رياضة

العقل زينة

| مالك حمود 

كان الله في عون عشاق كرتنا على ما ابتلوا به من مصائب! وكأننا أمام المثل القائل (مجنون يحكي وعاقل يسمع)! أحلام خيالية، وأفكار خرافية، وانفصال تام عن الواقع، فأين العقل والعقلاء بفكرة مورينيو ضربة واحدة؟
إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، ولنبحث عن مدرب ضمن مساحة إمكاناتنا المالية والفنية وبنيتنا التحتية.
حكاية مدرب أجنبي عالي المستوى تعيدني بالذاكرة إلى الثمانينيات حينما كانت كرتنا تعيش نهضة واهتماماً من بعض المعنيين في الحكومة ممن أحبوا كرة القدم ودعموها بشكل كبير لدرجة استقدام عدد من أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لملعب العباسيين بهدف تحقيق الاحتكاك العالي لكرتنا، ومتعة مشاهدة الكرة الراقية لجمهورنا.
الخطوة لم تتوقف عن استقدام الفرق الكبيرة بل تعززت باستقدام مدرب إنكليزي على درجة عالية من الكفاءة، ووسط كل ذلك الدعم والاهتمام المسؤول والميزانية العالية المرصودة كان الاستقرار على المدرب الإنكليزي (آسبري ويليام بيل) وهو أحد مدربي الدرجة الثالثة في الدوري الإنكليزي، وسرعان ما اصطدم ذلك المدرب بتفاصيل كرتنا حيث راح يدرب فريق الجيش الذي كان حينها أميز فرقنا المحلية وأقواها (إلى جانب نادي الشرطة في تلك الفترة باعتبارهما كانا يعيشان حالة احترافية).
الحال الفني لكرتنا وإمكانات لاعبينا سرعان ما دفعت المستر بيل آنذاك للتوجه نحو الجانب البدني ليكون عليه الاعتماد على اعتبار أن الإمكانات الفنية للاعبينا ليست قادرة على تنفيذ كل ما يصبو إليه واللعب بأسلوب الكرة الإنكليزية.
بيل كانت له نظرته وفكرته، ولعبها صح عندما طبق الفكر الإنكليزي ولكن بتطبيق محلي مركزاً بشكل كبير جداً على اللياقة والقوة البدنية والسرعة والتحمل، واستثمار هذه المزايا ضمن خطط دفاعية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة مستفيداً من سرعة اثنين من المهاجمين أحدهما جودت سليمان المعروف بطوله وسرعته وقوته البدنية، وبذات الوقت فقد أعاد المهاجم عصام زينو من مركزه كجناح أيسر إلى خط الدفاع للاستفادة من طوله وبنيته في الواجبات الدفاعية، فكانت النتيجة ثالث العالم عسكرياً.
الإنكليزي بيل وبعد تحقيق الإنجاز ودع كرتنا عائداً إلى بلاده. لقناعته وقناعتنا بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، فسافر بيل والنصائح بقيت، ومن عاش تلك الفترة وعايش ذلك المدرب يتذكر هذا الكلام جيداً.
ولكن هل فكر اتحادنا الكروي باستقدام مدرب أجنبي كفؤ لتدريب قواعد كرتنا كي نضمن جيلاً كروياً سليم البناء والفكر، وهل نستفيد من تجربة اليابان باستقدام كبار نجوم العالم المعتزلين لافتتاح مدارس كروية وتأسيس أجيال مستقبلية برؤية استراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن