سورية

مصالحة في الناصرية

يجلس رجلان مسنان يعتمر كل منهما كوفية حمراء وإلى جانبهما ضابط في الجيش العربي السوري وعقيد روسي حول طاولة بلاستيكية، يوقعان في الوقت ذاته على نسخ من ورقة مصالحة في الناصرية الواقعة بريف دمشق الشمالي الشرقي.
ويقدم المسؤولون العسكريون الروس المصالحة التي تمت السبت في قرية الناصرية في منطقة القلمون بوصفها مثالاً على دور الوساطة الذي تضطلع به موسكو لإرساء المصالحات بين الجيش العربي السوري والفصائل المسلحة.
وأمام مجموعة من الصحفيين الذين وصلوا إلى القرية في إطار زيارة نظمتها وزارة الدفاع الروسية، يقول يوري زراييف، المسؤول عن فريق روسي يتولى الإشراف على عقد مصالحات في مناطق محيطة بدمشق، «من الجيد أن وصولكم كان مع التوقيع». ويكون الموقعون على اتفاق المصالحة عادة من وجهاء القرية ويمثلون الدولة والمجموعات المسلحة. وبحسب زراييف، «تلعب روسيا دور الوسيط» في هذه المصالحات، موضحاً أن التوصل إلى «توقيع الاتفاق في هذه المنطقة احتاج الكثير من الوقت والتحضير وتطلب عملاً هائلاً».
ويبدأ نص الاتفاق الذي تم توقيعه بعبارة «بسم اللـه الرحمن الرحيم»، وهو عبارة عن طلب انضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية، بحسب ما يشرح الضابط الروسي. وتجري الحكومة مصالحات محلية في مناطق عدة عبر لجنة المصالحة الوطنية التي تأسست العام 2012 وتلاها استحداث منصب وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في البلاد. ويقول الروس إنهم أحصوا إرساء مصالحات محلية في نحو ستين بلدة وقرية منذ بدء تدخلهم العسكري في سورية، وقعتها الحكومة مع نحو خمسين فصيلاً مسلحاً.
ويقول المتحدث العسكري الروسي الجنرال ايغور كوناشينكوف «إذا انصب تركيزنا في السابق على القتال ببساطة، فإن تركيزنا الأساسي انتقل في الوقت الراهن إلى عملية السلام».
أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن