الجيش يتصدى لـ«غزوة» سهل الغاب ومعارك عنيفة شمالي اللاذقية.. والمسلحون يفرون نحو الأراضي التركية

| حماة– محمد أحمد خبازي – الوطن- وكالات

لم تجرِ «غزوة سهل الغاب» كما كان يرغب مسلحو «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها ضمن «جيش الفتح»، في تلك المنطقة الخضراء الممتدة على تخوم ثلاث محافظات (حماة، إدلب، اللاذقية)، على الرغم من اعتمادهم العربات المفخخة بكثافة من أجل تحقيق اختراق ميداني، حيث بدد الجيش العربي السوري أحلامهم، وأفشل غزوتهم التي اتسمت بالضراوة، بأسلحته المناسبة التي قضت على العشرات منهم ودمرت عتادهم الحربي وحتى سياراتهم المفخخة التي كان يقودها انتحاريون.
وبالترافق مع الهجمة في المثلث الممتد بين إدلب وحماة واللاذقية، اشتعلت المعارك الضارية في ريف اللاذقية الشمالي قرب الحدود مع تركيا، حيث أجبر الجيش المسلحين على الفرار نحو الأراضي التركية، وذلك بالترافق مع استمرار المواجهات في ريف حلب الجنوبي. والقاسم المشترك بين هذه الجبهات هو: جبهة النصرة غير المشمولة بالهدنة والتي تعمل على إسقاطها مستغلة ما اعتبرته الفراغ الذي ولده انسحاب الجزء الرئيس من القوات الجوية الروسية.
ففي ريف حماة الغربي المتاخم لكل من محافظتي إدلب واللاذقية، أغار الطيران الحربي منذ ساعات صباح أمس المبكر على تحركات وتجمعات «جيش الفتح» والذي يضم إلى جانب «النصرة» كلاً من (جند الأقصى، جيش النصر، حركة أحرار الشام الإسلامية، الحزب الإسلامي التركستاني) موقعاً العشرات منهم صرعى وجرحى، ودمر لهم عتادهم الحربي. كما دمر الجيش جرافة وآلية «بي. إم. بي» للمجموعات المسلحة وقتل وجرح من فيها إثر استهدافهما بالصواريخ الموجهة في صوامع المنصورة.
وأكد مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش تمكنت من صد هجوم المسلحين على مواقع للجيش في خربة الناقوس ومحيط الحاكورة، بعدما أخلى أول أمس نقطتين في خربة الناقوس وعدة نقاط أخرى في محيط صوامع المنصورة، وسيطرت عليها نارياً من بعيد بعد أن انتشرت في نقاط حاكمة بمحيط الصوامع.
كما فجر الجيش عربة مفخخة ثانية كان يقودها انتحاري، قبل بلوغها إحدى نقاطه العسكرية في محيط بلدة خربة الناقوس، وخاض اشتباكات ضارية مع مسلحي «النصرة» وغيرها من الفصائل، والذين استماتوا لتسجيل أي نصر، ولو معنوي على الجيش، وتثبيت نقطة هنا أو هناك من المحاور التي ألهبوها في سهل الغاب. وتكبَّد المهاجمون خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وبعد فشلهم في إحداث أي اختراق، عمد مسلحون آخرون إلى إطلاق العديد من قذائف الهاون باتجاه مدينة السقيلبية ما أدى إلى استشهاد المواطن ميلاد فرحة، وعلى قرية الجيد والأحياء السكنية في جورين وعين وسليمو وعلى نقاط الجيش السوري في محاور الحاكورة وخربة الناقوس، واقتصرت الأضرار على الماديات.
وعلى إثر إطلاق القذائف، وسع الطيران الحربي دائرة استهداف مواقع انتشار المسلحين في المنصورة وصوامعها والقاهرة والزيارة، بغارات مكثفة قضت على العشرات منهم أيضاً ودمرت منصات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون.
وفي ريف حماة الشمالي، استهدفت مدفعية الجيش تحركات مسلحي «جند الأقصى» بمحيط بلدة ‫مورك، ما أدى إلى مقتل وإصابة 6 مسلحين وتدمير سيارة مجهزة برشاش.
وأقر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض رامي عبد الرحمن أن هجوم الغاب هو واحد من «ثلاثة هجمات متزامنة» شنتها «النصرة» و«الفصائل المقاتلة المتحالفة معها»، إضافة إلى ريف اللاذقية الشمالي وحلب. ونقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن عبد الرحمن، قوله: إن «لا مصلحة لجبهة النصرة أو (داعش) في استمرار الهدنة أو التوصل إلى حل سلمي للنزاع السوري، لأنه لن يكون لهما أي دور في حال انتهاء الحرب».
وتمكنت «النصرة» وحلفاؤها، بحسب المرصد المعارض، من السيطرة على تلة كانت تحت سيطرة قوات الجيش في محافظة اللاذقية.
إلا أن مصدراً عسكرياً، وبعد أن أشار إلى محاولات الجماعات المسلحة لشن هجوم ضد مواقع عسكرية في محافظتي اللاذقية وحماة»، أوضح حسب «أ ف ب»، أن المسلحين لم ينجحوا «في إحراز أي تقدم».
وأحبطت وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، هجوماً من قبل التنظيمات الإرهابية على نقطة عسكرية على اتجاه جبلي أبو علي والقاموع في ناحية كنسبا نحو (55) كم إلى الشمال الشرقي من مدينة اللاذقية.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش «اشتبكت مع مجموعات إرهابية منضوية تحت زعامة «النصرة»، خلال اعتدائها على نقاط عسكرية على اتجاه جبلي أبو علي والقاموع»، مبيناً أن الاشتباك أسفر عن «تدمير عربة مدرعة ومقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين». ولفت المصدر إلى أن وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية «تواصل استهداف ومطاردة فلول تلك المجموعات الذين فروا باتجاه الأراضي التركية».
كما سبق لـ«النصرة» أن شنت الأسبوع الماضي هجوماً على بلدة العيس جنوب حلب، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في المنطقة.