الخبر الرئيسي

الرئيس الأسد: المساهمة في انتخابات مجلس الشعب هدفها الدفاع عن الدستور.. والإقبال يمددها خمس ساعات.. وموسكو وطهران تدعمان والغرب ممتعض … السوريون يرسمون مستقبلهم

| الوطن – وكالات

أثبتت حشود السوريين الذين تقاطروا منذ ساعات الصباح الأولى أمس على صناديق الاقتراع لاختيار ممثلين جدد عنهم لمجلس الشعب، حرصهم على استمرار مؤسسات دولتهم بالعمل وصمودهم في وجه حملات التشهير والتقليل من أهمية موقفهم بعدما حاول الغرب التشكيك بشرعية تلك الانتخابات، كما أثبت السوريون أنهم قادرون على صياغة مستقبلهم بأنفسهم رغم الإرهاب الذي ضرب بلدهم وحاول النيل من تماسكهم الاجتماعي، فردوا بأوراقهم الانتخابية عليهم، كما رد أبناؤهم في الجيش والقوات المسلحة عليه في ميادين القتال أولاً، وثانياً عندما شاركوا للمرة الأولى في الانتخابات التشريعية، كما فاجأهم الرئيس بشار الأسد وعقيلته بالمشاركة في مكتبة الأسد بدمشق «للمرة الأولى كرئيس للجمهورية».
وفيما مددت الانتخابات إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً لتتيح للمواطنين اختيار 250 عضواً من أصل 3500 مرشح، بدا لافتاً أنه ورغم الشائعات الكثيرة التي سبقتها، غابت الخروقات الأمنية ولم يسجل أي منها في أكثر من 7200 مركز انتخابي في سورية، وذلك بعد أيام من خطة أمنية أثبتت نجاعتها وشهدتها المحافظات كافة وكان أبرز دلائلها الاختناق الشديد على الحواجز بسبب دقة التفتيش.
وفاجأ الرئيس الأسد والسيدة عقيلته الجميع بتصويتهما في مكتبة الأسد، فالعادة جرت ألا يشارك رئيس الجمهورية في الانتخابات التشريعية، واعتبر الرئيس الأسد أنه إذا كانت الانتخابات عادة حول اختيار أسماء محددة لتمثيل الشعب، فيضاف لهذا المعنى في هذا الظرف معان أخرى تتعلق بالظروف التي تمر فيها سورية والوضع الحالي.
وقال الرئيس الأسد: نخوض حرباً عمرها خمس سنوات لا تتعلق فقط بموضوع الإرهاب، لأن الإرهاب أخفق خلال السنوات الأولى بتحقيق الأهداف المخططة له، وصحيح تمكن الإرهاب من تدمير الكثير من البنى التحتية وسفك الكثير من الدماء، لكن لم يتمكن من تحقيق الهدف الأساسي الذي وضع له، وهو تدمير البنية الأساسية في سورية، أي البنية الاجتماعية للهوية الوطنية، معتبراً أن مشغلي الإرهابيين وأسيادهم تحركوا باتجاه مواز تحت عنوان سياسي هدفه الرئيسي هو ضرب هذه البنية الاجتماعية وضرب الهوية الوطنية اللتين يعبر عنهما الدستور.
ورأى الرئيس الأسد: أن الشعب السوري كان واعياً خلال السنوات الماضية لهذه النقطة ورأينا حماساً للمشاركة في كل الاستحقاقات الدستورية السابقة سواء كانت الرئاسية أو التشريعية، واليوم نرى مشاركة واسعة من كل شرائح المجتمع وخاصة في موضوع الترشح، الذي شهد عدداً غير مسبوق في أي انتخابات برلمانية سابقة في سورية عبر العقود الماضية.
وأوضح: أن المشاركة في هذه الانتخابات شملت مختلف شرائح المجتمع، وفي مقدمتها عائلات فقدت أبناءها بسبب الإرهاب وعائلات الشهداء، واليوم نتوقع أن تكون المساهمة والحماس بنفس الطريقة، والهدف هو الدفاع عن الدستور، لأن الكثير من الشهداء قدموا أرواحهم أو جرحى قدموا أجسادهم في سبيل الدفاع عن الوطن، والوطن هو أرض وشعب ومؤسسات ومن يجمع بين كل هذه العناصر هو الدستور.
وتوقع الرئيس الأسد أن يكون هناك حماس كبير (خلال الانتخابات)، معتبراً أنه من الطبيعي أن نكون اليوم سوية في المساهمة الأولى كرئيس للجمهورية وعقيلته في هذا الاستحقاق، كمواطنين سوريين يدافعون عن الاستحقاق الدستوري بكل ما يمثله الدستور بالنسبة لنا سواء كسوريين أو كسوريين.
وفيما أكد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي خلال ممارسته حقه الانتخابي على أن «المشهد الانتخابي السياسي والوطني اليوم بالتوازي مع انجازات بواسل جيشنا الكبيرة دليل صمود وإصرار السوريين على بناء الوطن»، اعتبر نائبه وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عقب إدلائه بصوته: نحن في سورية نقول باستمرار إن الشعب هو من يقرر مصيره واليوم يبرهن عملياً صحة هذه المقولة.
وشهدت الانتخابات تكتيكات مختلفة حاولت من خلالها بعض قوائم المرشحين قطع الطريق على منافساتها عبر التحالف مع قائمة الوحدة الوطنية المحسوبة على حزب البعث العربي الاشتراكي وإغلاق المقاعد المخصصة للمحافظات التي شهدت مثل هذا التكتيك.
وفيما كان حلفاء دمشق في مكافحة الإرهاب يؤكدون دعمهم للانتخابات، ظهر الامتعاض واضحاً على المواقف الغربية التي حاولت التشكيك في شرعية الانتخابات تارة وعدم الاعتراف بها تارة أخرى.
ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الانتخابات «أمر طبيعي تماماً لأننا نرى أنها تضمن عمل المؤسسات في سورية والتي ينص عليها الدستور الحالي للبلاد»، كما اعتبرت المتحدثة باسم وزارته ماريا زاخاروفا أنها «خطوة مهمة باتجاه استقرار الوضع في البلاد»، على حين اعتبر الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الإيراني علي كريميان، خلال جولته في المركز الإعلامي بفندق الشيراتون بدمشق، أن سورية توجه عدة رسائل من خلال هذه الانتخابات، الأولى أن شعبها لا يزال صامداً رغم كل ما يحاك ضده من مؤامرات ولم يسمح بحصول أي فراغ دستوري في أي مؤسسة من مؤسساته، والثانية أنه في وقت تنعقد فيه محادثات جنيف والضغوطات الحاصلة على بلاده يؤكد الشعب السوري أنه هو من يحدد مستقبل بلاده وليس الآخرين.
وفي المقابل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال: «تشجب فرنسا هذه الانتخابات الصورية التي ينظمها النظام»، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر إن ألمانيا لن تعترف بـ«الانتخابات البرلمانية» لأنه «يستحيل إجراء انتخابات حرّة وعادلة وسط حرب أهلية»، أما نائب رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة في محادثات جنيف جورج صبرا فوصفها بـ«المسرحية الهزلية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن