري على داعش في تدمر، زعم رئيس وفد «معارض الرياض» للتفاوض، أسعد الزعبي، أن «التنظيم انسحب من تدمر بالتنسيق مع الحكومة السورية تماماً كما دخلها التنظيم من قبل!!»، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وقال الزعبي: إن «داعش انسحب ليمنح «النظام» ورقة ضغط في المفاوضات السياسية»، متوقعاً أن «ينسحب من دير الزور بالطريقة ذاتها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن