سورية

جددت برنامجها لتدريب «المعتدلين» بعد إدخال تعديلات عليه … واشنطن تدرس تعزيز نشر قوات خاصة في سورية

ذكر مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس خطة لزيادة عدد القوات الخاصة الأميركية التي أُرسلت إلى سورية بشكل كبير مع تطلعها للتعجيل بالمكاسب التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم داعش، وجاء ذلك عقب تجديد واشنطن برنامجها السابق لتدريب مقاتلين من «المعارضة السورية المعتدلة» بعد إدخال تعديلات عليه، والذي سبق أن حصد الفشل في تشرين الأول الماضي.
وامتنع المسؤولون الذين على علم مباشر بتفاصيل الاقتراح عن كشف النقاب عن الزيادة التي تجري دراستها على وجه الدقة. ولكن أحدهم قال لوكالة «رويترز» إنها ستجعل وحدة عمليات القوات الخاصة الأميركية أكبر عدة مرات من حجم القوة الموجودة حالياً في سورية والمؤلفة من نحو 50 جندياً حيث يعملون إلى حد كبير كمستشارين لقوات «جيش سورية الديمقراطي»، بعيداً عن خطوط المواجهة.
ويعد هذا الاقتراح أحد خيارات عسكرية يجري إعدادها للرئيس الأميركي، الذي يدرس أيضاً زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. وامتنعت متحدثة باسم البيت الأبيض عن التعليق.
ويبدو أن هذا الاقتراح أحدث علامة على تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة داخل سورية والعراق على استعادة الأراضي من داعش، الذي يسيطر على مدينتي الموصل في العراق والرقة في سورية وبدأ يثبت أنه يمثل تهديداً قوياً في الخارج معلناً مسؤوليته عن هجمات كبيرة وقعت في باريس في تشرين الثاني وفي بروكسل في آذار. مع ذلك، توجد علامات متزايدة على أن الزخم في العراق وسورية تحول ضد داعش.
ويقول مسؤولون أميركيون إن التنظيم يخسر معركة ضد قوات حُشدت ضده من جوانب كثيرة في المنطقة الواسعة التي يسيطر عليها. ففي العراق، تقهقر التنظيم منذ كانون الأول عندما فقد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب البلاد. أما في سورية، فقد طردت قوات الجيش السوري، مدعومةً بالطائرات الروسية، تنظيم داعش من مدينة تدمر بريف حمص.
وقال المسؤولون الأميركيون إنه منذ أن استعادت «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً، بلدة الشدادي بريف الحسكة، في أواخر شباط «عرض عدد متزايد من المقاتلين العرب في سورية الانضمام إلى القتال ضد داعش».
وحققت القوات الأميركية أيضاً نجاحاً متزايداً في التخلص من كبار قيادات داعش. وأدت غارات جوية في الأسابيع الأخيرة إلى قتل القيادي الثاني في التنظيم عبد الرحمن مصطفى القادولي الملقب بـ«حاجي إمام»، والقيادي البارز في داعش أبو عمر الشيشاني والذي كان يعتبر «وزير الحرب» في التنظيم.
وفي كانون الأول الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها أرسلت قوة جديدة من قوات العمليات الخاصة إلى العراق لشن غارات ضد تنظيم داعش هناك، وفي سورية المجاورة. وجاء هذا عقب إعلان واشنطن في تشرين الأول أن عشرات من جنود القوات الأميركية الخاصة سيُرسلون إلى سورية لتكون أول قوات برية أميركية تتمركز هناك.
وستُخصص القوات الأميركية الإضافية في سورية بشكل أساسي لتحديد المواقع التي ستدرب فيها رجال قبائل عربية تطوعوا لقتال داعش. وسيتم في نهاية الأمر تزويد رجال القبائل بأسلحة وتمهيد الطريق أمام شن هجوم على مدينة الرقة عاصمة تنظيم داعش من الناحية الفعلية تحت غطاء جوي أميركي.
ويعمل عشرات من أفراد قوات العمليات الخاصة الأميركية الآن في سورية بشكل وثيق مع مجموعات مسلحة داخل تحالف «جيش سورية الديمقراطية» الذي تقوده وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية. وتزود الولايات المتحدة العرب في هذا التحالف بالذخيرة منذ شهر تشرين الأول الماضي.
وستكون الزيادة الجديدة في قوات العمليات الخاصة الأميركية في سورية منفصلة عن جهود عسكرية أميركية معدلة تجري لتدريب عدد محدود من المقاتلين السوريين في تركيا. وتتركز هذه الجهود على تعليمهم تحديد الأهداف للغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
على خط مواز، أوضح متحدث عسكري أميركي أن جيش بلاده يعمل حالياً مع «عشرات» من مقاتلي المعارضة السورية في إطار برنامج معدل يهدف لتجنب أخطاء شابت أول مسعى لتدريب أولئك المقاتلين في تركيا العام الماضي.
وتعرضت وزارة الدفاع الأميركية لهجوم حاد في تشرين الأول الماضي، إذ إن البرنامج الذي بدأته مطلع عام 2015 بكلفة 500 مليون دولار كان يتضمن تدريب نحو خمسة آلاف معارض سوري «معتدل» سنوياً لقتال تنظيم داعش، لكن الفشل كان ذريعاً بحيث أنه لم يسمح سوى بتدريب عشرات المقاتلين. كما أن بعض هؤلاء المقاتلين سلموا أسلحتهم إلى «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية.
لكن وزارة الدفاع الأميركية أعادت بناء برنامج جديد في محاولة لتعويض الفشل السابق.
وبدلاً من محاولة سحب وحدات المقاتلين بالكامل من الخطوط الأمامية، وتدريبهم وإرسالهم مرة أخرى، يعمل الجيش الأميركي حالياً مع مجموعات صغيرة من كل وحدة.
وقال المتحدث العسكري الكولونيل ستيف وارن من بغداد لصحفيي وزارة الدفاع «البنتاغون»: «إذا كان لديك شخص خاضع لتدريب عال هنا، فإن الرجلين (المقاتلين) على يمينه ويساره سيستفيدان من تدريبه بشكل كبير». وأضاف: إنه «بشهر تدريب لشخص واحد، (سيصبح) لديك ثلاثة أشخاص أفضل، وربما أكثر من هذا. لذا هذا ما نتطلع إلى القيام به هنا».
ورفض وارن تحديد عدد السوريين الذين خضعوا للتدريب، مكتفياً بالقول إنهم «عشرات»، وبين أن البرنامج الجديد لم يخرّج حتى الآن أي مقاتل.

(رويترز– أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن