سورية

24 شهيداً في 48 ساعة.. وسقوط طائرة حربية بريف المحافظة … حلــــب تـــــودّع «الهدنــــــة»

| حلب – الوطن

ودعت مدينة حلب الهدنة بعد نحو أسبوع من نكص المسلحين لها في ريف المحافظة الجنوبي وزفت 24 شهيداً مدنيا خلال اليومين الفائتين سقطوا بقذائف الإرهاب في الوقت الذي أعلن مصدر ميداني أن الجيش العربي السوري وحلفاءه عملوا على احترام ودعم الهدنة ووقف إطلاق النار متوعداً بأن الساعات والأيام المقبلة ستكون مدمرة لمن خرق الهدنة وبنى آماله مع الخارج.
واستفاق سكان المدينة ولأول مرة منذ أكثر من شهر على أصوات الاشتباكات العنيفة في مناطق التماس والقصف الصاروخي والمدفعي كرد من الجيش العربي السوري على إطلاق المسلحين لقذائف على الأحياء السكنية في الأعظمية وبستان الباشا والسوق المحلي في شارع النيل بالإضافة إلى مناطق الرواد وتشرين وضاحية الأسد في حي الحمدانية الذي ودع 3 شهداء في حين بلغت حصة الأعظمية شهيد واحد ومنطقة منيان في حلب الجديدة ثلاثة شهداء على حين حظي حي الشيخ مقصود أمس بالحصة الأكبر من عدد الشهداء والبالغة 17 شهيداً وأكثر من 36 جريحاً في صفوف المدنيين العزل.
وأفاد مصدر ميداني في «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية»، لـ«الوطن» بأن جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، ومن لفت لفيفها من الفصائل المسلحة المحسوبة على تركيا شنوا هجوماً واسعاً على الحي بهدف السيطرة عليه لكن الوحدات تصدت له وأرغمت المهاجمين على التراجع، ما دفعهم على إطلاق وابل من القذائف المتفجرة خلقت حالاً من الرعب في الحي وأودت بحياة شهداء وخلفت جرحى ودمار كبير في الممتلكات. وعلمت «الوطن» أن «حماية الشعب»، التي التزمت بوقف الأعمال القتالية» من جانب واحد فقط، ردت على الهجوم برصد وقطع طريق الكاستيللو، الوحيد الذي يصل أحياء حلب الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون مع العالم الخارجي، الأمر الذي أدى إلى حصار أحياء المسلحين وتصاعد حدة النقمة في صفوف المدنيين الذين لا يزالون يقطنونها.
وجراء ذلك صرح القائد الميداني لغرفة العمليات المشتركة في حلب وريفها في الجيش العربي السوري وحلفائه في بيان نشرته «الغرفة الإعلامية المشتركة» بأنه منذ البداية جرى التأكيد على أن المعارك والقتال ليست في مصلحة أحد وأن «الأهالي والمواطنين هم المتضرر الأكبر من المعارك»، لذلك عمل الجيش العربي السوري والحلفاء على «احترام ودعم هدنة وقف إطلاق النار»، في الوقت الذي شكلت فيه الفترة الماضية فرصة سانحة للجميع « من أجل التخفيف من الخسائر والآلام وعذابات المواطنين والأهالي وإيقاف تدمير البنى التحتية في البلد»، كما قام الجيش وحلفاؤه طوال فترة جريان الهدنة «بالرد فقط» على خروقات بعض المسلحين وكان الرد على الاعتداءات المتكررة لأجل «ردع هذه الجماعات من الاستمرار بخروقاتها».
وقال: إنه تبين أن «جبهة النصرة خدعت الفصائل المسلحة وأدخلتها معها في خرق كبير للهدنة بل وسعت خرق الهدنة إلى الريف الشمالي والغربي لحلب أيضا، غير آبهة بمصالح الأهالي والشعب السوري الصامد »، ولفت إلى أن الجيش العربي السوري وحلفاءه حرصاً على «تجنب الرد وعدم العودة من جديد إلى لغة الحرب، ولكن ثبت للجميع أن جبهة النصرة ومن معها لا يعرفون إلا لغة القوة والسلاح هذا الأمر كان جليا، لكن انسياق الجماعات المسلحة التي وقعت على هدنة وقف إطلاق النار خلف جبهة النصرة آثار العجب والريبة».
بناء على ما سبق وبحسب القائد الميداني، يؤكد الجيش العربي السوري وحلفاؤه أنه في القريب العاجل «ستفتح نيران جهنم على الجماعات المسلحة في كافة الجبهات شمالا جنوبا وغربا، وهذه المرة لن يقف أي عائق أمام استمرار القتال والمجابهة». لذا، فإن وحدات الجيش العربي السوري وحلفاؤه تطلب من الأهالي المدنيين في مناطق تواجد المسلحين والأرياف «أن يبتعدوا عن الأماكن المرشحة لتكون جبهات معارك، لأن الساعات والأيام القادمة ستحمل في طياتها معارك مدمرة لكل من بنى آماله وتواطأ مع الخارج وخرق الهدنة، وسيشهد هؤلاء معارك ستكون مدمرة لهم بقيادة الجيش السوري ومن خلفه الأصدقاء».
ومضى القائد الميداني لغرفة العمليات المشتركة في حلب وريفها يقول: إن «الساعات الـ48 الماضية شهدت تشكيل غرفة قيادة عمليات تحرير حلب والريف الغربي والجنوبي، ووصلت كافة القوات المقاتلة والوحدات الخاصة إلى حلب وستبدأ العمل قريبا جداً في مواجهة شاملة لإنجاز أهدافها، مشيراً إلى أن كافة القوات الروسية وقوات حزب اللـه والإيرانيين وصلوا إلى حلب وستكون المعارك درس عبرة لجبهة النصرة ومن معها وما القصف والنيران في 48 ساعة الأخيرة سوى البداية ودليل على جدية وقدرة الجيش وحلفائه». وجدد التأكيد بأن المدنيين والأهالي هم المتضرر الأكبر من المعارك «وهم المظلومون في أي طرف كانوا لذلك نوجه نداء إلى أهلنا وشعبنا بضرورة أن يبتعدوا عن مناطق القتال والمعارك بأسرع وقت حمايةً لهم وحفاظاً عليهم».
وكان الجيش واصل أمس قصف محيط بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي تمهيداً لاقتحامها مع تلالها الثلاث المحيطة بها بعد أن تسلل إليها المسلحون الأسبوع الماضي في خرق صارخ وصريح للهدنة.
من جهة ثانية قال مصدر عسكري، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: إن «طائرة حربية تعرضت لصاروخ أرض جو أطلقته التنظيمات الإرهابية أثناء قيامها بمهمة استطلاعية في ريف حلب ما أدى إلى سقوطها». وأوضح المصدر أن «الطيار هبط بمظلته بعد إصابة الطائرة، والعمل جار على إنقاذه». من جانبه قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن جبهة النصرة المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية «أسرت الطيار». وبحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، فإن الطائرة من طراز سو 22، وأسقطت في أجواء بلدة العيس جنوب حلب، إثر إصابتها بالرشاشات الثقيلة، وتم نقل الطيار إلى إحدى النقاط الطبية لمعالجته بجروح أصيب بها خلال هبوطه من الطائرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن