أوباما معترفاً: أسوأ أخطائي كان عدم وضع خطة في ليبيا بعد سقوط القذافي
أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن أسوأ خطأ سياسي ارتكبه خلال فترة توليه الرئاسة في بلاده كان عدم وضع خطة لمتابعة الوضع في ليبيا بعد التدخل العسكري في 2011، والذي أدى إلى سقوط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، مؤكداً في الوقت ذاته أن التدخل في ليبيا عسكرياً كان «خياراً صحيحاً» وكان الخطأ الذي ارتكبه يتعلق بما بعد سقوط الحكم في ليبيا، وقال إنهم كانوا «مقصرين».
ورداً على سؤال لقناة «فوكس نيوز» حول أسوأ خطأ سياسي ارتكبه الرئيس الأميركي، أجاب أوباما «على الأرجح عدم وضع خطة لمرحلة ما بعد، الاختيار الصحيح في تدخلنا في ليبيا».
وأضاف أوباما: «عندما أتساءل لماذا اتخذت الأمور بعداً سيئاً، أدرك أنني كنت على اقتناع بأن الأوروبيين سيكونون معنيين في شكل أكبر بعملية المتابعة نظراً إلى قرب ليبيا الجغرافي (منهم)» مشيراً إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «تلهى لاحقاً بأمور أخرى».
وأقر أوباما مراراً بأنه كان بإمكان الولايات المتحدة وحلفائها القيام بالمزيد بعد التدخل في ليبيا، حيث شن تحالف بقيادة فرنسا وبريطانيا انضم إليه لاحقاً حلف شمال الأطلسي، غارات جوية في 2011.
وكان تطرق إلى هذه المسألة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول مقراً بأن واشنطن تتحمل أيضاً جزءاً من المسؤولية. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأميركي عن ليبيا والتدخل العسكري من قوات حلف شمال الأطلسي «ناتو» العام 2011. ففي مقابلة مع مجلة «أتلانتيك» الأميركية حمَّل أوباما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مسؤولية الفوضى التي عمت ليبيا عقب التدخل، وذلك «لانشغالهما بأمور أخرى وفشل التخطيط لما بعد التدخل».
كما اعترف في حديث مع المجلة بأن «ليبيا غارقة في الفوضى».
ولم تقم القوى الغربية التي شاركت في العمليات العسكرية بتنفيذ أي خطط لما بعد رحيل القذافي، ولهذا سقطت ليبيا في فوضى أمنية وسياسية.
وبعد سقوط القذافي انهارت السلطات الليبية وباتت الميليشيات المتخاصمة تتنازع السلطة واستفاد تنظيم داعش من هذا الوضع لتعزيز موقعه.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد في كانون الأول الماضي، أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ في ليبيا. وفي مقابلة مع قناة «روسيا-1» ذكر كيري أن الرئيس أوباما اعترف بأن بعض خطوات واشنطن في ليبيا كانت خاطئة لأن «أميركا لم تقم بكل ما كان يجب فعله لإقامة حكومة شرعية (في ليبيا) بعد التدخل العسكري».
وفي الآونة الأخيرة، أتاحت عملية مدعومة من الأمم المتحدة والدول الكبرى الراغبة في إخراج ليبيا من حالة الفوضى، تشكيل حكومة وفاق وطني.
ودخلت حكومة الوفاق الوطني طرابلس في 30 آذار واستقرت في القاعدة البحرية في المدينة. وسرعان ما حظيت بدعم سياسي كبير مع إعلان بلديات مدن في الغرب وفي الجنوب الولاء لها. كما نالت تأييد المؤسسات المالية والاقتصادية الرئيسية، وهي المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار في طرابلس.
وكالات