البيت الأبيض ما زال بعيداً عن متناول ترامب حتى في حال نيله الترشيح الجمهوري
بات تنصيب الحزب الجمهوري دونالد ترامب مرشحاً له في السباق إلى البيت الأبيض احتمالاً وارداً اليوم، غير أن فرضية فوزه في انتخابات تشرين الثاني لا تزال مستبعدة.
وفي حال فوز رجل الأعمال الثري بترشيح حزبه، فإن الأرقام تتوقع له حالياً هزيمة فادحة في مواجهة المرشح الديمقراطي، بفارق قد يضعف حتى قاعدة الجمهوريين في الكونغرس. وحدها خمسة من أصل 57 استطلاعاً للرأي أوردها موقع «ريل كلير بوليتيكس» منذ أيار 2015 حول مواجهة بين ترامب وهيلاري كلينتون، توقعت فوز الملياردير على حين تتفوق عليه المرشحة الديمقراطية بفارق متوسطه 10.8 نقاط. وفي حال تواجه ترامب مع خصم الديمقراطية بيرني ساندرز، عندها يصل متوسط الفارق إلى 16.5 نقطة. ولم يسجل منذ 1952 سوى مثال واحد على فوز الحزب نفسه في ثلاثة انتخابات رئاسية متتالية، وذلك عند فوز جورج بوش الأب عام 1988، ما يرجح كفة الجمهوريين هذه السنة من وجهة نظر الأرقام. غير أن الأسلوب العدائي الذي يعتمده ترامب إذ هاجم المكسيكيين والنساء والمسلمين، قلب كل الموازين.
وقالت الأستاذة في جامعة جورج واشنطن لارا براون: إنه «بينما كانت الانتخابات تميل بشكل طفيف لمصلحة الجمهوريين، جاء هو ليقلبها تماماً لمصلحة الديمقراطيين».
وإن كان ترامب استقطب آلاف الناخبين وعلى الأخص لدى شريحة الرجال البيض المستائين من أوضاع البلاد، فهو أسقط أصول اللياقة السياسية، وقد يصبح المرشح الذي يمتلك الصورة الأكثر سلبية في التاريخ الحديث. وكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست ونشر في آذار أن ثلثي الأميركيين لديهم رأي سلبي بترامب.
وهذا الرفض له يزداد بين المتحدرين من أميركا الجنوبية (85%) والأميركيين السود (80%)، الشريحتين اللتين كان الحزب الجمهوري يأمل في اجتذابهما بعد هزيمة مرشحه ميت رومني عام 2013.
ويبقى أحد الأسئلة المطروحة بشأن هذا المرشح الذي يفتقد الخبرة السياسية، معرفة أي نسبة من الناخبين ستمتنع عن التصويت في الانتخابات الرئاسية في حال تنصيبه.
وأشار خصومه السياسيون إلى أن رجل الأعمال البالغ من العمر 69 عاماً لا يمكن أن يحظى بتأييد واسع، وهو ما يشير إليه العديد من الخبراء أيضاً. وفي حال فوزه بالترشيح الجمهوري، حذرت لارا براون بأنه «لن يكون هناك حزب جمهوري متحمس» خلفه، وأوضحت أن «نسبة لا يمكن تجاهلها من الحزب الجمهوري لا تريد أبداً تعيين شخص لديه مواقف ترامب العقائدية».
ويؤكد الثري النيويوركي قدرته على الفوز خلال الانتخابات الرئاسية بعدة ولايات من الشمال، بعضها يعتبر معقلا للديمقراطيين مثل إيلينوي وميشيغن وبنسلفانيا.
لكن صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى أن ترامب يسجل حالياً تراجعاً بأكثر من عشر نقاط عن خصومه في عدد من الولايات الأساسية وفي طليعتها فلوريدا وأوهايو.
وقبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية، ينبغي لزوم الحذر في التعامل مع استطلاعات الرأي، غير أن أرقاماً أخرى توحي هي أيضاً بأن ترامب سيواجه صعوبة في جمع تأييد أغلبية من الناخبين.
وبدوره لفت المحلل نايت سيلفر إلى أنه منذ بدء الانتخابات التمهيدية في 1 شباط، لم تسجل نسبة الجمهوريين المؤيدين لترامب سوى تقدم معتدل من 35 إلى 38%.
ونشر المتحدث باسم الرئيس السابق جورج بوش في البيت الأبيض آري فلايشر الذي يعمل اليوم مستشاراً في مجال الإعلام والاتصالات، رسالة مفتوحة الأربعاء إلى ترامب يعطيه فيها نصائح حول وجهة حملته الانتخابية. وكتب فيها: «توقف عن مهاجمة الجميع. إذا واصلت ذلك، فسوف تحتفظ بنسبة 40% المؤيدة لك – إنهم يحبون ذلك كثيراً – لكنك لن تبلغ أبداً 50%».
كما نصحه بالتعمق أكثر في الملفات لمعرفة الوقائع والاطلاع على تعقيدات بعض المواضيع من أجل زيادة مصداقيته، وختم: «مهما فعلت، فتذكر فقط أنه لا يمكن الفوز من دون الحصول على الأغلبية».
(أ ف ب)