«الديمقراطية» تحشد قواتها باتجاه ريف حلب الشرقي … سلاح الجو يكبد داعش خسائر فادحة في دير الزور والرقة.. والتنظيم يحتمي بالمدنيين
| الحسكة – دحام السلطان – الرقة – دير الزور – الوطن – وكالات
أوقع سلاح الجو في الجيش العربي السوري خسائر كبيرة في صفوف مقاتلي تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في طلعاته على تجمعاتهم ومحاور تحركهم بدير الزور والرقة، على حين أفادت مصادر إعلامية من الرقة، بأن التنظيم بدأ بنقل كافة مقراته الكبيرة، إلى «الأماكن المزدحمة الصغيرة للاحتماء بالمدنيين»، بعد ارتفاع وتيرة الضربات على مواقعه.
وذكر مصدر عسكري في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء أن سلاح الجو نفذ غارات على محاور تحرك وتسلل مقاتلي داعش شمال قرية الجفرة وفي البغيلية ومحيط مطار دير الزور ما أسفر عن «تدمير مقرات وآليات مزودة برشاشات ومقتل وإصابة العديد منهم».
ودمرت حامية مطار دير الزور أول أمس 17 آلية مفخخة هاجم بها مقاتلو داعش المطار وأوقعت عشرات القتلى والمصابين في صفوفهم، في حين دمرت وحدة من الجيش 4 آليات محملة بإرهابيين من «داعش» وأسلحة وذخيرة في قرية الجفرة وآلية في حي الصناعة في مدينة دير الزور.
وفي السياق ذاته أشار المصدر إلى أن سلاح الجو نفذ غارة على تحصينات تنظيم داعش في مطار الطبقة جنوب غرب مدينة الرقة بنحو 55 كم أسفرت عن «تدمير آلية مزودة برشاش ثقيل ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين».
وتعد مدينة الرقة المقر الرئيسي لتنظيم داعش في سورية حيث يحاصر عشرات آلاف المواطنين ويفرض عليهم أفكاره التكفيرية ويرتكب بحقهم المجازر التي راح ضحيتها مئات المواطنين.
على خط مواز قال المتحدث باسم حملة الرقة تذبح بصمت على «فيسبوك»: إن الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي، «دمّر كامل المجمع الحكومي وبنك الدم ومبنى الإذاعة والتلفزيون»، خلال غارات شنها مساء الأحد على مواقع تابعة للتنظيم المتشدد في مدينة الرقة.
وأشار الصالح إلى أن الغارات هي «جزء من سلسلة بدأ التحالف بتنفيذها مؤخراً، بعد أن انتقل اهتمامه من ريف الرقة إلى داخل المدينة، وهو ما أجبر التنظيم على إخلاء مواقعه الواضحة».
وأوضح المصدر أن التنظيم «يقوم حالياً بنقل كافة مقراته الكبيرة والمعروفة في المدينة إلى دكاكين صغيرة، أو إلى داخل المساجد، أو بين بيوت المدنيين في الشوارع الضيقة، للاحتماء بالأهالي واستخدامهم كدروع بشرية».
ودارت خلال اليومين الماضيين مواجهات عنيفة، بين تنظيم داعش و«قوات سورية الديمقراطية»، على جبهات ريف الحسكة الجنوبي، تخللها انفجار سيارات مفخخة للتنظيم أسفرت عن قتلى وجرحى بحسب مواقع معارضة.
وأفاد الناشط «ملاذ اليوسف»، باندلاع الاشتباكات بين تنظيم داعش وبين «الديمقراطية»، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، على الجبهتين الجنوبية والغربية لمنطقة «الشدادي» على حدود محافظة دير الزور، إلى جانب الجبهة الشرقية على الحدود مع العراق، أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين.
وقال اليوسف: إن «الديمقراطية» بدعم جوي دولي لا تزال تركز على طريق الأوتستراد الخرافي، الواصل بين محافظتي (الحسكة – دير الزور)، وذلك بخطة الالتفاف على بلدة «مركدة» من الجهة الغربية، لقطع الطريق بينها وبين ريف دير الزور الشمالي، إلا أن التنظيم شن هجوماً معاكسا بمجموعات صغيرة جهة قرية «عناد» و«تل أبو راسين» لتتراجع الاشتباكات بين الطرفين إلى محطة القطار قرب قرية «فأس»، غرب منطقة الشدادي، حيث استهدف الحواجز العسكرية هناك.
وأشار الناشط إلى سعي «الديمقراطية» التقدم مع سكة القطار باتجاه بلدة «الصور» شمال دير الزور، لتسهيل الالتفاف حول بلدة «مركدة»، آخر معاقل التنظيم في الحسكة، منوها إلى أن الاتصالات مقطوعة في المنطقة، ما يسهم في صعوبة تأمين التواصل، خاصة مع انعدام التيار الكهربائي.
وأعلن داعش عن مقتل أكثر من 40 عنصراً من الوحدات الكردية في هجوم لمقاتليه أول أمس، بسيارات مفخخة على قريتي «الحمادات» و«العزاوي» جنوب وجنوب غرب مدينة «الشدادي» بحسب مواقع معارضة.
ومن جهتها «وحدات حماية الشعب»، وكبرى فصائل «الديمقراطية»، قالت في بيان لها باللغة الكردية: «إن تنظيم داعش شن هجمات على مواقعها في محيط قرية المكمان غرب الشدادي، منذ الأول من نيسان واستمرت حتى يوم أمس»، مشيرة إلى استخدامه الأسلحة الثقيلة في الهجوم.
من جهة ثانية سقطت يوم الاثنين قذيفتان على الأحياء الشمالية بمدينة القامشلي مصدرها الأراضي التركية، واقتصرت الأضرار على الماديات فقط دون إصابات بشرية، حيث سقطت الأولى خلف بناء مجلس مدينة القامشلي على أطراف مجرى نهر الجغجغ، في حين سقطت الثانية بالحي الغربي في منطقة الحزام من المدينة.
وأشارت مصادر لـ«الوطن» إلى أن عدد القذائف التي سقطت على مدينة القامشلي منذ مطلع الأسبوع الماضي لغاية اليوم وصل إلى 7 قذائف، ومصدرها الأراضي التركية التي تشهد اشتباكات عنيفة تدور في محيط بلدة نصيبين التركية على الحدود الشمالية للبلاد المحاذية لمدينة القامشلي، بين مسلحي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي الذي لا يزال يحاصر البلدة ويحاول اقتحام المدينة منذ أكثر من شهر.
وفي السياق ذاته استشهد الفتى عمار الجبارة البالغ من العمر 14عاماً، الذي كان قد أصيب بمقذوف ناري عيار 12.7 مصدره عناصر الجيش التركي. كما استشهد مواطنان إثر استهداف تنظيم داعش لمنزلهما في قرية تل العبر بالريف الجنوبي الغربي لعين العرب.
وأوضحت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن قصف التنظيم للقرية تم بالأسلحة الثقيلة التي أدت إلى استشهاد مدنيين وجرح آخرين بإصابات مختلفة نقلوا إثرها إلى المشافي للعلاج.
كما استهدف التنظيم مدينة جرابلس وريفها بقذائف الهاون والصواريخ، ومنها قرية «القبة» في الريف الغربي لبلدة عين العرب على نهر الفرات، ما أدى إلى استشهاد امرأتين وجرح آخرين بجروح خطيرة.
وفي محيط سد تشرين تحشد «الديمقراطية» مقاتليها بهدف التقدم إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي، للسيطرة على المدينة بهدف قطع خط الإمداد الأخير للتنظيم الذي يصل ريفي حلب بالرقة.
في المقابل يقوم داعش بتكثيف حملاته في المدينة لحث الأهالي على التطوع في صفوفه، مستغلاً اتهامات وجهت لـ«وحدات حماية الشعب»، بتهجير المواطنين العرب شرق الفرات، بعد عملية تحرير جنوب بلدة عين العرب الحدودية.