… ولإرهاب داعش في سيناء واليمن وظيفة!!
| تحسين الحلبي
على الرغم من تبني السعودية لمبدأ «عدو عدوي صديقي» في طبيعة علاقتها ورؤيتها (لدولة داعش) واستهدافها لسورية والعراق ولبنان إلا أن السعودية لا تدرك حتى الآن ما أدركه الغرب حين استثمر داعش لضرب سورية وتفتيت قدراتها ثم وجد أن مجموعات كثيرة من داعش انتقلت لتنفيذ عملياتها الإرهابية في أوروبا.
ولا شك أن النظام الرسمي العربي الذي تقود سياسته السعودية يتجاهل حتى الآن تقارير كثيرة أميركية وغربية تؤكد أن الحرب التي شنتها السعودية على اليمن أدت إلى زيادة قوة تنظيمي (داعش) و(القاعدة) في اليمن، ففي تقرير نشرته (رويترز) من (دبي) و(القاهرة) تبين أن «القاعدة في اليمن يحكم دويلة صغيرة في أراضي اليمن ونهب 100 مليون دولار من ودائع كانت في بنوك اليمن» وكل ذلك بفضل استهداف الحرب السعودية لمجموعات أنصار اللـه وقوات علي عبد اللـه صالح المتحالفة لوقف الحرب السعودية وجميع المجموعات التفكيرية (الداعشية) و(القاعدية).. فقد كان من الطبيعي أن يستغل القاعدة وداعش عدم استهداف جيش هادي عبد ربه وجيوش السعودية لمجموعاتها فتسارع إلى احتلال المزيد من الأراضي ونهب المزيد من الأموال والاستيلاء على أسلحة من جيش هادي عبد ربه لمصلحة حربها على المقاومين للغزو السعودي لليمن. فقد أصبحت مدينة المكلا في منطقة حضرموت عاصمة لتنظيم القاعدة الذي يتحكم الآن بنصف مليون من سكان هذه المدينة وتتجول مجموعات القاعدة على طول ساحل المكلا بقوارب سريعة وتفرض الرسوم على حركة السفن.
وتتجنب السعودية ضرب هذه المواقع التي وفرت أكبر قوة عسكرية ومالية لتنظيم القاعدة منذ ظهوره قبل عشرين عاماً لأنه يصدر نفطاً بقيمة مليوني دولار يومياً، إضافة إلى الضرائب التي يفرضها على اليمنيين في المكلا بموجب تقارير وكالات الأنباء الغربية.
ويرى الخبراء أن هذه المجموعات من القاعدة إلى داعش حققت بفضل سياسة السعودية التي لا تستهدف إلا أنصار اللـه وجيش علي عبد اللـه صالح الذي يقاتل على جبهتين: جبهة هادي عبد ربه وجبهة عشر دول تحالفت مع السعودية على أنصار اللـه وجيش صالح.
ولذلك تتوقع المصادر الغربية أن تتركز قدرات داعش والقاعدة من ناحية عسكرية ومالية في منطقتين إحداهما اليمن والأخرى في سيناء التي تزداد فيها عمليات هذين التنظيمين مع الإخوان المسلمين في سيناء والقاهرة.
ففي تقرير يحمل عنوان «الدولة الإسلامية في إقليم سيناء» يرى مركز (ستانفورد) الأميركي للدراسات أن سقوط الرئيس المخلوع محمد مرسي من مصر وخروج الإخوان المسلمين من السلطة في عام 2013 جعل تنظيمي القاعدة وداعش يقومان بتصعيد عملياتهما الإرهابية على مراكز الأمن والشرطة في سيناء بشكل خاص ووجدت إسرائيل في هذه المجموعات المسلحة مصلحة ما دامت تهاجم المؤسسات الحكومية والأمنية المصرية في سيناء أو القاهرة واتبعت إسرائيل مبدأ استغلال داعش والقاعدة لتحقيق أهدافها التوسعية في مصر بالذات رغم وجود اتفاقية كامب ديفيد التي توفر لإسرائيل مصالح كثيرة. ومثلما استمال داعش والقاعدة بعض أفراد العشائر والقبائل في المكلا وحضرموت وابتزاهم لتوسيع حكمه قام هذان التنظيمان باستمالة قبائل وعشائر في سيناء وأغراهم بالمال والسلاح وتهريب المخدرات لكي تضمن تعاون أفراد هذه العشائر معهما فتحولت سيناء إلى منطقة تحكم جزءاً من أراضيها السلطات المصرية وجزءاً آخر تحكمه المجموعات الإرهابية وجزءاً ثالثاً يخضع لسلطة مراقبي الأمم المتحدة.
وبطريقة تستفيد منها إسرائيل في سياستها الابتزازية لمصر التي ما تزال قواتها الأمنية والعسكرية منشغلة بإرهاب داعش والقاعدة والإخوان المسلمين في سيناء وفي بقية أراضي مصر.. ولذلك يتوقع مركز (ستانفورد) للدراسات أن يطول وجود القاعدة وداعش في المكلا ومدن أخرى في اليمن وفي سيناء لأن أطراف اللعبة في اليمن وسيناء وفي مقدمهم إسرائيل والولايات المتحدة سيحققون مصالح كثيرة من تفتيت اليمن ومن تفتيت مصر من سيناء.
وتكشف صحيفة يديعوت أحرونوت قبل أيام أن العقيد المتقاعد من الجيش الإسرائيلي (رونين كوهين) المسؤول السابق عن ملف المجموعات المسلحة الإسلامية المتشددة في المخابرات العسكرية يتابع هذه المجموعات من خلال شركة أنشأها باسم (إينسبايريشين) لجمع المعلومات عنها وتوظيفها في خدمة المصالح الإسرائيلية.