من دفتر الوطن

دروس الدم؟!

| عبد الفتاح العوض

المقولة الذهبية «الضربة التي لا تميتني تقويني»… إذا كان من تطبيق بسيط لهذه القاعدة فإن سورية ستكون أقوى وأفضل في المستقبل.
وإذا لم نستفد من دروس الدم على مدار هذه السنوات الصعبة فلا يمكن أبداً أن نستفيد من أي درس آخر.
سيكون ميئوساً منا أن نتعلم إذا لم تكن كل هذه المصائب التي حلت بنا قادرة على تعليمنا مبادئ جديدة وسلوكاً جديداً في حياة السوريين.
لكن… وهذه لكن لئيمة؟!
هل يظهر أي شيء يوحي بأننا استفدنا من دروس الدم التي عشناها خلال هذه الأزمة؟! قولاً واحداً… وبلا أي اجتهاد.. لا يبدو أبداً أننا تعلمنا ما يفيدنا في تغيير سلوكنا.
سلوك المسؤولين قبل الأزمة مثله أثناء الأزمة وربما أسوأ.
سلوك الناس قبل الأزمة يشبه أثناء الأزمة وربما أسوأ.
حتى أمراضنا قبل الأزمة، إنها أقل من أمراضنا أثناء الأزمة.
الفساد قبل الأزمة أقل من الفساد أثناء الأزمة.
المتسولون صاروا أكثر والفقراء صاروا أكثر…. وقس على ذلك الكثير من مناحي حياتنا.
وبما أن كلاً منا لديه عقل تبريري يبدع في خلق التبريرات ويساعد على استفحال الأزمات سيقول قائل إن الوقت لم يحن بعد للتغيير، وإننا في عين العاصفة وليس من الممكن الآن الالتفات إلى هذه القضايا فالمشكلة أكبر من ذلك.
وتوسعاً في التبرير ستجد من يتحدث عن عدم إمكانية تغيير الحصان في أثناء السباق وأن المطالبة الآن بإحداث سلوك مختلف ليس في أوانه ولا في مكانه.
ناهيك عن القول إنه ليس بالإمكان أفضل مما كان.. وإن «المسؤول» قام بما يجب عليه وربما أكثر وكان من الممكن أن تكون الأمور أسوأ لولاه.. ولولا لمساته الإبداعية! كل هذا ربما تسمعه كتبريرات ليست مقنعة.. لكن من يهتم بالإقناع أصلاً..؟!
الواقع يقول:
إننا لم نستفد من الأزمة وإن فرص وقوعنا في المشكلات ذاتها مرة أخرى عالية الاحتمال.
وإن السقوط في الحفرة مرة أخرى وأخرى ممكن جداً وأكثر.
المقولة التي أختم بها: «إذا أردت أن تخرج من الحفرة فعليك أولاً التوقف عن الحفر»!
توقفوا عن الأخطاء… أخطاؤكم تقتلنا.

أقوال:
• من تـتـبع خفيَّات العيوب، حُرِم مودات القـلوب.
• العقل غالباً ما يصنع الأخطاء، ولكن الضمير لا يخطئ.

نكتة سورية
CNN وصفت محاولة اتحاد كرة القدم السورية استقدام مورينيو لتدريب المنتخب بأنه نكتة سورية.
القصة ليست أن يفكر «مسؤول» من خارج الصندوق.. بل القصة أن كثيراً من مسؤولينا يعيشون خارج الأزمة.
عندما يحتفل مسؤولونا بالزواج وأعياد الميلاد في فنادق خمسة نجوم فهذه أيضاً نكتة سورية.
اقترحت سابقاً وأعيد الاقتراح، كل مسؤول بمرتبة مدير عام وما فوق عليه أن يعيش أسبوع خدمة في مركز إيواء.
لا تصدق أن الغداء في «جيمني» والأركيلة في الفورسيزن وقهوة العصر على مقهى في المالكي ويشعرون بأن هناك أزمة!!
النكت السورية.. مبكية!!

أقنعتمونا!!
يقوم أعضاء القيادة بحملة لإقناع الناس بأنهم اختاروا عنهم أعضاء مجلس الشعب… خدمة لهم ولأن القيادة أوسع نظراً… اقتنع الناس وشبعوا اقتناعاً!!
حتى حمشو والدبس عملا في دمشق قائمة وحدة وطنية وألغيا التنافس!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن