سورية

تركيا توكّل «النصرة» بخلط أوراق جنيف

| حلب- إدلب- الوطن

ضغطت الحكومة التركية بشدة على الفصائل المسلحة في الشمال السوري وبخاصة «جيش الفتح في إدلب» و«الجبهة الشامية»، أكبر تشكيل مسلح في حلب، للانسياق مرغمة وراء أجندة جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، لإحداث تغيير ميداني يخرق هدنة «وقف العمليات القتالية» ويؤزم الموقف التفاوضي بما ينسف الجولة المقبلة من جنيف المقرر أن تبدأ في 13 الجاري.
وعلمت «الوطن» من مصادر معارضة متقاطعة مقربة من «فتح إدلب» و«الجبهة الشامية» أن اجتماعات عدة عقدت في غازي عينتاب والريحانية التركيتين جمعت الفصائل المسلحة وممثلين عن «النصرة» لتوحيد مواقف الطرفين بما يؤمن الدعم الكافي لفرع القاعدة في سورية للقيام بعمليات عسكرية تعدل في الخريطة الميدانية بما يقوي ساعد وفد معارضة الرياض التفاوضي على خلفية نجاحات الجيش العربي السوري النوعية بطرد تنظيم داعش من تدمر والقريتين. ولفتت إلى أن الضغوط على الفصائل المسلحة وصلت إلى حد وقف الدعم المالي والعسكري ما لم تذعن لإرادة «النصرة» في القتال.
وكشفت المصادر عن تلقي «النصرة» دعماً لوجستياً من العتاد العسكري والذخيرة والمقاتلين العرب والأجانب، وخصوصاً الانتحاريين منهم، عن طريق بوابة السلامة في إعزاز ومعابر غير شرعية في حارم وخربة الجوز بإدلب قبل القيام بعمليتها العسكرية التي استهلتها بالهجوم على بلدة العيس والتلال المحيطة بها في ريف حلب الجنوبي بالتوازي مع محاولة السيطرة على حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، وهزيمة داعش في بلدة الراعي والقرى الحدودية التركية المجاورة لها بما يؤمن المنطقة أمام تدخل تركي مرتقب قد يتكلل بإعلان حلم أنقرة بمنطقة «آمنة».
وأوضحت المصادر، أن مسعى «العدالة والتنمية» لتأمين شريط حدودي يتجاوز طوله أكثر من 10 كيلو مترات تحقق بتقدم «النصرة»، التي زودت بسلاح ثقيل وقادت باقي فصائل المسلحين، في ريف حلب الشمالي على حساب داعش الذي حامت الشكوك حول تواطئه مع أنقرة بانسحابه المفاجئ من بلدة الراعي ذات الموقع الحيوي على الحدود التركية التي تشكل الممر الرئيس الذي يتلقى عبره التنظيم الدعم والمساعدات من تركيا.
وأضافت: إن جهود الحكومة التركية في انتزاع الشيخ مقصود من «حماية الشعب» أو حتى تحقيق خرق مهم فيها، إضافة إلى السيطرة على مساحات واسعة في ريف حلب الجنوبي من الجيش العربي السوري وحلفائه باءت بالفشل المرير، متوقعة بأن يسارع الجيش إلى استعادة السيطرة على العيس وتجريد الوفد التفاوضي للمعارضة من جميع الأوراق الميدانية التي يعول عليها في مفاوضات جنيف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن