في الذكرى الأربعين ليوم الأرض … الفلسطينيون يجددون العهد بالتمسك بالأرض ومقاومة الاحتلال حتى التحرير
| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب
بمناسبة الذكرى الأربعين ليوم الأرض نظمت في المناطق الفلسطينية المحتلة كافة مسيرات حاشدة إحياء ليوم الأرض الذي صادف أمس الأربعاء الثلاثين من آذار بمشاركة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية كافة، مجددين العهد بالتمسك بالأرض والثوابت الفلسطينية حتى الخلاص من الاحتلال وتحرير الأرض، ففي قطاع غزة تظاهر الآلاف من الفلسطينيين في المسيرة التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية بمناسبة يوم الأرض حيث انطلقت المسيرة باتجاه معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت عبارات حق العودة والتمسك بالأرض. ودعا زكريا الأغا القيادي في حركة فتح إلى أن يكون ذكرى يوم الأرض الطريق للوحدة الفلسطينية الذي جسده الشهداء الذين سقطوا في هذا اليوم وانطلاقة وتصعيداً للكفاح الشعبي والنضال السياسي الموحد.
وشدد الأغا على أن الشعب الفلسطيني وهو يحيي ذكرى يوم الأرض لا يزال يواجه سياسية التطهير العرقي ومصادرة الأراضي، ولا تزال حكومة نتنياهو ماضية في خططها العنصرية لتهجير وترحيل الفلسطينيين، ومصادرة أراضيهم وإقامة المستوطنات والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري.
كما شدد الأغا على أن السلام والاستقرار في فلسطين والمنطقة العربية والعالم لن يتحقق أي منها إلا إذا تم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحل قضيته، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وزوال الاستيطان، وتفكيك جدار الفصل العنصري وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 الذي ينص على حق العودة وإطلاق جميع الأسرى في سجون الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس.
كما أحيا قطاع غزة أمس ذكرى يوم الأرض الخالد بإطلاق أطول جدارية في العالم بطول 20300 متر، وعرض 110سم، متخطية بذلك الرقم العالمي المسجل بحوالى 150 متراً.
وحاكت الجدارية، التي حملت اسم «كلنا فلسطين»، تاريخ القدس عبر الحقب التاريخية المختلفة وصولاً إلى نبض الانتفاضة المستمرة حتى الآن، بجانب محطات مهمة ومفصلية في نضال الشعب الفلسطيني، واستطاع القائمون عليها تشكيلها على هيئة مجسم ضخم لقبة الصخرة وباب العامود يعد الأول والأضخم من نوعه.
وفي الضفة الغربية نظمت مسيرات حاشدة بمناسبة يوم الأرض وشدد المشاركون في تلك المسيرات التي قمعتها قوات الاحتلال بالغاز والرصاص على أن الأرض الفلسطينية هي روح الهوية الفلسطينية وجوهر الصراع مع الاحتلال.
كما شهدت البلدات العربية داخل الأراضي المحتلة عام 48، أمس إضراباً شاملاً بمناسبة الذكرى الـ40 ليوم الأرض الخالد.
وحيت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية كل الجماهير العربية التي شاركت في مسيرات يوم الأرض، والتي تخللها زيارة أضرحة الشهداء الستة ليوم الأرض في سخنين وعرابة، وعلى المشاركة الواسعة في فعاليات يوم الأرض، التي جاءت كرسالة واضحة لحكومة الاحتلال على التمسك بالأرض العربية.
ويشار أن شهداء يوم الأرض الذين قضوا في الثلاثين من آذار عام 1976 وهم: خير ياسين من عرابة، ومحسن طه من كفركنا، وخديجة شواهنة من سخنين، ورجا أبو ريا وخضر خلايلة وكلاهما من سخنين، ورأفت زهيري من مخيم نور شمس قرب طولكرم وقد قضى في الطيبة.
وتزامن يوم الأرض مع تصديق اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس الإسرائيلية، على بناء 18 وحدة استيطانية لليهود في قلب جبل المكبر في القدس المحتلة.
في الغضون أصدر مركز الإحصاء الفلسطيني بياناً إحصائياً بمناسبة يوم الأرض وبيّن أن إسرائيل تستغل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة نحو 27.000 كم2، ولم يتبق للفلسطينيين سوى نحو 15% فقط من مساحة الأراضي، وبلغت نسبة الفلسطينيين 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية.
وتأتي مناسبة يوم الأرض رداً على قرار مصادرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، في الثلاثين من آذار عام 1976، ويحيي الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأرض سنوياً، الذي كان من أبرز نتائجه استشهاد ستة من الشبان الفلسطينيين، وقد أصبح هذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتخليداً لشهداء يوم الأرض.