سورية

أكد أن التوطين ممنوع في الدستور … باسيل: سورية تشهد تطورات إيجابية في مكافحة الإرهاب والعملية السياسية

| وكالات

اعتبر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أن ثمة تطورات إيجابية تشهدها سورية، تتمثل في استمرار الحرب على الإرهاب واستكمال العملية السياسية التي بدأت بالفعل.
وفي رده على سؤال عن نظرته للوضع الحالي في سورية، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة «سبوتنيك» للأنباء، رأى باسيل، أن التطور الإيجابي الأول الموجود هو في مجال مكافحة الإرهاب ودحره، ولكن هذا التطور ينبغي استكماله. أما الأمر الإيجابي الآخر، حسب باسيل، فهو النمط المتطور الذي تشهده العملية السياسية، التي بدأت بالفعل، ويجب استكمالها، بحيث تنتهي إلى ضمان خيار حر للشعب السوري لتحديد مصيره انتقالاً وثباتاً».
وعن إمكانية مشاركة لبنان في الاجتماعات المقبلة لمجموعة «العمل الدولية حول سورية» قال باسيل: «لبنان يشارك حيث تكون مشاركته مفيدة، وأقصد بذلك المشاركة السياسية لدعم سورية، الدولة الموحدة، ولكن لبنان يبتعد عن النقاط الخلافية القائمة بين السوريين، لأننا نعتقد بأن ترك المجال للسوريين أنفسهم لكي يقرروا بأنفسهم، وأن يختاروا ممثليهم عبر الانتخابات، هو الحل الأفضل والأنسب لهم، مع أننا، وبحكم تجربتنا اللبنانية، نقدم النصح والتصورات اللازمة بغرض الوصول إلى استقرار دائم وطويل الأمد في سورية، وليس تسوية مؤقتة مفروضة من الخارج لن تدوم».
وعمن يقول: إن لبنان قد يكون نقطة استهداف جديدة للإرهاب، وخصوصاً بعد الهزيمة التي تكبدها تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، في تدمر والإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع سيناريو كهذا، قال باسيل: «هذه المخاوف لم تتوقف يوماً، طوال الفترة الماضية، حاول الإرهاب اختراق الحدود، والتغلغل من الداخل، أي ضمن المجتمع اللبناني، سواء في المخيمات الفلسطينية أم المخيمات السورية أو داخل أي بيئة أو حي قد يظهر أنه غير ناقم على الإرهاب، هذا الاعتبار نضعه دوماً في الحسبان، كما أن ثمة مخاوف من أن تعمد بعض الجهات الراعية للإرهاب والمموّلة له إلى خلق بدائل له بعد سلسلة الهزائم في سورية، ولبنان ربما يكون أحد هذه البدائل المحتملة، ولهذا السبب فإن ثمة حاجة ملحّة إلى زيادة الوعي وتعزيز الوحدة الوطنية مقابل الإرهاب ومنابعه، وضمان توافر دعم دولي يصل إلى حدود تقديم المساعدة السريعة للجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية لمكافحة الإرهاب».
وبخصوص المخاوف من توطين مئات آلاف النازحين السوريين في لبنان، وكيفية مواجهة هذه المشكلة، قال باسيل: إن «هذه القضية أثرناها منذ بدء الأزمة السورية، ولم نتوقف، ولن نتوقف، لأننا نراها وجودية للكيان اللبناني والدولة اللبنانية، لقد أثرنا هذه القضية خلال اجتماعات مجموعة العمل الدولية حول سورية، وخلال التباحث على طاولة المفاوضات، بوجود ممثلي الدول العشرين المشاركة، نجحنا في إقناع تلك الأطراف بأن عودة اللاجئين إلى سورية يجب أن تكون آمنة، وفي الوقت ذاته كاملة وإلزامية، ما يعني ضمان عودة كل النازحين مع بدء حل سياسي وانتهائه».
وتابع باسيل: «نحن نرى أن لا حل كاملاً في سورية ما دام هناك مواطن مهجر من بلده ولا يمتلك أسباب العودة الآمنة واللازمة والحياة الكريمة، والتوطين، هو أمر ممنوع في دستورنا، كل مهجر مظلوم، ومن المؤكد أنه حاقد على من تسبب بتهجيره، وربما يرد على ذلك بشكل انتقامي قد يصل إلى حد العنف عند البعض، وهو ما يساهم في عدم الاستقرار، وصولاً إلى تغذية الإرهاب أقله في الجانب الفكري وتغذية الكراهية».
ورداً على سؤال إن كانت هذه القضية نتيجة إهمال، أو عجز، أو مؤامرة؟، أشار باسيل إلى أن هناك إهمالاً من جهة، وهناك عجزاً من جهة ثانية، وهناك أيضاً خطة ممنهجة وثابتة لتفريغ سورية من بعض عناصرها المعتدلة والملتحمة في مكونات المنطقة هذه، لكي تصبح هناك كيانات متفرقة على حساب الدول القوية والمركزية والموحدة، الهدف هو خلق كيانات متبعثرة، تتصارع بينها، بما يريح أطرافاً متربصة بالمنطقة، مثل إسرائيل أو غيرها من الدول التي تفضل أن تصبح منطقتنا مشرذمة بما يسهّل عليها نهب ثرواتنا».
وعن تقييمه للدور الروسي عسكرياً وسياسياً في سورية، قال باسيل: «نحن نرحب بكل من يقوم بشكل فعلي بملاقاتنا في أفكارنا الإنسانية، محاربة الإرهاب فكر إنساني معولم، وما قامت به روسيا أثبت أنها أكثر دولة جدية في مكافحة الإرهاب حتى الآن، وهو ما تظهره النتائج التي حققتها حملتها العسكرية في سورية، مقارنة بستين دولة أخرى. لذلك، فإننا دعونا إلى تحالف بين روسيا و«التحالف الدولي»، إلى جانب إيران ودول أخرى معنية، بما يضمن تشكيل قوة واحدة جدية في مكافحة الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن