استئناف العمليات القتالية والرئيس الأرميني يؤكد أن بلاده … مستعدة لحل وسط من أجل تسوية أزمة قره باخ
صرح الرئيس الأرميني سيرج سركسيان أن بلاده مستعدة لحل وسط في تسوية أزمة قره باخ، وأعلن أن أرمينيا وكذلك جمهورية «قره باخ» غير المعترف بها تدعوان إلى وقف العمليات القتالية.
وأضاف الرئيس الأرميني: إن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي يجب أن تلزم أذربيجان باحترام نظام وقف إطلاق النار، كما على سلطات باكو أن تتفاوض مباشرة مع سلطات قره باخ.
وأشار سركسيان إلى ضرورة اعتماد آلية التحقيق بالأحداث وتوسيع إمكانية رقابة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي من أجل تسوية الوضع في الإقليم، وطالب بإعادة القوات كافة إلى المواقع التي شغلتها قبل 1 نيسان 2016.
وأعلنت أذربيجان أمس مقتل ثلاثة من جنودها في معارك مع القوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باخ المتنازع عليه، في اليوم الثالث من المواجهات المتواصلة رغم دعوات المجتمع الدولي إلى التهدئة.
وأوضحت وزارة دفاع أذربيجان أن الوضع على خط التماس في قره باخ متوتر، وتجري عمليات قتالية عنيفة، وأفادت بأن معارك عنيفة جرت مساء الأحد أيضاً على محور أغديرينسك، وقال: إن «القوات المسلحة الأذربيجانية تسيطر على الوضع، كما تسيطر على الأراضي المحررة يوم السبت».
من جهة أخرى أعلنت وزارة دفاع جمهورية قره باخ غير المعترف بها أن الجانب الأذربيجاني تابع ليلاً قصف مواقع جيش قره باخ والقرى الأرمنية القريبة من خط التماس بالمدفعية والراجمات. وحسب الوزارة استخدم الجيش الأذربيجاني مدافع من عيار 152مم وراجمات «غراد» ودبابات.
ومن جانبها أفادت وزارة دفاع أذربيجان بأن القوات الأرمينية قصفت المواقع الأذربيجانية بالراجمات 121 مرة، كما أعلنت مقتل ثلاثة من جنودها خلال معارك ليل الأحد، مؤكدة أن الجانب الأرميني تكبد خسائر فادحة.
على صعيد آخر يورد تقرير إدارة الأمم المتحدة لتنسيق المسائل الإنسانية أن 33 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 200 نتيجة تصاعد النزاع في قره باخ في 2-3 نيسان.
وقد جرت العمليات القتالية بالقرب من بلدات أدغيري ومارتوني وغادروت حيث يعيش 14400 نسمة، وتشير الأمم المتحدة إلى أن الجانبين أعلنا عدم حاجتهما إلى المساعدات الإنسانية الدولية.
وفي السياق دعت إيران أمس أرمينيا وأذربيجان المجاورتين لها إلى إبداء ضبط النفس وأبدت استعدادها لتقديم مساعدتها كما أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان.
وقال دهقان في اتصال هاتفي مع نظيره الأذربيجاني ذاكر حسنوف: إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبذل أقصى جهودها لتهدئة الأزمة بين البلدين» كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
ودعا البلدين اللذين لهما حدود مع شمال غرب إيران إلى «إبداء ضبط النفس وتسوية الأزمة عبر السبل السلمية». وتقيم إيران علاقات جيدة مع أرمينيا وأذربيجان.
وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري قد عبر أيضاً الأحد عن «قلق إيران الشديد على حين تشهد المنطقة أعمالاً مدمرة تقوم بها مجموعات متطرفة وهي بحاجة للهدوء».
ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المولدافي أندريه غالبور: إن موسكو لا تتهم أنقرة بتصعيد التوتر في ناغورني قره باخ.
ونوه لافروف: «نحن لا نتهم أي جهة خارجية بأنها حفّزت هذا التصعيد الراهن للتوتر، ولا نتهم أنقرة»، مضيفاً: إنه يستطيع التنويه بوجود محاولات لإفشال التسوية من الجهات التي لا ترضيها أسس التسوية في قره باخ.
وأشار إلى أن هذه الأسس ثبتت من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة في وثائق كثيرة بما في ذلك الوثائق الموقعة من رؤساء البلدان الثلاثة التي تفترض تسوية نزاع قره باخ بصورة سلمية سياسية حصراً.
وعبّر وزير الخارجية عن أمله في أن تجد الدعوات لوقف إطلاق النار الصادرة عنه وعن وزير الدفاع الروسي والرئيس الروسي صدى في باكو ويريفان، وقال: «عبّرنا عن قلقنا الجدي وأكدنا رسالة الرئيس الروسي حول ضرورة وقف انتهاك نظام وقف النار فوراً، وامتناع عن خلق عراقيل أمام استئناف جهود الانتقال إلى التسوية السلمية للنزاع».
واعتبر لافروف أن من غير المجدي تغيير إطار مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي بشأن قره باخ، لأن المجموعة حققت نتائج خلال السنوات العشر الأخيرة، وأي فكرة حول إخراج التسوية خارج إطار المجموعة ستستخدم بلا شك ممن يريد تعقيد التسوية إن لم يكن إفشالها.
بدوره أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن منطقة ناغورني قره باخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان «ستعود يوماً» إلى «مالكها الأصلي» في إشارة إلى أذربيجان.
وقال أردوغان في تصريح متلفز: «قره باخ ستعود يوماً من دون أدنى شك إلى مالكها الأصلي، إنها تنتمي إلى أذربيجان»، مكرراً بذلك دعمه لباكو بعيد اندلاع النزاع مساء الجمعة بين أرمينيا وأذربيجان حول هذه المنطقة.
وبعد أن قدم تعازيه مجدداً إلى عائلات «الشهداء» الأذربيجانيين، أعلن الرئيس التركي أن هذا «الطغيان لن يستمر إلى الأبد» حسب تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن دافيد بابايان المتحدث الصحفي باسم رئاسة جمهورية قره باخ غير المعترف بها اعتبر السبت أن تركيا قد تكون متورطة في تصعيد النزاع في المنطقة.
وقال بابايان: «كنا نعلن دوماً أن أذربيجان لا يمكن أن تسلك مثل هذا السلوك بمبادرة أذربيجانية فحسب. على الأغلب تدعمها قوى معينة، ولا سيما تركيا».
(روسيا اليوم- أ ف ب)