رياضة

منتخبنا تأهل لنادي الكبار رغم خسارته.. مباراة اليابان رسمت الحدود بين الاحتراف والهواية

| ناصر النجار

تأهل منتخبنا إلى نادي الكبار المؤهل إلى نهائيات المونديال التي تنظمها روسيا صيف عام 2018 رغم خسارته الثقيلة أمام اليابان صفر/5 وفي العنوان العريض فإن منتخبنا حقق ما تمناه عشاق كرتنا بالتأهل، لكن هذا الفرح رافقه غصة، تجلت بالأداء غير المقنع الذي قدمه سواء بالمباراتين مع اليابان أو في بقية المباريات وخصوصاً أن الانتصارات التي حققها منتخبنا فصلت فيها فوارق الخبرة والمستوى بيننا وبين سنغافورة وأفغانستان وكمبوديا وليس الأداء المتميز أو المقنع.
وعلينا أن نقدم شكرنا العميق لعمر خريبين الذي سجل هدف منتخبنا القاتل بمرمى سنغافورة في مباراة الإياب التي انتهت سورية 2/1، ولولا هذا الهدف لما حلمنا بالتأهل، أيضاً لابد من شكر حارسنا العالمة فلولاه لما فزنا على سنغافورا 1/صفر في عمان وقد أنقذنا من خسارة محققة.
والوصول إلى نادي الكبار خدمتنا فيه النتائج الأخرى في المجموعات الأخرى، فكانت لبنان أكبر منافس لنا على مقعد التأهل لو شطبت نتائج الكويت، ولكن القرار بخسارة الكويت لمباراتيه الأخيرتين أضاع على لبنان فرصة تاريخية بالتأهل، والحال نفسه انطبق على المنافس الآخر الأردن الذي كان يجب عليه الفوز على أستراليا لكنه خسر 1/5.
لذلك من باب المنطق نقول: خدمنا الحظ، وكان التوفيق حليفنا في هذه التصفيات، لكن هل سيستمران بخدمتنا في المراحل الأخرى الآسيوية والدولية؟

سيطرة مطلقة
شهد الشوط الأول من مباراة منتخبنا سيطرة مطلقة للساموراي الياباني الذين أضاعوا سيلاً من الفرص، ولم تسنح لمنتخبنا أي فرصة باستثناء مشاريع فرص تكسرت في مهدها، ورغم أن الشوط انتهى بهدف سجله مدافعنا حمدي المصري بكرة مرتدة من الحارس ارتطمت برأسه ودخلت الشباك إلا أن الذهول رافق مشجعي المنتخب الياباني ومدربهم الذين دهشوا لهذه الفرص والتي تكفل دفاعنا بإبعاد بعضها وكان حارسنا العالمة نجماً كعادته في التصدي لأغلبها، على حين ضاع الكثير منها على طريقة الأمور التي لا تصدق!
ووضح في هذا الشوط سوء الأداء الدفاعي الذي كتبنا عنه منذ عام، وهي علّة منتخبنا، حتى خط الوسط لم يؤد دوره بشكل جيد على صعيد المساندة الدفاعية أو في بناء الهجمات المرتدة التي أتيحت لنا، ورغم قلتها إلا أن البطء عابها وقلة الحيلة كان عنوانها!

شوط الخبرة
الشوط الثاني اعتمد فيه منتخبنا الأسلوب ذاته، وحاول مدربنا معالجة سوء أداء خط الدفاع بإدخال سعد أحمد بديلاً لأحمد كلاسي، لكن دفاعنا بقي على حاله من سوء التنظيم والأداء وتدخل المدرب مرة أخرى فأخرج الأومري وزج بعبد الرزاق الحسين ليحيي خط الوسط، فتحرك قليلاً وأثمر هذا التحرك عن بعض الهجمات شكلت فرصة ثمينة وحقيقية عندما تصدى القائم الياباني لكرة المواس وكأنه يرد على قائمنا الذي تصدى قبلها بدقيقة لكرة هوندا د61، الألق السوري استمر عبر رأسية فارعة لخريبين ردها الحارس وتحولت إلى مرتدة أخطأ المصري في تقديرها فكانت هدفاً يابانياً ثانياً سجله شينجي كاغاوا د66.
إثارة كبيرة شهدتها المباراة في دقائقها المتبقية طبعها اليابانيون بلونهم ووجود منتخبنا مرتين بفرصتين كان أخطرها في الدقيقة 83 عندما قاد الحسين هجمة من ناحية اليمين أضاعها أكثر من لاعب وبددها الأشقر أخيراً فوق المرمى وتهيأت بعدها فرصة للحسين كبها للتسرع، على حين رد الحارس الياباني رأسية العجان.
التقدم السوري نحو مواقع الهجوم لم تسعفه لياقة بدنية عالية التي خارت أمام الهجوم الياباني المنظم فسجل ثلاثة أهداف في خمس دقائق أولها كيسوكي هوندا برأسه بعيداً عن أي رقابة دفاعية د86 وثانيها لشينجي كاغاوا الذي اخترق الدفاع مرتاحاً د90 وآخرها لجينكي هاراغوتشي متابعاً كرة مرتدة من الحارس ودفاعنا يتابع عن قرب!
الحدود والفواصل

رسمت مباراتنا مع اليابان الحدود والفواصل بين الكرة الهاوية والكرة المحترفة، فاليابان من الفرق المهمة التي احترفت كرة القدم فكراً وثقافة وآلية عمل وإمكانيات.
ومقياس كرتنا تطوراً وتراجعاً لا يقاس بالفوز على منتخبات صغيرة أو بالفوز في بعض المباريات الودية، فمقياس التطور يقاس باللقاءات مع الفرق الكبيرة التي تمتهن كرة القدم، ولقاءان مع اليابان ذهاباً وإياباً كشفا الفارق بالمستوى بيننا وبين الكرة المحترفة، ووضعنا بالمكان الذي نستحقه فوق الصغار وتحت الكبار!
واليوم نحن تأهلنا إلى نادي الكبار، فهل سننتظر أداء ونتائج مماثلة في التصفيات الكبرى أمام كوريا الجنوبية وأستراليا وإيران وأوزبكستان والسعودية وغيرهم، وكلها تتفوق علينا كروياً شئنا أم أبينا.
من الآن يجب التحرك نحو العمل بآلية جديدة وفكر احترافي والبداية عبر دراسة إمكانية الجهاز الفني وهو مطلب مهم وضروري ودراسة إمكانية اللاعبين المختارين للمنتخب انضباطاً وسلوكاً وصلاحية فنية وبدنية.
أعتقد أن الواجب الآن وضع آلية جديدة للمنتخب الوطني تتناسب مع المرحلة القادمة، يجب أن تكون احترافية بكل تفاصيلها، واعتبارها مهمة وطنية يجب أن يشارك بها الجميع.
إذا اعتمدنا على اتحاد كرة القدم وحده فلن نصل إلى أي هدف، الموضوع وطني بامتياز ويجب أن يكون منتخبنا في اهتمام القيادتين السياسية والرياضية، من خلال تأمين كل مستلزمات النجاح للمرحلة القادمة، ومستلزمات النجاح لا تتوقف عند الدعم المالي وحده، أو عند تأمين تجهيزات فهي أكبر من هذا، لأن كرتنا تحتاج طاقماً فنياً قادراً على توظيف قدرات اللاعبين بالشكل الصحيح، وعلى اختيار الأفضل والأنسب.
والمباراة الأخيرة، كشفت كرتنا على حقيقتها، فهل سيبقى ضمن هذه الدائرة، أم إننا سنعالج كل المساوئ؟

تشكيلة المنتخب
إبراهيم عالمة، مؤيد عجان، حمدي المصري، أحمد كلاسي (سعد أحمد)، عمر خريبين، محمود مواس، أسامة أومري (عبد الرزاق الحسين)، زاهر ميداني، نديم صباغ، خالد المبيض (أحمد الأشقر).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن