رياضة

هذا ما حصل في لقاء الثورة والكرامة والحلول ما زالت عصية

| مهند الحسني

حتى لا نبقى في دائرة العتاب التي أخذت تتسع يوماً بعد يوم ظناً من بعض القائمين على لجنة الحكام أننا نستهدفهم، فالهمس تحول إلى كلام والكلام تحول إلى صياح والصياح تحول إلى استغاثة من الطريقة التي باتت سمة بارزة لدى أغلبية الحكام أثناء تعاطيهم مع مباريات الدوري، ويبدو أن حلقات المسلسل التحكيمي مستمرة وطوفان المخالفات قد بدأ يغمر سد لجنة الحكام بعد أن بدأ بعض الحكام يعكرون أجواء المباريات والتأثير على النتائج.

مسرحية هزلية
لم أجد أدق من هذا العنوان لأعرض تفاصيل المسرحية الهزلية التي وقعت فصولها أثناء سير مباراة فريقي الكرامة والثورة، والتي تركت الكثير من إشارات الاستفهام والتعجب لدى جميع الحضور الذي أبدى استغرابه ودهشته من الطريقة التي تعامل بها الحكم الأول، فأثناء سير اللقاء نهض أحد الحاضرين وتحدث بصوت عال معاتباً الحكام عن بعض الأخطاء التي تجاهلوها وارتكبوها بحق فريق الثورة، ولم يمتزج حديثه بأي شتيمة خادشة للحياء كتلك التي نسمعها مراراً وتكراراً وعلى مسامع جميع مراقبي وحكام المباريات من دون أن يكون هناك موقف رجولي مثل هذا الموقف الذي اتخذه حكم اللقاء، الذي أوقف المباراة وطلب إخراج الشخص الذي تحدث، الأمر الذي دفع مراقب المباراة إلى طلب مساعدة الشرطة لإخراج هذا الشخص الذي يتجاوز عمره ستين عاماً، واستمر إيقاف المباراة أكثر من ربع ساعة، وهناك مخالفة واضحة لقانون اللعبة حسب ما تنص المادة (391) بأن مدة إيقاف المباراة يجب ألا تتجاوز خمس دقائق، وبعد إخراج الشخص المذكور تبين أنه والد لاعب الثورة داني حواشي.

تصرف حكيم ولكن
رئيس اتحاد السلة جلال نقرش أكد صوابية قرار الحكم ونحن معه، لكن الشيء الذي طالبه النقرش أن تطبق مثل هذه القرارات في جميع المباريات فيما لو حدث ما يسيء.
لكن ما يثير استغرابنا ودهشتنا أن طواقم الحكام ومراقبي المباريات ينهال عليهم في كل المباريات شتائم من كل حدب وصوب، ويتناهى لمسامعهم ألفاظ معيبة نخجل من ذكرها في صفحات جرائدنا الوطنية، ولم نر من أي من مفاصل لجنة الحكام أي تصرف يعبر عن اعتزازهم بكرامتهم، وقد أثبت حكامنا بالدليل القاطع أنهم يكيلون بمكيالين، وأنهم لا يقفون على مسافة واحدة من جميع الأندية، ففي بعض المباريات للأندية المدللة والكبيرة نراهم كالقط الأليف، ويطبق عليهم المثل الشعبي القائل (أذن من طين وأخرى من عجين)، على حين نراهم في مباريات الأندية الصغيرة التي تعمل بصمت وهدوء أشبه بالنمور وصافرتهم مثل الشيفرة، ما إن يتحدث أي لاعب حتى تكون الإنذارات والتهديدات حاضرة وجاهزة بطريقة مكشوفة ومفضوحة.

خلاصة
الحظ العاثر لبعض الأندية أن مبارياتها تقع تحت تلسكوب الاتحاد وأعضائه ولجانه، فتتضخم الأخطاء في عيون بعض الحكام تحت وطأة الاستعراض والرغبة في تبييض صفحة تاريخهم المتردي بين سماع شتائمهم بآذانهم وتجاهل هذه الشتائم تحت ذرائع ضعيفة كالظرف الراهن وأوضاع الأندية وشعارهم المتداول في سوقهم السوداء، وهو إيصال المباراة إلى شاطئ الأمان وهم أنفسهم ينسفون هذه الشعارات والمبادئ في مباريات أخرى، فترى بنادق صافراتهم موجهة لإعدام أصغر الاحتجاجات ما دامت صادرة عن صغار الكسبة من أنديتنا وكادحيها، أما إذا صدرت عن أندية العيار الثقيل والنفوذ الواسع فيتحولون إلى محامي دفاع لالتماس أعذار إهانتهم، ولجنتهم من خلفهم منزوعة اللسان، ولا تعبر عن نفسها إلا في المطالبة بمستحقاتها من مخصصات مراقبة المباريات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن