رياضة

الوقوف مع الذات

| محمود قرقورا 

الخسارة الثقيلة لمنتخبنا الأول بكرة القدم أفقدتنا بهجة التأهل للدور الحاسم من التصفيات المونديالية، والتأهل المستحق لنهائيات أمم آسيا بنسختها السابعة عشرة التي تستضيفها الإمارات عام 2019.
من حق كادر المنتخب العتب على الإعلام والشارع الرياضي الذي تعاطى مع الخسارة الثقيلة ونسي من هول الصدمة المباركة بالتأهل على غرار ما حدث عقب التعادل السلبي مع فيتنام وإعلان التأهل لنهائيات أمم آسيا 2011.
ولكن في الآن ذاته من حق أي متابع رياضي العتب على أداء مهزوز لا يرتقي بحال من الأحوال لمستوى أي منتخب من بين المنتخبات الاثني عشر المتأهلة للنهائيات القارية.
الكلمات محسوبة على الجميع لأن تفسيرها وتأويلها يختلف من شخص لآخر.
عندما تسمع تبريرات بأن الخسارة ثقيلة وغير مستحقة من منطلق أننا أضعنا أربع فرص محققة فهذا غير منطقي، لأن المنتخب الياباني أضاع ضعف ما أضعناه ولو أن كل فرصة يجب أن تسجل لخسرنا 13/4 فأيهما أفضل؟
الشارع الرياضي أصابته الصدمة من هول النتيجة الثقيلة مع اليابان فهي الخسارة الأثقل مونديالياً منذ الخسارة أمام تركيا في أول مباراة دولية لسورية عام 1949 صفر/7 وجمهورنا ليس ملائكياً ليتذكر التأهل وينسى حجم الخسارة.
وإجمالاً تلقينا ثمانية أهداف في مباراتين أمام أحد الخصوم وهذا لم يحصل بتاريخ مشاركات سورية على الصعد كلها فهل هذه النسخة من المنتخب هي الأسوأ؟
الحال مختلف هذه المرة عن أحداث 2009 فوقتها فزنا على الصين ولبنان وفيتنام قبل التعادل بحلب مع فيتنام وشتان بين تلك النتائج والفوز على كمبوديا وأفغانستان والعذاب أمام سنغافورة في الذهاب والإياب.
لماذا الترهل في الأشواط الثانية في أربع من المباريات الخمس الأخيرة حيث تلقينا ثلاثة أهداف من اليابان ذهاباً وهدفاً من أفغانستان وهدفاً من سنغافورة وأربعة من اليابان إياباً؟
لماذا الانفلات الأخلاقي وسوء السلوك وقلة الانضباط؟ فهل يمكن وضع هذه الأمور على الرف ونحن على أبواب دخول مرحلة حساسة على طريق الحلم الروسي 2018؟
استقالة المدرب فجر إبراهيم والترويج لمدرب محلي آخر ليس الحل لأنه لا يوجد مدرب محلي يجمع عليه الشارع الرياضي، وإذا كان أصحاب الشأن يريدون جعله شماعة فهم مخطئون وحساباتهم غير دقيقة إلا إذا كانت النية تتجه للتعاقد مع مدرب أجنبي يقبض بالعملة الصعبة، وعندها سنقول: «أن تصل متأخراً خير من ألا تصل».
ولا يمكن الاقتناع بعدم توافر السيولة لأن الأموال التي ستنعش خزينة الاتحاد من تسويق مباريات المرحلة المقبلة كافية فهل نحن فاعلون أم سنلعب على وتر الوقت وامتصاص فورة الشارع الرياضي بحكم العادة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن