ثقافة وفن

أعشق التحديات ولا أهاب ما أقدم عليه … مايا فرح لـ«الوطن»: أعتز بشرقيتي.. وأرفض الجرأة لمجرد إظهار مفاتني

| وائل العدس

وضعت خطوتها الأولى في الدراما قبل تسع سنوات، فلفتت الانتباه بأدوارها المتنوعة، وإن كانت المصادفة وحدها هي التي أدخلتها ميدان التمثيل فأحبته وكان خيارها رغم أنها تدرس الإعلام وهي ترى في ذلك حالة تكاملية تغني إحداها الأخرى.
كانت بداية دخولها إلى عالم الفن عندما التحقت بدورة إعلامية تخصصية وكانت قد قررت هي وخمسة طلاب مع أستاذهم أن يقوموا بفكرة برنامج ومن خلال تجميع الأفكار قرر المخرج أن يصبح العمل كمسلسل وليس فكرة برنامج.
تنتقي أدوارها بعناية وتبحث ضمن منطق النص وتخرج ما في جعبتها لتزيد ألق الشخصية التي تؤديها.
«الوطن» التقت الفنانة الشابة مايا فرح وكان هذا الحوار:

بداية، حدثينا عن مشاركاتك هذا العام.
شاركت في مسلسل «بيت الموالدي» من خلال شخصية «إنصاف» التي تعيش مشاكل دائمة مع زوجها، وتحرد إلى منزل شقيقه، وتحمل طفلاً وتلده في منزل شيخ الحارة على حين كانت ذاهبة إليه ليحل لها مشكلتها، وقد كان عيباً أن تلد المرأة خارج منزلها، لتستمر المشاكل والمواقف التي لا تخلو من الكوميديا.
وفي مسلسل «مذنبون أبرياء» جسدت ثلاث شخصيات، وسيفاجأ المشاهد بذلك، فمرة أكون طبيبة، وأخرى أكون ممرضة، لكني بالحقيقة مرسلة لأداء مهمة معينة تتعلق بجرائم كانت تحدث في المستشفى.
وفي مسلسل «مدرسة الحب» وتحديداً في ثلاثية «اختطاف» قدمت شخصية «كندا» التي تنتمي إلى عائلة غنية، وللشخصية هدف معين سينكشف بالنهاية.
كما حللت ضيفة على مسلسل «سليمو وحريمه» بدور راقصة، وإضافة لذلك كانت لي بطولة فيلم قصير «يا روح».

ما الصعوبات التي واجهتك في بداية مشوارك؟
من الطبيعي ألا يصل الإنسان إلى أي مكان من دون أن يسعى جاهداً للحصول على ما يتمناه، بيد أن الصعوبات التي واجهتها لم تكن أكثر من غيرة مني أو تحد أردته بكامل قناعتي، فأنا بطبعي أعشق التحديات، والبقية تأتي سهلة لأن إيماني بنفسي وبالمخرجين الذين اقتنعوا بي وبعملي كان بمنزلة حافز قوي منحني الزخم الوافر لتخطّي كل الصعوبات التي ستعترضني.
وعلى هذا فإنني إنسان مؤمن بكل عمل أقوم به ولا أهاب ما أقدم عليه، لأن ثقتي بنفسي كبيرة، ومن كان يثق بنفسه لا تهمّه جميع المناكفات التي تنم عن حسد أو هدم للمعنويات.
لكني أؤكد أن الممثلة الشابة مسيرة وليست مخيرة ولا تستطيع انتقاء أدوارها في بداية مشوارها.
هل وضعت لنفسك خطاً معيناً أم إنك جاهزة لتأدية كل الأدوار؟
لا يمكن لي وضع أي خط أبداً، فأنا ممثلة ومن واجبي تأدية كل الأدوار بغض النظر عن ماهيتها، وأنا مع الجرأة التي تعبّر عن فكرة ما ولكن ضمن حدود معينة.

من بين ما قدمته من أعمال فنية، ما العمل الأقرب إليك؟
الأدوار التي رفضتها كانت أكثر من التي قدمتها، لأنني حين أقدم شخصية ما، أتعب عليها وأحبها من قلبي، وحاولت قدر الإمكان أن أنوّع وأبتعد عن التكرار.
مثلاً في مسلسل «وجوه وأزمنة»، كانت الشخصية تعاني أزمة نفسية بسبب عائلتها، وهي البنت الطيبة في تعاملها مع أصدقائها في الجامعة، وفي الليل تذهب إلى الديسكو وتتحول إلى فتاة أخرى.

هل تؤمنين بالجرأة في الفن؟
أنا بنت جريئة بالحياة، وأنا مع الجرأة لأبعد الحدود لكن بشرط أن تبعد الشخصية عن الابتذال وألا تقدم بطريقة رخيصة، فأنا أرفض الجرأة لمجرد إظهار جسمي ومفاتني.. لكنني معها إن كانت تهدف إلى إيصال فكرة معينة.
بالوقت نفسه، أنا فتاة شرقية وأعتز بشرقيتي، وحريصة جداً على هذا الأمر ومسيرتي تثبت ذلك، فحرية المنطق والفكر واللباس لا يعني عكس ذلك، لأنني أحترم عاداتي وتقاليدي الشرقية ومحافظة عليها.

لك مشاركات في أعمال شبابية، كيف ترين هذه التجربة؟
أشجع كل تجربة شبابية لكني أتمنى أن تعالج ببعض الرقابة والتوجيه الصحيح كي لا تنعطف عن الخط الصحيح للدراما.

من قدوتك من الممثلين والممثلات؟
أي فنان يعمل بحب وإصرار طموح واحتراف أقتدي به، أنا بطبعي أحب الممثل المتنوع القادر على تأدية كل الأدوار الاجتماعية كانت أم الكوميدية أو حتى التاريخية، وهم كثيرون في الدراما السورية.

ما طموحك فنياً واجتماعياً على الصعيد الشخصي؟
طموحي على الصعيد الفني تقديم أفضل ما لديّ لإظهار قدراتي كافة، أما اجتماعياً فأسعى لكسب ثقة ومحبة الناس وتقديم جزء بسيط لكل شخص وقف جنبي وشد على يداي.

يقال إن الدراما السورية أصبحت دراما «الصبية الحلوة»، فهل تؤيدين ذلك؟
لا شك أن بعض الجميلات يطلبن لبعض الأعمال لشكلهن فقط، لكن مشاركاتهن لا تتعدي الحلقة الواحدة، لكن في الوقت ذاته علينا الاعتراف أن أغلب ممثلات الدراما السورية يتمتعن بالجمال والموهبة في آن واحد.

كيف تتأقلمين مع الأزمة في سورية؟
أمنح نفسي وقتاً للتأمل لأنه يغسل الروح، وأحاول الابتعاد عن الإحباط قدر الإمكان، فعلينا التسلح بالتفاؤل رغم الظروف الصعبة، وأنا مؤمنة بمقولتين: بكرا أحلى، والله كريم.

ما مواصفات رجل أحلامك؟
يجب أن يكون مغامراً ويعتني بي ويحب مهنتي، ولا يهمني أن يكون وسيماً بل يكفي أن يكون مثقفاً وعملياً وكريماً ومحباً للسفر ويحب القراءة، فهذا يكفيني.
وأتمنى أن يكون متوازناً وقادراً على الجمع بين ما هو مادي وروحاني في الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن