سورية

داعش يستعيد الراعي

| حلب- الوطن

منيت الحكومة التركية بضربة قاسية لليوم الثاني على التوالي بهزيمة الفصائل المسلحة المحسوبة عليها مجدداً أمام تنظيم داعش بخسارتها أمس بلدة الراعي ذات الموقع الإستراتيجي على الحدود التركية بعد اندحارها في اليوم السابق من 9 قرى حدودية على يد التنظيم أيضاً. وأفاد مصدر معارض مقرب من «الجبهة الشامية»، أكبر تشكيل مسلح في ريف حلب الشمالي، لـ«الوطن» أن الجبهة وبقية الفصائل المقاتلة معها تلقت تحذيرات من السلطات التركية تهددهم بوقف التمويل في حال لم ينتقلوا من حال الدفاع إلى الهجوم وعدم استمرار خسائرهم أمام داعش على الشريط الحدودي الذي أملت أنقرة بتحويله إلى منطقة «آمنة» بعد طرد التنظيم منه خلال الآونة الأخيرة.
داعش انتهز فرصة تراجع الروح المعنوية والقتالية لدى المسلحين، فانقض على قرى تل سفير وغوز وقصاجق وقنطرة وطاط حمص الواقعة إلى الجهة الغربية من الراعي، ومن المتوقع أن يستعيد الهيمنة على جميع القرى والمناطق التي انسحب منها في الشهر الأخير أمام تقدم الفصائل المسلحة.
ولم تكد تمضي 4 أيام على سيطرة الفصائل المدعومة تركياً، على الراعي حتى استعاد داعش أنفاسه وشن هجوماً صباح أمس تمكن خلاله من السيطرة بيسر وسهولة على البلدة التي انسحب المسلحون منها دون قتال، ما أعاد إلى الأذهان بأن الفصائل المسلحة، والتي تتلقى دعماً غربياً عدا عن الدعم اللوجستي من حكومة «العدالة والتنمية»، غير قادرة على مواجهة التنظيم ومنع تقدمه وتوسيع خريطة نفوذه شمالاً على الحدود التركية.
وكان التنظيم تمكن أول من أمس من استعادة السيطرة على 9 قرى واقعة على الحدود التركية بعملية مباغتة أقصت الفصائل المسلحة من المشهد الحدودي وعلى امتداد أكثر من 10 كيلو مترات كان من المفترض أن تشكل قاعدة للانطلاق نحو مدينة الباب قرب بلدة الراعي ثم مدينة الرقة عاصمة التنظيم.
وبذلت أنقرة جهوداً كبيرة من أجل إقناع واشنطن بالتخلي عن دعم قوات «جيش سورية الديمقراطية» لطرد مسلحي داعش من الشريط الحدودي الواصل بين مدينتي إعزاز وجرابلس في ريف حلب الشمالي، والاستعاضة عنها بالمجموعات المسلحة المرعية من المخابرات التركية. وبدا أن تلك الجهود حققت نجاحاً عقب إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أول من أمس، والذي أوضح فيه أن «المعارضة المعتدلة» تمكنت من الحصول على ثقة جميع دول التحالف الدولي ضد داعش. ودعم التحالف الدولي بغارات الطائرات وتركيا بالقصف المدفعي، لهجوم المسلحين على مواقع داعش خلال الأيام الماضية.
ولا يبدو أن نكسة الراعي تصب في مصلحة أنقرة، وقد تدفع واشنطن إلى العودة لخيار قوات «جيش سورية الديمقراطية».
وتخشى تركيا من أن تؤدي سيطرة «جيش سورية الديمقراطية»، والذي تشكل «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية عمادها، على الشريط، إلى وصل مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي في الشمال السوري (الجزيرة بالحسكة- تل أبيض بالرقة – عين العرب وعفرين بحلب)، ما يؤدي إلى تشكل كانتون كردي يشرف عليه حزب تتهمه أنقرة بالمقرب من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن