«الحر» يتحرش بـ«النصرة» في حلب!
حلب- الوطن:
في بادرة هي الأولى من نوعها، تحرشت مجموعات مسلحة محسوبة على ما يسمى اصطلاحاً «الجيش الحر» في حلب بعناصر من «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، على خلفية ثأر قديم بين الطرفين المتنازعين على مناطق النفوذ والسيطرة داخل المدينة.
وأفادت مصادر أهلية لـ«الوطن» عن نشوب اشتباكات عنيفة بين مسلحين من «الحر» ومقاتلين من «النصرة» في حيي الصالحين وباب النيرب جنوب المدينة بعد قيام الطرف الأول بـ«التحرش» بالطرف الثاني لمنعه من التمركز في مواقع معينة محل خلاف قديم بين الطرفين.
وأكدت المصادر ارتفاع حركة النزوح للسكان من الحيين ووقوع جرحى بين المتصارعين نقلوا إلى المشافي الميدانية حال بعضهم خطرة قبل أن يتدخل وسطاء لوقف الاقتتال، ولفتت إلى أن الجو ما زال مشحوناً وأن الاشتباكات قد تتجدد في أي لحظة.
وكانت بوادر شقاق ظهرت بين «النصرة» والمجموعات المسلحة قبل ذلك مردها إلى الخلاف بين الداعمين السعودي والقطري قبل توافقهما أخيراً مع تركيا في ادلب، حيث دارت اشتباكات في حيي المرجة والشيخ لطفي وامتدت شراراتها إلى جسر الحج والفردوس وباب النيرب وكرم القاطرجي، إثر سحب فرع تنظيم القاعدة السلاح الثقيل من «لواء التوحيد» الإخواني و«جيش المجاهدين» كأكبر فصيلين مسلحين في «الجبهة الإسلامية» التي اندمجت أخيراً في «الجبهة الشامية».
كما دارت «حرب مخافر» بين الفريقين بسطت خلالها «النصرة» نفوذها على ثلاثة مخافر في ريف حلب الشمالي بذريعة تلقيها الدعم من «جهات أجنبية» بعدما فكت «دار القضاء» التي شكلتها في حريتان على خلفية انسحابها من الهيئة الشرعية «الارتباط» لمراكز تابعة لقيادة «الشرطة الحرة» في بلدات كفر حمرة وعندان وحريتان وعمدت إلى مداهمتها والاستيلاء على أسلحتها.
وعزا مصدر معارض لـ«الوطن» عودة الخلاف بين «النصرة» وبقية المجموعات المسلحة إلى انزعاج الفصائل من عدم انضمامها إلى «غرفة عمليات فتح حلب»، المعول عليها استنساخ سيناريو إدلب في حلب والذي لا يمكن أن يرى النور من دون إشراك فرع «القاعدة» في عملياتها العسكرية.
وتوقع المصدر مزيداً من التصعيد ضد «النصرة»، المشغولة في معارك إدلب والقلمون ودرعا والقنيطرة، ما لم تعلن انضمامها إلى «فتح حلب» الأمر الذي سيفشل مساعي الداعمين الإقليميين للم صف الميليشيات التي تتلقى الأوامر منهم بحسب أجندتها الخاصة.
إلى ذلك، حلت المؤسسة الأمنية في «الجبهة الشامية» خلافها مع ما يدعى «الفرقة 16» المنضوية في جسمها العسكري إثر اشتباكات أفضت إلى مقتل مسلح من الفرقة، وتضمن الاتفاق تسليم المطلوبين من الطرفين.