الأهالي يتحركون بعدما ضاقت عليهم … خطة إسعافية طارئة للحد من أزمة مياه الشرب في سلمية
| حماة- محمد أحمد خبازي
تنادى أهالي سلمية -أفراداً وفعاليات سياسية ومجتمعية- ميدانياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتوقيع أطول عريضة، يشرحون فيها معاناتهم من أزمة الشرب الخانقة في مدينتهم المستمرة منذ بداية العام الجاري وحتى اليوم، وليرفعوها إلى الجهات العليا في الدولة، بعد ما يئسوا من الجهات المحلية التي لم تحرك حتى اللحظة ساكناً لمعالجة أزمتهم من قطع الإرهابيين مياه الشرب عنهم منذ ذلك التاريخ، ومن إجراءاتها التي لم تجدهم نفعاً ولم توفر لهم المياه، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد أفرزت فئة تتاجر بمياه شربهم التي تنقلها الصهاريج الكبيرة التي ترعاها اليونيسف، من مناهل حماة إلى الخزانات الصغيرة التي زرعتها مؤسسة المياه خلال الأزمات السابقة الشبيهة بهذه في الحدائق العامة وبعض الأحياء والمدارس، حيث يبيع بعض سائقي تلك الصهاريج الكبيرة المياه المخصصة للشرب لبعض أصحاب الصهاريج الصغيرة الذين يبيعونها للمواطنين للاستخدامات المنزلية!!
ولهذا كله، ولأن لا أفق لحل أزمتهم، فقد ارتأى المواطنون وبعض الأحزاب التحرك نحو العاصمة، وكلهم ثقة أنهم سيجدون فيها من ينقذهم مما هم فيه من معاناة مادية ونفسية.
وقد استغربوا ما سمعوه عن دراسة مؤسسة المياه لخطة طارئة تقضي مد خط مباشر من موقع مصافي المياه المخصصة لمدينة حماة وصولاً إلى مدينة سلمية بطول 31 كم وبكمية مياه تصل إلى 1000 متر مكعب يومياً، على أن يتم تأمين حصة حماة المفقودة من هذا الخط من خلال حفر وتجهيز 6 آبار ارتوازية جديدة لها، والتنسيق مع وزارة الموارد المائية والتعاون مع المنظمات الدولية بغية تخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لهذا الخط والآبار أيضاً التي تقدر بنحو 3 مليارات ليرة سورية، والتي قد يستغرق تنفيذها أشهراً أو سنوات بدلا من أن تبادر الجهات المعنية إلى تحرير الخط الرئيسي من سطوة الإرهابيين ولا يستغرق ذلك سوى بضع ساعات لوجود العديد من التشكيلات المقاتلة في المنطقة والمستعدة لذلك أيما استعداد!!.
وعلى الجانب الآخر، كان محافظ حماة الدكتور غسان خلف قد بحث يوم الثلاثاء، مع المعنيين في قطاع المياه بالمحافظة الإجراءات والتدابير الإسعافية والطارئة لتخفيف أزمة مياه الشرب في مدينة سلمية وإيجاد مصادر مياه داعمة تغطي جانباً مهماً من احتياجات الأهالي من المياه التي تتنامى مع حلول فصل الصيف.
وأكد مناقشة حلول إسعافية جديدة ستساهم بشكل كبير وملحوظ في تحسين الوضع المائي وإطلاق إستراتيجية فاعلة على صعيد تغذية المدينة بالمياه والحد من آثار النقص الحاد للمياه جراء الاعتداءات المتكررة للمجموعات الإرهابية المسلحة على مناهل مياه سلمية ومحاولة قطع إمدادها وتخريب وسلب معداتها.
وكشف المهندس مطيع العبشي المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب أن الخطة الطارئة لتدارك شح مياه الشرب في سلمية تتمثل في زيادة ضخ المياه بكمية 1000 متر مكعب تضاف إلى 2000 متر مكعب يتم ضخها يومياً، من خلال إعادة تشغيل مجموعات توليد كهربائية جديدة في مشروع الشومرية بهدف تعويض ساعات انقطاع التيار الكهربائي وزيادة الوارد من المشروع لتأمين 50 بالمئة من الاحتياج الفعلي للمدينة.
وأضاف – تم تأمين قساطل مياه بطول 3200 متر لتنفيذ المرحلة الأخيرة من الجزء المتبقي من خط الشومرية بما يؤمن الضخ المباشر لمدينة سلمية عبر الشبكة، مع إمكانية ربطه بالخزان الرئيسي في جبل عين الزرقاء غرب المدينة، وكذلك تم إنجاز دراسة خطة طارئة لمد خط مباشر من موقع مصافي المياه المخصصة لمدينة حماة وصولاً إلى مدينة سلمية بطول 31 كم وبكمية مياه تصل إلى 1000 متر مكعب يومياً، على أن يتم تأمين حصة حماة المفقودة من هذا الخط من خلال حفر وتجهيز 6 آبار ارتوازية جديدة لها، والتنسيق مع وزارة الموارد المائية والتعاون مع المنظمات الدولية بغية تخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لهذا الخط والآبار أيضاً والتي تقدر بنحو 3 مليارات ليرة سورية.