الجيش يتقدم بمحيط القريتين.. ويعثر على مقبرة جماعية بتدمر تضم عشرات الشهداء

| حمص – نبال إبراهيم- وكالات

واصلت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوى المؤازرة تقدمها في اتجاه مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي وأحكمت سيطرتها على تلة ثنية حمص ونقاط جديدة، في وقت عثر الجيش في مدينة تدمر على مقبرة جماعية تضم رفات جثامين عشرات الشهداء، كان تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية أعدمهم بعد هجومه على المدينة.
وذكر مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوى المؤازرة من اللجان الشعبية سيطرت أمس على تلة ثنية حمص وثلاث نقاط جديدة تقع بمحاذاة نقاط تمركز قوات الجيش جنوب غرب مدينة القريتين وذلك بعد معارك عنيفة أدت لمقتل وإصابة أعداد من مقاتلي التنظيم وتدمير عدد من تحصيناتهم وعتادهم.
وفي الغضون، أحبطت قوة عسكرية مشتركة من الجيش والقوات الرديفة محاولة تسلل لمقاتلين من داعش باتجاه عدة نقاط عسكرية لعناصر الجيش واللجان الشعبية تقع على اتجاه جبل جبيل والنقطة 861 بمحيط مدينة القريتين بعد اشتباكات طالت ساعات وأسفرت عن مقتل عدد من المقاتلين المهاجمين وإرغام الباقين على التراجع.
وتكمن أهمية معركة القريتين التي سيطر عليها داعش في آب من عام 2015 في أنها آخر معاقل التنظيم المتبقية في ريف حمص الشرقي بعد تحرير تدمر.
وعلى خطٍ مواز، أغارت الطائرات الحربية السورية والروسية على مواقع ومقرات لمقاتلي التنظيم ومحاور تحركاتهم في بلدة السخنة وغربها وبمحيط حقل آرك النفطي بريف تدمر وفي قرية الشنداخية الشمالية بريف بلدة جب الجراح وفي عمق مدينة القريتين وبمحيطها بالريفين الشرقي والجنوبي الشرقي ما أدى لتدمير تلك المواقع والمقرات وعدد من آليات التنظيم وإيقاع عدد من مقاتليه قتلى وجرحى بعضهم من جنسيات غير سورية.
من جهة ثانية، وخلال عمليات التمشيط والتفتيش التي يقوم بها عناصر هندسة الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية في مدينة تدمر، تم العثور على مقبرة جماعية في حي المساكن الواقع شمال شرق المدينة، انتشل منها جثامين 40 شهيداً منهم 7 جثامين لأطفال و8 جثامين لنساء و5 لرجال مدنيين و20 جثماناً آخر لعناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي، وقد تم نقل هذه الجثامين إلى مشافي مدينة حمص وقد تعرضت بعضها لفصل الرؤوس عن الأجساد إضافة إلى تعرض بعضها الآخر لعمليات التنكيل والتعذيب والتمثيل الوحشية.
من جهتها نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن مصدر عسكري سوري: «عثر الجيش السوري صباح أمس (الجمعة) على مقبرة جماعية لضباط وجنود وعناصر لجان شعبية وأفراد من عائلاتهم». وأوضح أن الجثث تعود إلى «42 شخصاً هم 18 عسكريا و24 مدنيا. بينهم ثلاثة أطفال وجميعهم من عائلات العسكريين».
وحسب المصدر العسكري، فقد «تم إعدامهم إما بقطع الرأس أو بإطلاق النار»، مشيراً إلى أن الجثث «نقلت إلى مستشفى حمص العسكري وتم التعرف إلى بعضها». وعثر الجيش العربي السوري على المقبرة الجماعية في منطقة مساكن الجاهزية حيث كانت تسكن عائلات العسكريين.
وبعد عشرة أشهر من سيطرة التنظيم على المدينة الأثرية، ونتيجة عملية عسكرية استمرت 20 يوماً بغطاء جوي روسي، تمكن الجيش العربي السوري الأسبوع الماضي من استعادة تدمر بالكامل.
وأشار المصدر العسكري إلى أن العسكريين المقتولين ليسوا الذين ظهروا في شريط فيديو للتنظيم بثّه في تموز الماضي يظهر إعدام 25 جندياً سورياً على أيدي فتيان يطلق عليهم اسم «أشبال الخلافة» على المسرح الروماني لمدينة تدمر.
ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فقد أعدم داعش خلال وجوده في تدمر «280 شخصاً على الاقل».
وبالعودة إلى الشأن الميداني، فقد استهدفت قوات من الجيش برمايات مدفعية مكثفة مواقع ومعاقل لتنظيم جبهة النصرة المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وذلك في المزارع الغربية لبلدة تلبيسة وبمحيط منطقة الحولة في الريفين الشمالي والشمالي الغربي ما أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف التنظيم وتدمير عدد من مواقعه وآلياته وعتاده الحربي وإيقاع عدد من عناصره بين قتيل وجريح.