ثقافة وفن

مبادرة تنويريّة من اتحاد الكتّاب العرب … جائزة دمشق للرواية العربيّة… لغة الإبداع تتجدد في سورية لتنطلق إلى العالم من جديد

| عامر فؤاد عامر

يليق بدمشق أن تستمرّ مكاناً وحاضنةً للمبدعين العرب ولكلّ القاصدين، فهي العاصمة التي علّمت الناس التحضّر، ومنها انطلقت أفكار التنوير الأولى، ومنها تعلّم البشر مزيداً من اللباقة، وفي كلّ كتب التاريخ التي تبحث في المنطقة نكتشف حقائق عن دمشق، بل في رواياتٍ عن أدباء، وأبحاث عن مفكرين، ودراساتٍ عن مستشرقين وباحثين من كلّ أنحاء العالم، ومنهم من زارها، ومنهم من حَلُمَ بزيارتها، وسنجد في آثارهم ما يليق بسحر دمشق ومكانتها التي لا منازع عليها، ولا منافس لها.

الإعلان
أعلن أمس في مقرّ اتحاد الكتّاب العرب عن جائزة دمشق للرواية العربيّة، بحضور رئيس الاتحاد الدكتور «نضال الصالح»، وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، وممثلين عن الجهات الإعلاميّة المحليّة وغير المحليّة، وفيما يلي ذكر مفصّل حول الأهداف التي أُنشئت الجائزة لأجلها، وعن القيمة الماليّة للجائزة وتفاصيلها، في شروط المادّة الروائيّة وشروط الاشتراك في المسابقة وعن المدّة الزمنيّة للتقديم والمشاركة ووقت الدورة وغير ذلك من الشروط والتفاصيل الخاصّة بهذه الجائزة.

أهداف الجائزة
1- تقدير المبدعين السوريين والعرب في مجال الفنّ الروائي.
2- تحرير الجوائز الأدبيّة العربيّة من الاعتبارات غير الإبداعيّة.
3- إعادة الهويّة إلى الثقافة العربيّة، ومواجهة الإرادات التي تتقنّع بالثقافة.
4- تعزيز دور اتحاد الكتاب العرب في الحياة الثقافيّة العربيّة.

قيمة الجائزة
مليونا ليرة سوريّة توزع كما يأتي: (1) مليون ليرة سوريّة لنصّ روائي واحد. و(1) مليون ليرة سوريّة لأربعة نصوص، توزّع بالتساوي.

عن الجائزة
1- الجائزة سنويّة، ويمكن لكلّ روائيّ المشاركة فيها بطريقة مباشرة.
2- يمكن لدور النشر العربيّة ترشيح نص روائي واحد من إصداراتها، على أن يتضمن الترشيح موافقة خطيّة من مؤلف الرواية.
3- يمكن للمؤسسات الثقافيّة العربيّة ترشيح نصّ روائي واحد، على أن يتضمن الترشيح موافقة خطيّة من مؤلف الرواية.
4- يشارك في لجنة تحكيم الجائزة نخبة من النقّاد والروائيين العرب.

شروط الجائزة
1- الجائزة خاصّة بالفنّ الروائي، ولا تُقبل المؤلفات التي تنتمي إلى أجناس أدبيّة أخرى.
2- لا تُقبل الأعمال الروائيّة المنشورة إلكترونيّاً.
3- أن تكو ن الرواية صادرة عن إحدى دور النشر الصادرة عربيّة أو غير العربيّة إذا كانت باللغة العربيّة.
4- أن تكون الرواية صادرة خلال السنوات الأربع الأخيرة ( 2013 – 2016).
5- أن يملأ مؤلف الرواية بنفسه الاستمارة الخاصة بالجائزة (يمكن الحصول عليها من مقر الاتحاد أو موقعه الإلكتروني).
6- أن يرفق الروائي، أو الجهة المُرشحة، الاستمارة بخمس نسخ من الرواية.
7- أن يوقّع الروائي تعهداً بعدم دفع روايته إلى أي جائزة أخرى قبل الإعلان عن نتائج الجائزة، ويتمّ حجب الجائزة في حال كانت الرواية شاركت في جائزة أخرى.
8- قرار لجنة التحكيم قطعي، إلا إذا ثبت لدى اللجنة المنظمة ما يخالف شروط الجائزة وأهدافها.
9- لا تعاد الأعمال المشاركة إلى مؤلفيها، أو الجهات التي قامت بترشيحها.
10- يحقّ للاتحاد نشر الأعمال الفائزة ضمن إصداراته لمدّة خمس سنوات.
11- آخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة 30 أيلول 2016.
12- آخر موعد لإعلان قرار لجنة التحكيم نهاية الشهر الثاني 2017.

حوار واستفسار
بعد الإعلان عن الجائزة وتفاصيلها المتعلقة بشروط التقدّم والمشاركة فيها، كانت هناك مساحة من الحوار بين الإعلاميين ورئيس الاتحاد لكشف تفاصيل أكثر، ولفهم المزيد حول هذه الجائزة، والتي يسعى الاتحاد أن تكون ذات صبغة عربيّة ومنها باتجاه العالميّة، كما أوضح رئيس الاتحاد نضال الصالح، فهناك بوابة للأجنبي لأن يشارك في هذه الجائزة شرط أن يكون منتجه الروائي مكتوباً باللغة العربيّة، بالإضافة لتوضيح نقطة مهمّة حول حصر الروايات الصادرة في الفترة من 2013 إلى 2016 بمعنى أنها محصورة ضمن سنوات الأزمة والحرب على سورية، وفي ذلك مقصد مهم في أن تكون الروايات الصادرة طازجة ومحملة بالحالة والصبغة الزمانيّة التي مررنا فيها، كما تمّ التوضيح أكثر بأن هذه الجائزة لا تعطي ترتيباً للروايات الفائزة بعد الرواية الأولى، بمعنى أن الروايات الأربع التي ستأتي بعد الرواية الأولى الحاصلة على الجائزة الأولى في المسابقة، ستكون جميعها في مرتبة واحدة، دون ترتيب لها كرواية ثانية فثالثة فرابعة وخامسة، فلا اعتبار لمنطق الترتيب الذي تتقيد به الجوائز العربية والعالميّة الأخرى، بل في جائزة دمشق للرواية العربيّة المنطق مختلف فهناك تكريم للرواية الأولى فقط أمّا الروايات الأربع التالية فهي في مرتبة واحدة جميعاً وتقسم قيمة المليون ليرة عليها بالتساوي. إضافة لمجموعة من الاستفسارات حول الموافقات والمدد الزمنية ولجنة التحكيم وآليّة التحكيم وغيرها من الأسئلة التي طرحها الحضور.

مسؤوليّة وأمل

لمنطق طرح هذه الجائزة في المرحلة الحالية وقعُ كبير على الصعيد المحلّي والعربي أيضاً، ففي وقتٍ باتت فيه المشاركات السوريّة في مسابقات أدبيّة وجوائز للأدباء _ على الصعيدين العربي والعالمي – كثيرة الحضور، وواضحة في رغبة المزيد من الروائيين والأدباء السوريين، سواء كانوا قاطنين في سورية أو خارجها، يأتي الإعلان عن جائزة دمشق للرواية العربيّة، بمعنى أن دمشق ستكون لها دعوتها لأدبائها ولغير أدبائها، ليكون الميدان للمنافسة هنا من جديد، وليكون أمل هؤلاء جميعاً حاضراً في دمشق من جديد.

من سورية إلى العالم
وفي الوجه الآخر سيقع على كاهل هذه الجائزة ومن يمثّلها من اتحاد الكتاب العرب، رئيساً، ولجنة، ومنظّمين، ومحكّمين، مسؤوليّةً كبيرة في أن تكون هذه الجائزة مصدر الثقة في مكانين، أوّلهما: هو تسميتها بجائزة «دمشق» فهذا الاسم له مكانته الحضاريّة، وأناقته، وجماله الكوني، وثانياً: أن هذه الفترة تحمل دقّة وحرجاً بعد كلّ تلك الآراء والانقسامات التي هي من محرضات الفكر ونتائج لفوضى سنواتٍ مرّت بحزن على الجميع، ، بالتالي نحن بانتظار تفوّق جديد – وهذا هو الأمل – لكتّابنا وروائيينا ممثلين باتحاد الكتاب العرب وغيره، ليكونوا جسراً ثقافيّاً ومعبراً حقيقيّاً للثقافة السورية نحو العالم أجمع، لنبدأ مجدداً بلغة إنسانية سوريّة إلى البشريّة جمعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن