التقى وفداً روسياً.. ونقل عنه أحد أعضائه إيمانه بإمكانية تسوية الأزمة في إطار جنيف … الرئيس الأسد: دور روسيا الإيجابي أعاد رسم الخريطة السياسية العالمية وأثبت أنها دولة عظمى
| وكالات
اعتبر الرئيس بشار الأسد، أمس، أن الدور الإيجابي الذي تقوم به روسيا سواء في سورية أم على المستوى الدولي أعاد رسم الخريطة السياسية العالمية وأثبت أنها دولة عظمى، وذلك خلال لقائه وفداً روسياً يضم عدداً من البرلمانيين وشخصيات دينية واجتماعية وإعلامية، حيث نقل عنه أحد أعضاء الوفد «إيمانه بإمكانية تسوية الأزمة السورية في إطار حوار جنيف».
وحسب بيان رئاسي بثته وكالة «سانا» للأنباء، فقد تناول اللقاء العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين والأوضاع في سورية والحرب على الإرهاب. وأوضح البيان، أن الرئيس الأسد، لفت إلى أن الدور الإيجابي الذي تقوم به روسيا سواء في سورية أم على المستوى الدولي أعاد رسم الخريطة السياسية العالمية وأثبت أنها دولة عظمى تتبنى إستراتيجية تقوم على التمسك بالمبادئ والقيم وتطبيق القانون الدولي.
وأكد الرئيس الأسد، وفق ما جاء في البيان، أن الإنجازات الكبيرة التي تحققت على صعيد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودحرهم من العديد من المناطق كانت نتيجة لصمود السوريين شعباً وجيشاً وللدعم الفاعل الذي قدمه الأصدقاء وفي مقدمتهم روسيا.
من جانبهم، عبر أعضاء الوفد الضيف عن دعم البرلمان الروسي لصمود السوريين وإصرارهم على الحفاظ على دولتهم، معتبرين أن الحرب الإرهابية الظالمة والحصار الاقتصادي على الشعب السوري هو نتيجة لكونها واحدة من الدول القليلة التي لا تزال متمسكة بسيادتها واستقلالها، ودليل ذلك الزخم الشعبي الكبير الذي يرافق الانتخابات التشريعية.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» فقد جدد الرئيس الأسد خلال لقائه الوفد البرلماني الروسي موقفه الرافض لفدرلة سورية، معتبراً أن النظام الفدرالي سيدمر بلاده. حيث نقل النائب الروسي ألكسندر يوشينكو، أحد أعضاء الوفد عن الرئيس الأسد قوله خلال اللقاء حسب قناة «روسيا اليوم»: «اليوم في جنيف يجري نضال من أجل مستقبل سورية، ويمكنكم أن تسألوا أي مواطن سوري، وهو سيقول لكم إن الفدرالية لن تساهم في توحيد البلاد».
وتابع يوشينكو وهو نائب عن الحزب الشيوعي الروسي في مجلس الدوما (النواب): إن الرئيس السوري أكد ضرورة أن يطرح مشروع دستور سوري جديد للنقاش الشعبي، لكي يدعمه الشعب برمته. وأوضح الرئيس الأسد حسب يوشينكو: إن الدستور الجديد يجب أن يحمي الشعب السوري برمته، الأغلبية والأقلية. ، وتحدث الرئيس أيضاً عن ضرورة إصدار قانون حول علمانية الدولة في سورية وفق ما ذكر يوشينكو.
بدوره قال عضو الوفد السيناتور دميتري سابلين: إن الرئيس الأسد تعهد ببذل جهوده القصوى من أجل حماية المسيحيين في سورية، وحذر من خطر تحول سورية ودول أخرى في الشرق الأوسط إلى إمارات متطرفة تهدد العالم برمته، في حال خروج المسيحيين من المنطقة، حسب «روسيا اليوم».
أما النائب سيرغي غافريلوف، فقد قال: إن الرئيس السوري أكد خلال اللقاء أنه يؤمن بإمكانية تسوية الأزمة السورية في إطار حوار جنيف.
وقال غافريلوف في تصريحات تناقلتها الدائرة الصحفية التابعة له على ما ذكر «روسيا اليوم»: «يقيم الرئيس السوري بشار الأسد إيجابياً إمكانية تسوية الوضع في سورية بالوسائل السلمية في إطار حوار جنيف».
وتابع غافريلوف: إن الرئيس الأسد خلال اللقاء، أعرب عن تقديره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على المساعدة التي قدمتها روسيا في محاربة الإرهاب، إضافة إلى دعمها الإنساني والاقتصادي للدولة السورية.
ونقل النائب الروسي عن الرئيس الأسد قوله: إن بوتين «يعد أكثر الشخصيات السياسية شعبية في سورية». وأضاف غافريلوف: إن أعضاء الوفد بحثوا مع الرئيس الأسد مسائل محاربة الإرهاب والجهود لإعمار سورية اقتصاديا.
كما تناول الحديث خلال اللقاء الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في سورية اليوم الأربعاء. واعتبر غافريلوف أنه لا خلافات طائفية على خلفية الانتخابات المرتقبة. وأضاف: إن أعضاء الوفد خلال لقاءات جمعتهم مع مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون، والمطران أرماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس في دمشق، والمطران لوقا الخوري المعاون البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، «سمعوا كلمات تعرب عن الدعم لقرار الرئيس بشار الأسد بشأن إجراء الانتخابات».
واعتبر النائب الروسي أن الانتخابات البرلمانية التي سبقها ظهور أحزاب سياسية جديدة في سورية، ستحول دون نشوب فراغ للسلطة التشريعية وستؤكد استمرارية السلطة الشرعية، وستسهم بقسط كبير في التحضير لحوار جنيف.
من جانبها نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن غافريلوف قوله للصحفيين عقب اللقاء: «إن إعادة إعمار مدينة تدمر المحررة ممكنة بدعم من قطاع الأعمال الروسي. وهناك 100 معبد يتطلب ترميماً وإعادة بناء».
وأضاف النائب في البرلمان الروسي عن الحزب الشيوعي: إن «العمليات الأساسية في إعادة البناء يمكن أن تأخذها على عاتقها شركات روسية كبيرة، على غرار شركة البناء الأولمبية (أولمبستروي)، ويمكن إنشاء مثل هذه الشركة».
من جانبه، وحسب «سبوتنيك» قيّم الرئيس الأسد دعم روسيا للاقتصاد السوري ومساهمتها في انتعاشه، والتخفيف من وطأة العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري.
ووصل الوفد البرلماني الروسي السبت إلى دمشق، في مهمة إنسانية للوقوف على آخر التطورات في سورية والاطلاع على الوضع الإنساني في هذا البلد. والتقى مع العديد من المسؤولين منهم رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي. وبحث الوفد مع الجانب السوري مسألتي الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في سورية اليوم، وملفات الجولة المقبلة من المحادثات بين وفدي الحكومة الرسمي والمعارضة في جنيف.
ونقل الوفد الروسي رسالة رسمية باسم رئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي السيدة فالنتينا ماتفيينكو، لرئيس مجلس الشعب، أكدت تضامن البرلمانيين الروس مع زملائهم السوريين ودعمهم للشعب السوري كله في حربه على الإرهاب.
كما عبرت ماتفيينكو في رسالتها عن قناعتها بأن عمليات مجموعة القوات الجوية الروسية العاملة في سورية قد أسهمت في خلق الممهدات الضرورية لتسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية الدبلوماسية.
وخلال زيارته لسورية سلم الوفد البرلماني الروسي شحنة من المساعدات الإنسانية بوزن 20 طناً إلى سكان عدد من المناطق السورية المتضررين من آثار الحرب.