سورية

عرضت على الإدارة الأميركية قائمة من مئات المقاتلين المعارضين لقتال التنظيم … أنقرة تجدد مساعيها لإقناع واشنطن تلزيمها دوراً في دحر داعش عن شريط جرابلس إعزاز

| أنس وهيب الكردي

جددت تركيا مساعيها من أجل إقناع الولايات المتحدة «تلزيمها» دوراً في دحر تنظيم داعش المدرج على لائحة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية، عما تبقى من الشريط الواصل ما بين مدينة جرابلس وإعزاز الحلبيتين على الحدود السورية التركية. وبرزت مؤشرات تدل على تعديل أنقرة تكتيكها تجاه تطهير هذا الشريط من الدواعش. فبعد إخفاق رهانها في إقامة «المنطقة المطهرة» ما بين المدينتين عقب بدء روسيا عمليتها الحربية في سورية، وموقفها الرافض لأي دور لقوات «جيش سورية الديمقراطية»، وعماده «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية في دحر التنظيم عن ذلك الشريط، وقصفها لأي تقدم لتلك القوات هناك، انتقلت إلى اقتراح لائحة تحمل أسماء مئات المقاتلين المعارضين للقيام بالمهمة.
وخلال الأشهر الماضية، لم يترك المسؤولون الأتراك مناسبة إلا وحذروا من عبور «قوات سورية الديمقراطية» إلى المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، ولوحوا بالتدخل إذا ما حصل ذلك. وبالفعل قصفت المدفعية التركية إلى ما قبل إعلان وقف العمليات القتالية في سورية المواقع التي تقدمت إليها «الديمقراطية» في منغ غربي الفرات، على حساب داعش. وتتخوف تركيا من أن تؤدي سيطرة وحدات الحماية على الشريط إلى وصل مناطق الإدارة الذاتية في شمال سورية (الجزيرة – عين العرب – عفرين) والتي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، ما يؤدي إلى «كانتون كردي» يعزل الأتراك عن تفاعلات الهلال الخصيب والعرب ويؤثر على بنيتها الداخلية نفسها.
لكن مع بروز شبح تقسيم سورية أو فدرلتها، وملامح لتوافق أميركي روسي حول سورية خصوصاً، وعموم الشرق الأوسط، اضطرت تركيا إلى تعديل سياساتها الإقليمية وأولوياتها السياسية؛ فزار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو كلاً من إيران والأردن، وهما أكثر الدول، التي اختلفت معها أنقرة خلال السنوات الخمس الماضية. وأغضبت تركيا كلاً من إيران، نتيجة موقفها في سورية، والأردن لتأييدها جماعة «الإخوان المسلمين». هذا التعديل في السياسة التركية هدفه تقليل الخسائر. وربما في هذا الصدد يمكن وضع زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة وإصراره على لقاء نظيره باراك أوباما، على الرغم من الرفض الأميركي المبدئي. وفي تطور لافت كانت المدفعية التركية قد قصفت أول من أمس مواقع تنظيم داعش في مدينة إعزاز وذلك بعد غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن.
وبعد يوم من لقائه أوباما على هامش قمة الأمن النووي التي استضافتها واشنطن، كشف أردوغان الأحد، أن تركيا سلمت الولايات المتحدة لائحة تضم أسماء 1800 شخص ينتمون للمعارضة السورية مستعدين للقتال ضد داعش شمال سورية.
وقال الرئيس التركي في حديث للصحفيين بالسفارة التركية في واشنطن: «لقتال داعش قمنا بتقديم 1800 اسم مقاتل للإدارة (الأميركية)، وسنقوم بتقديم 600 اسم آخر، منهم عرب وتركمان»، حسبما نقلت موقع «روسيا اليوم» عن التلفزيون التركي «خبرتورك».
واعتبر أنه «لم يعد أمام الأميركيين أي حجة»، وأعرب عن استعداد تركيا «لتقديم مختلف أنواع الدعم لهؤلاء المقاتلين في حربهم ضد داعش، وضد باقي التنظيمات الإرهابية»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي اللذين تصنفهما أنقرة «تنظيميين إرهابيين».
من جهة أخرى أعلن أردوغان، الذي قفل عائداً إلى تركيا أمس، أن ممثلي الإدارة الأميركية أكدوا له «أنهم لن يسمحوا بإقامة الدولة الكردية في سورية»، ولم يمنع ذلك الرئيس التركي من التهديد باستخدام القوة بشكل منفرد، إذا ما أعلنت تلك الدولة. وقال: «في حال تم اتخاذ أي إجراء بإقامة أية كيانات إقليمية في المنطقة، فإن تركيا ستتخذ الإجراءات المناسبة، وعلى مسؤوليتها، التي ستمنع إقامة الدولة الكردية في الشمال (السوري)».
على خط مواز شدد أردوغان على ضرورة قتال داعش في العراق وتحرير مدينة الموصل وغيرها من المدن العراقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن