سورية

«البنتاغون» مصر على رفضه.. وموسكو تجدد عرض التعاون لدحر داعش عن الرقة … المباحثات الأميركية الروسية في حالة استعصاء

| أنس وهيب الكردي – وكالات

بالترافق مع انطلاق جولة محادثات روسية أميركية جديدة حول سورية، وعلى خلاف المواقف التصعيدية الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» والرافضة للتعاون مع موسكو، جددت روسيا عرضها التعاون مع الولايات المتحدة لشن حملة مشتركة لدحر تنظيم داعش المدرج على لائحة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية عن مدينة الرقة.
وتواجه المباحثات الروسية الأميركية حالة استعصاء حول سبل التعاون لطرد داعش، من شرق سورية، وطرق تنفيذ الرقابة على اتفاق وقف العمليلت القتالية. ولتحريك رحى المباحثات لوحت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي، بالتحرك المنفرد ضد منتهكي الهدنة من المسلحين، وذلك بالترافق مع تمكن الجيش العربي السوري مدعوماً بالقوات الروسية من تحرير مدينة تدمر من الدواعش. وحسن هذا الإنجاز مواقع موسكو في الصراع الدائر مع واشنطن على مكافحة الإرهاب في شرق سورية. لكن «البنتاغون» مازال يرفض الرضوخ لأي تعاون، على الرغم من توصل الجانبين الروسي والأميركي إلى اتفاق بشأن سبل الرقابة على الهدنة والقائمة الموحدة للتنظيمات الإرهابية في سورية. وقبل 72 ساعة رمت موسكو الكرة في ملعب واشنطن مطالبةً إياها بإبداء إرادة سياسية لتوقيع الاتفاقات.
وقبل نحو أسبوعين أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد بلاده للتنسيق مع التحالف الدولي لطرد داعش من الرقة، «الواقعة في الجزء الشرقي من سورية، والتحالف الأميركي في الأساس… يعمل هناك». وتابع: «ربما ليس سراً، إذا قلت إنه في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل: أن يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر، في حين يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة»، وعلى ما يبدو أن موسكو قد رفضت هذا العرض.
وسارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى نفي وجود هكذا عرض، وأكدت أن واشنطن «لا تخطط للعمل مع روسيا من أجل استرداد مدينتي الرقة وتدمر من داعش.
ورداً على سؤال عما إذا كان الاقتراح الروسي بشأن التعاون مع التحالف الدولي لتحرير الرقة مطروحاً على طاولة المحادثات بين موسكو وواشنطن، لفت نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أن العسكريين الروس وقيادة البنتاغون يبحثون «جوانب معينة لمثل هذا التعاون، مع الأخذ بعين الاعتبار سحب جزء من قواتنا من سورية»، أما فيما يخص تحرير الرقة، فقد أعاد التذكير بموقف رئيس الدبلوماسية الروسية «حول كوننا (الروس) مستعدين منذ البداية لتنسيق خطواتنا في سورية مع الأميركيين».
وأعرب سيرومولوتوف في التصريح الذي نقلته وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن تفاؤل بتعديل الموقف الأميركي من التعاون مع روسيا، قائلاً: «بدأت واشنطن تبصر الحقيقة حول ضرورة تبادل المعلومات، للحيلولة دون وقوع حوادث إسقاط طائرات، والشروع في التنسيق الفعلي في محاربة الإرهاب»، بعد أن اقتصر الاتفاق العسكري الروسي الأميركي على اتفاقية عدم التصادم بين طائرات البلدين في الأجواء السورية.
وترافق تصريح سيرومولوتوف، الذي نقله موقع «روسيا اليوم»، مع انعقاد جولة مباحثات بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، ونظيره الأميركي توماس شينون حول تسوية الأزمة السورية والملف الإيراني.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن زيارة شينون إلى موسكو التي تستمر يومين، تأتي امتداداً لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا الأسبوع الماضي. ومؤخراً، حل شينون في منصب نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية محل ويندي شيرمان التي كانت على مدى سنوات نظيرة سيرغي ريابكوف في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وعشية هذه المباحثات ظل «البنتاغون» مصراً على رفضه التعاون مع موسكو في سورية. وشدد المتحدث باسمه بيتر كوك على أن الولايات المتحدة ستواصل محاربة داعش، لكنه أوضح أن «واشنطن لا يمكنها التعاون مع روسيا في هذه الجهود».
وأقر كوك في مؤتمر صحفي عقده أول من أمس، بأن روسيا تركز مساعيها العسكرية على محاربة داعش، مبيناً أن الولايات المتحدة ترحب بهذا الأمر. كما أشاد بالدور البناء الذي يقوم به الروس «فيما يخص (اتفاق) وقف الأعمال القتالية»، وأعرب عن أمل واشنطن في أن يؤدي هذا الاتفاق «إلى نهاية الحرب الأهلية في سورية»، لكنه ربط تحقيق هذا الهدف بحدوث «تغيرات من النظام السوري».
ودعا بشكل دبلوماسي روسيا إلى ممارسة الضغط على دمشق لتقدم تنازلات، قائلاً: «آمل في أن موسكو، التي تحظى بأكبر تأثير على السلطات السورية، ستستخدم نفوذها هذا بصورة بناءة إلى أكبر قدر ممكن».
وقبل أيام اتهم ريابكوف العسكريين الأميركيين بعرقلة المباحثات الأميركية الروسية حول سبل مراقبة وقف العلميات القتالية، معتبراً إياهم بأنهم يفضلون أن يفشل العسكريون الروس في تنفيذ أوامر الرئيس فلاديمير بوتين في القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن