50-70% إمكانية إعادة آثار تدمر المدمرة إلى ما كانت عليه
| السويداء-عبير صيموعة
قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق وبتوجيه من وزير الثقافة بتشكيل لجنة مؤلفة من مدير آثار حمص ومجموعة من المهندسين والأثريين في المديرية وعلى رأسها الدكتور أحمد ذيب مدير شؤون المتاحف في سورية لتوثيق الأضرار التي طالت الآثار في تدمر إضافة إلى المدمر منها.
وأشار ذيب إلى أن اللجنة لم تستطع تقييم الأضرار بشكل كامل لوجود الألغام والمفخخات في المدينة والتي زرعتها مجموعات داعش الإرهابية بعد احتلالها المدينة موضحاً وجود أضرار كبيرة في البنية الإنشائية لمتحف تدمر الوطني كما تم تكسير تمثال أسد اللات الموجود أمام المتحف الذي أعلن تنظيم داعش قيامه بتكسيره فور احتلال المدينة منذ عشرة أشهر أما ما يتعلق بالمتحف الوطني فقد تم الكشف الأولي عن القطع الأثرية المتبقية التي لم تتمكن المديرية من نقلها سابقاً خارج المتحف بسبب حجمها الكبير علماً أن المديرية تمكنت من نقل نحو 400 تمثال أثري من شواهد جنائزية وتماثيل إلى متحف دمشق الوطني بالإضافة إلى عدد كبير من القطع الأثرية الأخرى وحتى الآن تقوم لجنة المتاحف بتقييم الأضرار وعمليات الجرد وتحتاج إلى وقت للانتهاء من أعمالها بالنسبة إلى الموقع الأثري أما بالنسبة إلى المشهد العام لفت ذيب إلى أن المشهد العام يشير إلى أن الجيش العربي السوري قام بتحرير المدينة بهمة عالية حيث إن الأضرار اقتصرت على المعالم الأثرية التي قامت المجموعات الإرهابية بتفجيرها وهي حرم معبد بل وحرم معبد شامين بالإضافة إلى قوس النصر مدخل الشارع كما أن هناك أضراراً في الجهة الشرقية من قلعة فخر الدين المعني الثاني بالإضافة إلى أضرار في المدافن البرجية من الجهة الجنوبية الغربية من المدينة الأثرية.
وبين ذيب أن بقية المعالم الأثرية بحالة جيدة ونستطيع القول إن نحو 80% من معالم تدمر بحالة جيدة علماً بوجود أعمال تنقيب سري في منطقة المدافن الواقعة في المنطقة الجنوبية الشرقية من المدينة ولكن لم تتمكن لجنة الآثار من الوصول إليها بسبب قيام عناصر الجيش بتفكيك الألغام والمفخخات في هذه المنطقة.
موضحاً أن لدى الدراسة الأولية للمعالم التي تم تدميرها من المجموعات الإرهابية نستطيع القول إنه يمكن إعادة ترميم المعالم بنسبة 50-70% كما كانت عليه لأن جانباً من عناصر المجموعة المعمارية ما زال موجوداً ويمكن إعادة ترميمه وخاصة أنه لدى المديرية العامة للآثار خبرات كافية للقيام بهذا العمل مؤكداً أن هذا العمل مكلف جداً ويحتاج إلى سنوات من العمل إضافة إلى الإمكانات وفي هذا الصدد تقع على عاتق منظمة اليونسكو وبقية المنظمات الدولية مسؤولية المساهمة في عمليات الترميم تلك وخاصة أننا نتحدث عن أيقونة الآثار السورية والعالمية «تدمر» وهي من أمهات المواقع المدرجة على لائحة تراث العالم ومن واجب هذه المنظمات والمجتمع الدولي القيام بواجبه تجاه هذا الموقع الأثري المهم ليس فقط لسورية بل للعام كله.