سورية

نفى ما تردد من أنباء عن نية الحكومة تغيير رئيس وفدها إلى مفاوضات جنيف … المقداد: تغيّر واسع في المزاج الأوروبي باتجاه سورية .. وزيارات قريبة لوفود سورية إلى دول عربية وأوروبية

كشف نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد عن زيارات ستقوم بها وفود سورية إلى عواصم عربية وأوروبية في الأيام المقبلة، وأكد وجود تغير واسع في المزاج الأوروبي اتجاه سورية بعد الإرهاب الذي ضرب بعض العواصم الأوروبية، ونفى في الوقت نفسه ما تم تداوله عن وجود توجه لتغيير رئيس الوفد الحكومي الرسمي إلى محادثات جنيف 3. وأكد المقداد أن الطائرات السورية هي التي شنت الغارات التي أدت إلى مقتل قيادي في جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سورية) خلال اجتماع بريف إدلب.
وفي مقابلة مع قناة «الميادين» أوضح المقداد في رده على سؤال حول زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين إلى الجزائر أن «الزيارة مبرمجة منذ وقت طويل وتوجد لدينا دعوات كثيرة وأرجو ألا يفاجأ أحد إن شاهدنا في بلدان عربية وغير عربية في الأيام القليلة القادمة فلدينا دعوات كثيرة في هذا المجال وننتقي منها ما يناسب الوضع ويخدم الحركة الدبلوماسية السورية».
وقال: «نحن نتفق والجزائر على توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب»، مضيفاً: «لا يمكن لنا إلا أن نكون في خندق واحد مع الجزائر ضد الإرهاب وسننسق في هذا المجال اقتصادياً وأمنياً». وشدد المقداد على أن سورية لا يمكن أن تفرط باستقلالية قرارها فيما يخص القضية الفلسطينية.
وحول مبادرة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني للقاء رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري في جنيف قال المقداد: «لم تأت دون التشاور مع بعض العواصم الأوروبية وأطراف أخرى ونحن نعبر عن تقديرنا لهذه الخطوة الجريئة واللقاء ونأمل أن يبنى على الأمر».
وأضاف: «أرجو ألا يتفاجأ الكثير بقيام وفود سورية بزيارات إلى دول الاتحاد الأوروبي»، لافتاً أن «الأيام القادمة ستؤكد ما ذهبت إليه»، لافتا إلى تغير واسع في المزاج الأوروبي تجاه سورية بعد الإرهاب الذي ضرب بعض العواصم الأوروبية.
وأكد المقداد «أننا لن نذهب إلى عاصمة تدعم الإرهاب» مثل فرنسا وبريطانيا، معتبرا أن فرنسا وبريطانيا تجاوزتا كل الخطوط الحمراء في الخطاب تجاه سورية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى تبني سياسة معادية للإرهاب والانضمام إلى الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب.
وأوضح المقداد، أنه من حيث المبدأ يجب ألا نستبعد أي عاصمة عربية لأن تكون محطة لزيارة وفد سوري باستثناء تلك التي تآمرت على سورية ودمرتها وشاركت بالحرب ضد سورية، و«خاصة في السعودية التي تعلن ليل نهار عن تدخلها في سورية»، مشيراً إلى أنه «وفي نفس الوقت تأتينا رسائل رسمية وموثوقة من هذه الدول بأنهم يقدرون عالياً سورية وشعبها والدور الكبير الذي يقوم به الرئيس بشار الأسد ولكن ممارساتهم تختلف عن هذه الرسائل»، لافتاً إلى أن البعض يمارس النفاق عند استخدام تعبير عدم التدخل ومثال على ذلك السعودية وتركيا.
وذكر أن الأمور «قد تستغرق وقتاً قبل أن نرى وفداً سورياً في مصر أو وفداً مصرياً في سورية»، مؤكداً تطلع سورية إلى أفضل العلاقات مع الحكومة والشعب المصري الشقيق.
ورداً على سؤال حول أن كان ما طرحه الرئيس الأسد في مقابلته مع وكالتين روسيتين للأنباء عن مفهوم الانتقال السياسي جاء في إطار القرار المستقل أو بالتشاور مع الحلفاء والأصدقاء، قال المقداد: «مما لا شك فيه أن سورية تستفيد في اتخاذ قرارها المستقل من مشاوراتها مع الأصدقاء والحلفاء»، مضيفاً: «عندما نتشاور مع الأصدقاء والحلفاء في هذه المواضيع هناك خطوط حمراء لا يمكن لأي كان في سورية أن يتجاوز هذه الخطوط بما في ذلك وحدة أرض وشعب سورية وتحرير الأراضي العربية المحتلة وتصميم سياساتنا الخارجية (…) ولكن نحن لا نمارس هذا المفهوم بالبعد الاستفزازي».
وأضاف: «أستطيع أن أجزم أن المشاورات قائمة في كل ما يتعلق بالأزمة السورية مع الأصدقاء والحلفاء»، لافتاً إلى أن الحلفاء والأصدقاء تفهموا مشروعنا السياسي والذي يبدأ بحكومة موسعة تضم المعارضات والحكومة وهذه الحكومة الواسعة تشكل لجنة لصياغة الدستور ومن ثم عرضه على الشعب، وأي حكومة ستأتي بعد ذلك يجب أن تقود البلد من خلال تفويض شعبي لها من خلال البرلمان وبعد ذلك تأتي حكومة تلبي تطلعات الجماهير ومنتخبة من الشعب.
وإن كان سيتبع ذلك انتخابات رئاسية، قال المقداد: «نحن نتحدث الآن عن انتخابات تشريعية لأن هناك موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية ويجب على الجميع احترام هذا الموعد».
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن الوفد الحكومي الرسمي سيذهب إلى الجولة الثالثة من محادثات جنيف بعد الانتهاء من الاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات التشريعية المقررة في الـ13 من الشهر الجاري.
ونفى المقداد ما تردد من أنباء عن نية الحكومة تغيير رئيس وفدها إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري، وقال: «الوفد برئاسة الجعفري ولا يوجد أي تغيير».
ورداً عل سؤال إن كان الوفد سيحمل إلى جولة جنيف المقبلة ما طرحه الرئيس الأسد من رؤية في المقابلة مع الوكالتين الروسيتين قال المقداد: «لا يوجد حرف واحد خارج هذه التعليمات التي يصدرها سيادة الرئيس لوفدنا ولعملنا الدبلوماسي في وزارة الخارجية».
وحول خرق التنظيمات المسلحة للهدنة في حلب أوضح المقداد أن التنظيمات الإرهابية لم تحترم وقف العمليات «ونحن نرسل يومياً قوائم إلى اللجان المعنية والطرف الروسي وإلى جنيف ومجلس الأمن والدول الصديقة بجميع الانتهاكات»، لافتاً إلى أن من يقوم بهذه الانتهاكات ليست النصرة وداعش إنما تنظيمات تقول أميركا والغرب إنها تنظيمات «معتدلة»، مشيراً إلى أنه هناك «60 إلى 70 انتهاكاً يومياً».
وأكد المقداد أن الغارات التي استهدفت اجتماعاً لقيادات في جبهة النصرة وتنظيمات أخرى في ريف إدلب أول أمس وقضى فيها على عدد من قيادييها وعلى رأسهم المتحدث باسم النصرة «أبو فراس السوري»، قامت بها طائرات سورية. وقال: «من يشن الغارات هو الجيش العربي السوري وليس الولايات المتحدة.. ويجب أن تصدقوا سورية وليس الولايات المتحدة لأن الولايات المتحدة كذبت كثيراً على العالم».
وحول ما يتم تداوله عن وجود اتفاق أو خطة روسية أميركية تتعلق بالملف السوري قال المقداد: «نحن لنا ثقة مطلقة بالاتحاد الروسي والقيادة الروسية وخاصة الرئيس (فلاديمير) بوتين ومعاونيه الأساسيين»، مضيفاً: «الأصدقاء الروس لا يعملون من خلفنا ونثق بالمطلق بكل ما يتم من جهد روسي من أجل وقف الحرب الإرهابية التي تشن على سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن