ثقافة وفن

الوفد البرلماني الفرنسي في ضيافة المركز الوطني للفنون البصريّة

قام الوفد البرلماني الفرنسي، أثناء وجوده مؤخراً في سوريّة، بزيارة المركز الوطني للفنون البصريّة بجامعة دمشق، جرى خلالها حوار شامل وعميق، بين أعضاء الوفد الذي يضم (إلى جانب البرلمانيين) كتاباً ومثقفين وإعلاميين، وبين مدير المركز الأستاذ الدكتور غياث الأخرس، طال مناحي فنيّة وثقافيّة عديدة، من بينها القطيعة القائمة اليوم، بين الدول الأوروبيّة وسوريّة، وانعكاساتها السلبيّة على الثقافة القديمة- الجديدة المتجذرة بين ضفتي المتوسط، التي طالما جسّرت لعلاقات محبة وازدهار وتعاون وسلام بين شعوبها. وقد أبدى الوفد دهشته وإعجابه بصالة عرض المركز ومحتوياتها من فنون الرسم والتصوير والنحت والحفر المطبوع، وقام عدد من أعضائه باقتناء بعضها. وهذه الأعمال (كما أكد البرلماني الفرنسي نيكولا دويك) تدل على أن قوة الحياة أقوى بكثير من قوة الموت، وبالتالي فهي تعكس رغبة الشعب السوري في الحياة والتطور والعيش بسلام، متمنياً على الفنانين السوريين الشباب التواصل عبر أعمالهم الفنيّة مع العالم، لأن لبلدهم تاريخاً وحضارة كبيرين، وهذا ما ذهب إليه (جوليان غوشيدي) عندما أكد أنه قرأ كثيراً عن الحضارة السوريّة، وبأنه معجب بثقافة الشباب السوري. وقد أكد أعضاء الوفد أن هذه الحالة السوريّة الثقافيّة الحضاريّة الرفيعة النابضة بالحياة وإرادة التحدي والبقاء، ستكون مثار نقاشات، وموضوع حوارات، بينهم وبين مواطنيهم الذين يجب أن يطلعوا على حقيقة هذه الإنجازات الحضاريّة السوريّة العظيمة، مشيرين إلى أن محتويات المركز المتنوعة والعائدة لأكثر من جيل في الحركة التشكيليّة السوريّة المعاصرة (لاسيّما الأعمال العائدة للفنانين الشباب المشاركين في ورشات العمل التي لا تغيب عن المركز) والتقنية الحديثة والمتطورة التي نُفذت فيها مرافقه، جعله يتقدم ويتفوق على ما لديهم من مراكز مماثلة، بل يبزها شكلاً ومضموناً، مؤكدين أن بلداً مُحاصراً بالحروب والدمار والمؤامرات، ويجابه كل هذا الإرهاب الدولي الشرس، ويتمكن في الوقت نفسه من إنجاز مرفق كهذا متخصص بإنتاج وعرض فنون بصريّة بهذه القيمة والمستوى، جدير بالنصر، ويستحق التحيّة والاحترام والتقدير والحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن