ثقافة وفن

تونس تغني للشام بصوت «محرزيّة» … محرزيّة الطويل لـ«الوطن»: سعيدة بوصل العلاقة بين البلدين وكسر الحاجز

| عامر فؤاد عامر

ليست المرة الأولى التي تزور فيها سورية؛ فقد كانت قبلها في العام 1998 في حفل المعهد الرشيدي للموسيقا التونسيّة، ثم عاودت الزيارة إلى سورية في العام 2011 مرّتين بسبب الأصدقاء الذين كونتهم فيما بعد. وتقول الفنانة «محرزيّة الطويل» عن سورية: «أحببت هذا البلد، وأحببت ناسه، وكوّنت أصدقاء لي فيه بسرعة، وإن كانت الظروف صعبة فإنني أرغب في الزيارة دائماً كلما سنحت لي الفرصة».

مع صالحية والسبسبي
من الأصدقاء الذين وُطّدت العلاقة معهم عازف العود «محمد السبسبي» الذي طرح فكرة إقامة حفلة تشارك فيها الفنانة «محرزيّة الطويل» في أثناء زيارة جديدة لها إلى سورية، فتمّ الاتفاق على الفكرة مع مدير دار الأسد للثقافة والفنون الأستاذ «جوان قره جولي» بالتعاون مع الفنان «طارق صالحيّة» الذي شجّع الفكرة أيضاً، فكان المشروع بأن أقام الثلاثة الحفلة مؤخراً في دار الأوبرا في دمشق، وبنجاح قُدّمت الحفلة التي عزف فيها «صالحيّة» على الغيتار و«السبسبي» على العود وغنت «محرزيّة» فيها 5 أغنيات ما بين التراث وأغاني قديمة وأغنية للشام، وحول هذه الخطوة تعلّق قائلة: «تعني هذه المبادرة الكثير لي، وأن أغني في سورية فهذا جميل جداً، وما زاد الموضوع جمالاً وتحدياً هو إقامة هذه الحفلة على وجه السرعة، فقبلت التحدّي وأحببت أن تكون الحفلة ناجحة، وهذا ما لاحظته أثناء الحفلة وبعدها، وكنت سعيدة بما حصل، وربما لم يأخذ التدريب وقته الكافي لكن لدي ثقة بالموسيقيين «طارق صالحية»، و«محمد السبسبي»، وعملنا معاً قبل الحفلة بكلّ ما أتيح لنا من مقدرة وكانت البروفا الأولى عبر الواتس آب وبعدها فوراً جئت إلى هناك وأمامي 3 أيام قبل الحفلة وكانت كلّها للتدريب على برنامج الحفلة وللبروفات».

كسر الحصار الثقافي
البداية في كسر الحصار الثقافي بين تونس وسورية، الذي جاء من خلال هذه الحفلة والفنانة «محرزيّة» قبلت هذا التحدّي بفرح؛ وهي تتساءل مستغربة: «لماذا الخوف؟ ولماذا هذا الجفاء في العلاقة؟ علينا معاودة العلاقة مع سورية، ولي الشرف بأن أكون المُبادرة والمُبتدئة في وصل هذه العلاقة بين تونس وسورية مرّة جديدة».
من نجوم الغد والمعهد الرشيدي

بدأت «محرزيّة» من برنامج «نجوم الغد» في الإذاعة التونسيّة فنافست فيه في العام 1994 لتكون الأولى بين المشتركين، ومنذ ذلك الحين كان الغناء والطرب طريقاً لها، وتابعت التدرّب والتعلّم في المعهد الرشيدي للموسيقا منذ العام 1994 وإلى العام 2010 وفي أثناء ذلك انطلقت بكلّ محبّة لتشارك في حفلات كثيرة ضمن تونس ومنها إلى الوطن العربي، وبفرح تذكر لنا من هذه الجولة مشاركتها في حفلات مهمّة أولاها في فلسطين عام 1996 وحفلات شاركت بها في غزّة، ورام الله، والخليل، وقد استقبلها الراحل «ياسر عرفات» ومنحها شالاً مازالت تحتفظ به إلى اليوم، وتعتز بهذه الهدية كما تشير، إضافة لـ 6 حفلات في فرنسا للجالية التونسيّة في العام 1995 وبعدها بعامين، وأيضاً في 2011 وكذلك في مالطا، وإسبانيا، وألمانيا، والمغرب 4 حفلات متكررة، وفي مصر مرّتان. وأجمل الحفلات كانت مؤخراً في تركيا مع الفنان «محمد بتماز» 2015 وغنّت فيها أغنية باللغة التركيّة.

The voice
برنامج «ذا فويس» محطّة مهمّة في مسيرة الفنانة «محرزيّة» فقد تميّزت في الموسم الأخير، ولكن ما الذي جنته من المشاركة في هذا البرنامج وعن ذلك تتحدّث: «كنت ضدّ البرنامج والظهور فيه، وقد تواصل معي منسقون منه للمشاركة فيه، وكان ذلك 2013 ولكن قبل موعد السفر بيوم رفضت لأنّني لم أكن اقتنع بالفكرة، وتبلورت الصورة من جديد في العام 2015 وقررت المشاركة، وخاصّة بعد أن علمت بالجهد الذي يبذله المشارك في هذا البرنامج بالتحديد، وما ربحته من التجربة هو أوّلاً معرفة جمهور أكبر على امتداد الوطن العربي، وهذا يعنيني كثيراً، والنقطة الثانية هو المقدرة على تقديم الحفلة والوقوف على المسرح على الرغم من عدم الراحة وقلة النوم وهذه الفكرة لم أكن أتوقعها فقد علمني البرنامج على التحدي والمقدرة على الوقوف على المسرح حتى ولو لم أكن نائمة قبلها بيوم كامل وهذه نقطة كسبتها ولم أكن قد خبرتها سابقاً».

مع تونس
أحبّ الجمهور في تونس «محرزيّة» بعد تفوقها في برنامج ذا فويس ووصولها فيه لمراحل متقدمة، فما الذي ستقدّمه بعد هذه التجربة لبلدها تونس: «يتمّ التحضير اليوم لتكون صفاقس عاصمة ثقافية في المرحلة المقبلة، ويتم التنسيق معي لإقامة حفلات كثيرة ضمن هذا النشاط، وأيضاً في الوقت القريب أي في 5 أيار تتم التحضيرات لإقامة حفلة على امتداد 3 أيّام متتالية برعاية اتحاد الإذاعات العربيّة المشتركة، لكن الحفلة المهمّة التي قدّمتها لتونس جاءت بعد برنامج «ذا فويس» مباشرة كانت من خلال حفلة مشتركة مع الفنان «صابر الرباعي» في عيد الحبّ 2016 وكانت ناجحة جداً، وأيضاً هناك تنسيق بين الجهات الثقافيّة في كلّ من تونس والجزائر لإقامة حفلة في الجزائر سأشارك فيها مع عدد من النجوم».

البحث مستمر
عن إنتاجها الخاصّ والتحضير له، وإطلاق الأغنية الخاصّة تضيف الفنانة «محرزيّة الطويل»: «ذهبت إلى مصر للبحث عن استديو والتعرف على موسيقيين في جولة انتهيت منها مؤخراً، وقد حصلت على لحنٍ أحببته كثيراً، وعموماً لي تجربتي في الكتابة والتلحين أيضاً، وهناك ما سأعتمده من شغلي هذا، فأنا مع فكرة أن المطرب يغني بإحساس أكبر إن كانت الأغنية من كلماته وألحانه، لكنني بزيارتي إلى سورية هذه المرّة اتفقت على أغنية جديدة، وأنا أحبّ أن تكون البداية في أوّل أغنية خاصّة لي منها».

إلى سورية
ضمن هذه الزيارة إلى سورية والأماكن الجديدة التي تعرفت إليها تقول الفنانة «محرزيّة الطويل»: «لم أملك الوقت الكافي للتنقل في سورية هذه المرّة، ولكن فقط كان النشاط في دار الأوبرا والفرقة السمفونيّة الوطنيّة، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ولكن في المرّة القادمة سيكون لي جولة أكبر وأوسع، فأنا أحبّ سورية وهي تعني لي الكثير، وأتمنى أن تحمل العلاقات بين سورية وتونس تجدداً أكبر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن