من دفتر الوطن

معركة في قلبي!!

| عبد الفتاح العوض

عندما تتشاجر المصالح والمبادئ يفوز الأقوى.. فمن الأقوى؟!
كل البشر في لحظات ما وقفوا في نقطة التقاطع هذه… واحتاروا بين السير في اتجاه المصالح أو سلوك طريق المبادئ.
الصورة المشابهة من حيث الشكل والحيرة هو ذلك الصراع بين القلب والعقل.
إحدى المقولات الرائعة التي تعبر عن هذه الحالة قالها نيكوس كزنتزاكس في كتابه «منقذو الآلهة » يقول فيها: إن العقل يتكيف، بينما القلب يصرخ على الدوام.
وأياً كان الخيار للإنسان بين أن يذهب إلى مصالحه أو أن يجلس مع مبادئه فإنه يبقى الخيار الشخصي، وإذا تجاوزنا الحكم الأخلاقي على مثل هذا السلوك فإن الأمر يبقى في نتائجه مجرد خيار شخصي، إذا كان صحيحاً ففائدته إلى صاحبه، وإن كان خاطئاً فيتحمل عاقبته هو نفسه لكن.. في حال تعدى الأمر أن يكون شخصياً، فمن يتقدم المبادئ أم المصالح؟
بوضوح أكثر عندما يكون لقرار شخص ما تأثير في حياة الآخرين فهل يصبح القرار شخصياً فقط أم إن الأمر يأخذ شكلاً آخر.. أبدأ بالأسرة الصغيرة، فرب الأسرة في أغلب الأحيان يتخذ قرارات قد تكون ضد مصالحه، أو حتى ضد مبادئه احتراماً والتزاماً بالأسرة.
الحديث النبوي الشريف «الولد مبخلة مجبنة» يعني وجود الولد يجعل الرجل جباناً، كما يجعله بخيلاً، وهو ليس كذلك في الحالتين. لكن الالتزام مع الولد يجعل من ذلك «واجباً» على الأب!! أنتقل إلى مجال أوسع قليلاً عندما تكون مديراً لشركة ما، فإن قراراتك لا تنبع من هوى شخصي لأن ذلك قد يجعل من آخرين في الشارع.
أبعد من كل ذلك هو المسؤولية العامة،.. عندما تكون في السلطة السياسية والتنفيذية والتشريعية لبلد فإن هذه القرارات ليست مجرد مزاج شخصي، أو حتى مبادئ قد تسبب الكثير من الألم، أو مصالح قد تتعارض مع مصالح الناس.
المعارضون الذين يذهبون إلى جنيف على أنها بوابة الوصول إلى السلطة، يقدمون مصالحهم على كل شيء… حتى إنهم بلا مبادئ.
كثير من المسؤولين أيضاً لا يفكرون إلا بمصالحهم.
فمن الأقوى… المصالح أم المبادئ… القلب أم العقل؟
شخصياً أرى الأقوى هو الأكثر حكمة الذي يستطيع أن يجد ذلك المكان الآمن بين رخاوة المصالح، وشدة المبادئ… ذلك المكان الجميل بين صخب القلب وبلادة العقل.

دبيكة الشعب!!
الصور التي رأيناها لمرشحين لمجلس الشعب وهم «يدبكون» هي خير مثال على مهاراتهم وخبراتهم وقدراتهم التي تم خلالها اختيار أكثرهم.
الزاوية التي أود مناقشتها من خلال تلك الصور أنه لو أتيح لمن مات في هذه الأزمة أن يرى مرشحي مجلس الشعب وهم يدبكون… فماذا سيقول لهم وعنهم؟!
سيكون الشهيد الذي مات من أجل الوطن فخوراً بكم.. عندما يراكم سيقول: متنا كي «تدبكوا».. وخطة قدمكم على الأرض هدارة إنتوا الأحبة وإلكم الصدارة!!.

نساء ديمستورا!!
أكثر الكتابات إحراجاً تلك التي تبدأ بتوضيح.. وهنا أوضح أن الرأي من نساء ديمستورا ليس مرتبطاً بهن بشكل شخصي.. بل بالمفهوم.. يعني رائحة النساء اللواتي يمثلن السوريات في جنيف.. كثيرة الغرابة!! أنتم تعرفون وضع النساء في العالم النساء أقل أجراً في كل دول العالم، نسبة التمثيل متدنية حتى في جوائز الفن!! على حين يريد ديمستورا أن يطبق المفاهيم المثالية على بلد يعيش مأساته.
لكن الأسوأ أن الفكرة كلها مجرد عملية تجميل نسائية.. إنها تشبه وضع مزهرية مهشمة على حائط مهدم!!

آخر الكلام
• أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن