سورية

رغم السحب الجزئي لها … القوات الروسية تلعب دوراً رئيسياً في المعارك بسورية

| وكالات

بعد شهر من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين انسحاباً جزئياً للقوات الروسية من سورية، تراجعت أعداد الطلعات الجوية من مطار حميميم بريف اللاذقية لكن موسكو لا تزال تلعب دوراً رئيسياً في المعارك، حيث لا يزال هناك نحو عشر طائرات على مدرج المطار، وفي مكان قريب، يعمل رادار عملاق لمنظومة (إس-400) للدفاع الجوي.
ونشرت وكالة «أ ف ب» للأنباء تقريراً لأحد صحفييها الذي قام بزيارة منطقة المطار، تحت إشراف مباشر من السلطات الروسية، ووفقاً لما لاحظه، أن هناك تراجعاً كبيراً في الأنشطة الروسية في القاعدة منذ كانون الأول الماضي عندما بلغت عمليات القصف للتنظيمات الإرهابية ذروتها. حيث قال: «خلال أول زيارة مماثلة، كان الضجيج يصم الآذان من الحركة المتواصلة للطائرات الروسية. لكن هذه المرة، لم يكن هناك أي إقلاع في المكان وانخفض عدد الطائرات التي يمكن رؤيتها».
وقال المتحدث العسكري من القاعدة إيغور كوناشنكوف: «تم سحب أكثر من عشرين طائرة وضمنها سو 34، سو 24 وسو 25 فضلاً عن مروحيات من طراز إم إي 8 وإم إي 24. أقل من نصف طائراتنا بقيت هنا».
وفي آذار الماضي، أعلن الرئيس بوتين سحب أغلبية القوات الروسية، بعد أيام قليلة من سريان اتفاق «وقف العمليات القتالية»، واعتبر أن مهمة القوات الروسية «أنجزت بشكل عام».
لكن روسيا أكدت أنها ستبقي على وجود عسكري في سورية. ومنذ «الانسحاب»، واصلت موسكو بالفعل دعم دمشق ومساعدتها في تحقيق العديد من الانتصارات على تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والمستثنى من الهدنة. حيث تمت استعادة مدينة تدمر، التي تصنف اليونيسكو مدينتها الأثرية على لائحة التراث العالمي للإنسانية، في أواخر آذار من الجيش العربي السوري. وبعد فترة وجيزة، استعادت بلدة القريتين في ريف حمص.
ويشدد الجيش الروسي على أن مشاركته في هذه الهجمات كانت في معظمهما ضربات جوية لمواقع داعش حول هذه المدن وقوافل تعزيزات كانت تحاول الوصول إليهم. وبعد الانتصار في تدمر الذي كان له أصداء دولية، تبدو المشاركة الروسية في سورية بعيدة عن الانتهاء.
وبانتظار الجولة الثالثة من المحادثات السورية السورية في جنيف، التي من المتوقع أن تبدأ اليوم في سويسرا، يبدو وقف إطلاق النار هشاً بشكل متزايد، وخصوصاً حول مدينة حلب (شمال سورية) حيث يتهم الروس جبهة النصرة، بإقناع التنظيمات المقاتلة بالوقوف إلى جانبها رغم وقف إطلاق النار ومن ثم حشد آلاف المقاتلين.
ولدى إعلانه عن انسحاب روسيا، حذر بوتين من أن الأمر سيستغرق «بضع ساعات» لكي تقرر موسكو العودة عبر عملية إعادة انتشار إذا لزم الأمر، وقال كوناشنكوف في هذا الصدد: «كل ما نحتاج إليه (للعمليات في سورية)» في حميميم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن