عربي ودولي

فرنسا وألمانيا وبلجيكا.. قلق واستعدادات لمواجهة إرهاب داعش

اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس الأحد أن تخطيط الخلية الإرهابية في بروكسل لشن هجمات جديدة في باريس يشكل «دليلا على التهديدات القوية جدا التي تحدق بفرنسا».
يأتي ذلك على حين أعلن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني هانز جورج ماسن أن 1100 متطرف موجودون حالياً في ألمانيا ويشكلون «خطراً إرهابياً محتملاً»، محذراً من وقوع هجمات يشنها تنظيم «داعش» الإرهابي داخل البلاد.
وقال فالس في مؤتمر صحافي في الجزائر: «إنه دليل إضافي على التهديدات القوية جداً التي تحدق بأوروبا برمتها، وبالتأكيد، بفرنسا خصوصاً»، مضيفاً: «لن نتخلى عن يقظتنا»، مشيراً إلى أن «هذا يعني بالضبط أن التهديد هنا، موجود، وان علينا الاستنفار».
وخلص فالس إلى أن «التحقيقات القائمة والتي تتقدم بتنسيق تام مع القضاء الفرنسي، ستتيح معرفة المزيد. في هذه المرحلة، ليس من الضروري الإدلاء بمزيد من التكهنات».
وأعلنت النيابة العامة البلجيكية أمس أن الخلية الإرهابية التي كانت تتمركز في بروكسل ضرب فرنسا من جديد غير أنها قررت في ظل اشتداد الملاحقات والتحقيقات شن اعتداءات في العاصمة البلجيكية، مؤكدة ذلك معلومات صحفية.
وبدوره أعلن الادعاء البلجيكي أمس أن مدبري تفجيرات بروكسل كانوا يخططون في بادئ الأمر لشن هجوم آخر في فرنسا لكنهم شنوا هجومهم في بلجيكا حيث يقيمون بعد اعتقال مشتبه فيهم بارزين.
وقال المدعي الاتحادي في بلجيكا في بيان: «أظهرت عوامل عديدة في التحقيق أن الجماعة الإرهابية كانت تنوي في بادئ الأمر شن هجوم في فرنسا مجدداً، وعندما فوجئوا بسرعة التقدم في التحقيق اتخذوا قرار شن الهجوم في بروكسل».
من جهة أخرى، وجه القضاء البلجيكي التهمة رسمياً إلى أحد المشتبه فيهم الرئيسيين الموقوفين محمد عبريني في سياق التحقيق في اعتداءات بروكسل، بعدما كان متهما أيضاً في ملف اعتداءات باريس.
وقال بيان صدر بعد يومين على توقيف محمد عبريني إن «النيابة الفدرالية تؤكد أن عناصر عدة في التحقيق تشير إلى أن هدف المجموعة الإرهابية كان ضرب فرنسا مجدداً وقد باغتها التحقيق الذي كان يتقدم بخطا سريعة، لذلك قررت بشكل عاجل ضرب بروكسل».
وكانت النيابة الفدرالية البلجيكية أعلنت السبت أن الإرهابي محمد عبريني الموقوف لدى الشرطة الذي وجه إليه اتهام في ملف اعتداءات باريس هو الرجل الثالث الذي كان موجوداً خلال الاعتداءات في مطار بروكسل في 22 آذار الماضي والذي عرف بـ«الرجل صاحب القبعة».
وفي سياق متصل أعلن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني ‬لصحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية ‭أمس إن تنظيم «داعش» يريد تنفيذ هجمات في ألمانيا وإن الوضع الأمني «خطير للغاية»، مضيفاً: أن ليس لديه علم بمؤامرة محددة لشن هجوم.
وأشار ماسن أن 1100 متطرف موجودون حالياً في ألمانيا ويشكلون «خطراً إرهابياً محتملاً»، محذراً من وقوع هجمات يشنها تنظيم «داعش» الإرهابي داخل البلاد.
وأضاف: إن ألمانيا تفادت التعرض لهجوم كبير حتى الآن بفضل نجاح عمل السلطات الأمنية والحظ مثل عدم عمل مفجر قنبلة بشكل مناسب في حالة أو حالتين.
ولفت ماسن إلى أن جهاز المخابرات الداخلية الألماني على علم بنحو 300 محاولة من متطرفين لتجنيد لاجئين ودفعهم إلى تنفيذ اعتداءات وهجمات إرهابية، معرباً عن قلقه من القاصرين بوصفهم «فئة يجري استهدافها عن عمد».
وتقدر أجهزة الاستخبارات الألمانية عدد الأشخاص الذين غادروا ألمانيا من أجل الانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي بأكثر من 700 شخص بينهم مئة امرأة تقريباً. وكان تنظيم «داعش» الإرهابي قد بث تسجيلاً مصوراً يوم الثلاثاء أشار فيه إلى أنه قد يشن هجمات أخرى في الغرب بعد تفجيرات بروكسل وهجمات باريس محددا لندن وبرلين وروما كأهداف محتملة.
وتشهد دول أوروبا حالة استنفار وإجراءات أمنية مشددة بعد الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية واستهدفت مطاراً دولياً وإحدى محطات مترو الأنفاق في 22 آذار الماضي ما أسفر عن سقوط 34 قتيلاً وأكثر من 230 جريحا.
(أ ف ب– رويترز– سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن