شؤون محلية

متاجرة.. أم سرقة..؟

| هني الحمدان 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عدم جدوى السلل الغذائية التي تقدمها الجهات المانحة على مختلف أنواعها ومن خلال مختلف قنواتها، نتيجة عدم جدوى هذه السلل في تحقيق الأهداف المرجوة من توزيعها، فهي لا تسمن ولا تغني من جوع..!
على الجهات التي تخطط لمسألة الإغاثة أن تعمل وفق القاعدة الذهبية القائلة: «إذا ضربت فأوجع وإذا أطعمت فاشبع»، وبالتأكيد أن كل المستهدفين من الإغاثة نالهم من الوجع الكثير، ولكن لم يصل إليهم من الشبع حتى أقل القليل..!
عديدة هي الأسباب لسنا بصدد الحديث عنها، ونعتقد أن التحول إلى تحقيق سبل العيش الدائمة كما يجري في كل الدول المجاورة هي الطريقة المثلى لتحسين الواقع المعيشي للمتضررين من الأزمة.
اليوم تقول مصادر برنامج الغذاء العالمي وحده أنه يوزع 4.25 ملايين سلة غذاء شهريا في سورية ومصادر الحكومة تقول إن عدد المهجرين في الداخل لا يتجاوز 6 ملايين مواطن فإذا كان متوسط العائلة السورية 5 أشخاص فهذا يعني أن لدينا ما يقرب من مليون وربع مليون عائلة مهجرة في الداخل.
هنا نفترض صحة الأرقام، فإننا أمام مشكلة حقيقية، فإما أن أرقام برنامج الغذاء غير صحيحة، وإما أن الرقم الذي تعطيه الحكومة غير صحيح، وإذا صحت أرقام برنامج الغذاء وأرقام الحكومة فإننا أمام مصيبة حقيقية وهي أن هناك أكثر من 3 ملايين سلة غذائية شهريا مجهولة المصير..!! هذا لو افترضنا أن كل العائلات المهجرة في الداخل مسجلة في برامج الإغاثة وتتلقى شهريا حصتها من السلل الغذائية. لكن الحقيقة غير ذلك لأن هناك عدداً كبيراً من المهجرين غير مسجلين في برامج الإغاثة، والمؤكد أن معظم المسجلين في برامج التغذية لا يحصلون على السلل الغذائية بشكل شهري إنما كل ثلاثة أشهر في أحسن الأحوال.
هناك حلقة مفقودة في مسألة الإغاثة تحتاج إلى التدقيق، وربما إلى فتح ملف الإغاثة لأننا نخشى أن يكون وراء هذه القضية ملف كبير للفساد، وإن صدقت هواجسنا فإن هناك قضية كبيرة يجب أن نضع الرأي العام بصددها، لأنه من غير المقبول أن نلوم الأعداء على متاجرتهم بمأساة المهجرين ونغطي على من يسرق حقهم في وضح النهار وأمام أعيننا…!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن