سورية

في مؤتمر صحفي بمناسبة ذكرى يوم الأرض … شعبان: الشعب السوري يعتبر القضية الفلسطينية قضيته.. وأساليب إسرائيل في قتل الفلسطينيين هي نفسها أساليب الإرهابيين في سورية .. انتصارات الجيش ستكون مقدمة لإعادة إطلاق عمل عربي مشترك

| وكالات

أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس «سورية»، بثينة شعبان، أن كل الشعب السوري يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، وأن الشعبين السوري والفلسطيني في معركة واحدة، مبينة أن الأساليب الوحشية التي يستخدمها جنود الاحتلال الإسرائيلي في قتل الفلسطينيين الأبرياء هي نفسها أساليب الإرهابيين والتكفيريين في سورية.
ولفتت إلى أن العالم أصبح أكثر وعياً بقضيتنا وأن تحرير تدمر أظهر للعالم أجمع أن الجيش العربي السوري والمقاومة في فلسطين ولبنان والحلفاء في إيران وروسيا يقفون قلباً وقالباً في وجه الإرهاب وأنهم مع حقوق الشعوب ومع سيادة الدول ومستقبلها.
وقالت شعبان في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع السنوي الدوري لمجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية «سورية» بمناسبة ذكرى يوم الأرض، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: إن «الإرهاب هو ذاته من فلسطين إلى سورية والعراق واليمن يستهدف حضارتنا وهويتنا وتاريخنا ومستقبل أطفالنا لذلك يجب أن تكون وقفتنا وكلمتنا واحدة ضده».
وأضافت: إن الصراع في منطقتنا هو صراع على الأرض وعلى الهوية والثقافة والحضارة، مبينة أن الأساليب الوحشية التي يستخدمها جنود الاحتلال الإسرائيلي في قتل الفلسطينيين الأبرياء هي نفسها أساليب الإرهابيين والتكفيريين في سورية.
وشددت شعبان على أهمية أن يكون هناك موقف واحد للعمل جميعاً في هذا اليوم من أجل استعادة الأرض ونشر الوعي في العالم كله بما فعله الصهاينة، لافتة إلى أن المقاطعة الدولية للمنتجات الإسرائيلية القادمة من المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي مقاطعة حقيقية في معظم الدول الأوروبية. وقالت: «إن الشعور في العالم مختلف تماماً عن شعور من يصنف حزب اللـه إرهابياً وعن شعور من يبيع القضية الفلسطينية ويقف في الخانة ذاتها مع العدو الإسرائيلي». وأشارت إلى أن هناك «أمراء ودولاً وإمارات تقف في وجه هذه الأمة مع أعدائها».
وقالت شعبان: إن «الاستهداف اليوم ليس احتلالاً مباشراً وإنما هو احتلال الإرادة والفكر لتطويع الناس كي يكونوا في قارب الأعداء ومن ثم هي معركة الإرادة واستقلال القرار» مشيرة إلى أن هناك «أمراء ودولاً وإمارات تقف في وجه هذه الأمة مع أعدائها».
وأكدت أن سورية كانت دائماً وما زالت رائدة وحاضرة في قرارها المستقل.. ومن الأهداف الأساسية للحرب عليها مصادرة القرار السوري وحرية الفكر والرأي لكنهم لم ولن يتمكنوا، معربة عن أملها «بإنشاء جامعة عربية شعبية تعبر عن الشعب العربي وضميره ولا تكون أداة لاستهداف الأمة العربية وهذا هو برنامجنا ومنطلقنا ولذلك اتخذنا القرار في دمشق بأن يكون كل يوم أربعاء من آخر كل شهر هو يوم القدس الثقافي لأن معركتنا ثقافية أيضاً ولغوية ومن يحب العروبة ويحب كرامته فلا بد أن ينطق العربية ويعشقها ويعلم أبناءه اللغة العربية».
وبينت شعبان أن «الأطر السابقة لم تعد صالحة على الإطلاق لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية ونحن بحاجة إلى أطر مختلفة تعبر عن إرادة الشعوب ولا تعبر عن ثلة من الناس لا نعلم أين تكمن أهواؤهم».
ولفتت شعبان إلى أن العالم كله أصبح اليوم أكثر وعياً بقضيتنا وأن تحرير تدمر من دنس الإرهاب أظهر للعالم أجمع أن الجيش العربي السوري والمقاومة في فلسطين ولبنان والحلفاء في إيران وروسيا يقفون قلباً وقالباً في وجه الإرهاب وأنهم مع حقوق الشعوب ومع سيادة الدول ومستقبلها، مؤكدة أن هذه الانتصارات اليوم تخط مستقبلاً عظيماً لهذه الأمة والعالم. ورأت شعبان أن الوضع اليوم هو أفضل بكثير بفضل صمود الجيش والشعب السوري كما أن المقاومة بكل أطيافها والحلفاء هم جزء أساسي من هذا الانتصار والتحرير وقالت: «سنكون معاً نحمل قضية فلسطين لأنها البوصلة الصادقة الصحيحة التي لا تخطئ وهدف كل ما جرى في منطقتنا هو تذويب الصراع العربي الإسرائيلي وإلغاء حق العودة للفلسطينيين وتهويد القدس».
وتساءلت شعبان: «لماذا تحتل تدمر وتحتل نمرود وتدمر بوابة اليمن كما تدمر الآثار في ليبيا.. ألا ترون أن هذا كله متسق ومنسجم مع تدمير آثار القدس ومع انتهاكات المسجد الأقصى ومن ثم كلها معركة واحدة»، مشيرة إلى أننا جميعاً مستهدفون وفي قارب واحد.
وفي تصريح للصحفيين على هامش المؤتمر رأت شعبان أن «انتصارات الجيش العربي السوري ستكون مقدمة لإعادة إطلاق عمل عربي مشترك يليق بتضحياته وانتصاراته وصنع مستقبل للأمة مختلف عما أرادته بعض الحكومات العربية التي تصب قراراتها في مصلحة العدو الصهيوني وليس في مصلحة العرب والعروبة». ولفتت إلى أن «قنوات التضليل وعلى رأسها الجزيرة والعربية كانت وما زالت تروج أكاذيب مضللة عما يجري في سورية لكن بعد أن ضرب الإرهاب في باريس وبروكسل أصبح العالم يفكر ويسمع ويرى ماذا يحدث في سورية».
ورداً على سؤال عن تزامن زيارة وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي وحديث الصحف الجزائرية عن إمكانية وجود وساطة لإعادة العلاقات السورية الفرنسية أو هي مقدمة لزيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الجزائر قالت شعبان: «ليست هناك أي وساطة فهي زيارة أتت بناء على دعوة من وزير الدولة للشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة وهي مؤشر للعلاقات السورية الجزائرية أولاً وللرغبة العربية بأن نقوم بعمل عربي مشترك مختلف عن هذه الأعمال التي أودت بالأمة العربية إلى هنا ولا يوجد أي مانع في المستقبل من أن يقوم السيد الرئيس بشار الأسد بزيارة إلى الجزائر.. وزيارة المعلم مؤشر على عودة العمل العربي المشترك الحقيقي المقاوم إلى أن يكون صفاً واحداً في وجه ما نتعرض له جميعاً من إرهاب وتكفير وجرائم».
وأضافت شعبان: «كما حررنا تدمر بعزيمة وإباء نحن ماضون أيضاً في الحل السياسي بعزيمة وإباء، والمساران متماسكان منفصلان ومتكاملان في الوقت نفسه وحكومة الجمهورية العربية السورية لم تأل جهداً منذ بداية هذه الأزمة نحو الحل السياسي الذي يضمن حرية الموقف والرأي والاستقلال والسيادة كما يريد شعبنا لا كما يتوهم أو يرغب فيه الآخرون».
من جهته أكد الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية «القيادة العامة»، طلال ناجي، أن ما تتعرض له سورية من مؤامرة كونية هو بسبب القضية الفلسطينية وموقفها الداعم للشعب الفلسطيني تاريخياً وتمسكها بالحقوق الثابتة للأمة العربية في فلسطين وكل شبر من أرض الوطن العربي.
بدوره قال وزير السياحة بشر يازجي: إن كل ما حدث في سورية اليوم لن يحيد المواطن السوري عن البوصلة الأساسية وهي القدس.
من جانبها أكدت وزير الشؤون الاجتماعية ريما القادري، محورية القضية الفلسطينية ومدى عمق ارتباطها وتجذرها في قلوب السوريين.
من جهته قال وزير الثقافة عصام خليل: إننا «نخوض معركة على جميع المستويات والمستوى الثقافي هو أبرزها ويجب أن نقدم لأجيالنا ونحيي في ذاكرتهم الصراع مع العدو الصهيوني بحقيقته وتفرعاته وجميع أشكاله».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن