كتاب «الحرب القذرة على سورية» في محاضرة في مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد)
استضاف مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد) يوم الثلاثاء الثاني عشر من نيسان الجاري الباحث الاسترالي الدكتور تيم أندرسون، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة سيدني، ومؤلف كتاب الحرب القذرة على سورية، واشنطن تغيير النظام والمقاومة (The Dirty War on Syria: Washington, Regime Change and Resistance)، الصادر حديثاً في كندا عن مركز غلوبال ريسيرتش. حيث ألقى أندرسون محاضرة تناولت أهم الأفكار التي طرحها في كتابه، وفيما يلي أهم النقاط التي تناولها في محاضرته:
الهدف من تأليف الكتاب
ذكر أندرسون في محاضرته أن كتابه موجه أساساً للمتلقي الغربي الذي يجهل الكثير من الحقائق عن طبيعة ما يجري في سورية، وأشار في هذا الصدد إلى أنه وعلى الرغم من أن المتلقي السوري قد يشعر أنه يعرف الكثير من الأمور التي تطرق إليها الكتاب، إلا أن المؤلف يرى أن الرأي العام الغربي، وخاصة في بلده استراليا، يجهل حقيقة ما يحدث في سورية، حيث هناك رواية واحدة تحاول اختزال ما يحدث هنا بمظالم شعبية وقمع من الدولة، من دون التطرق للإرهاب والتدخل الخارجي، ولذا رأى المؤلف أن هناك حاجة لمخاطبة الجمهور الغربي عبر قناة مختلفة وهي الكتابة الأكاديمية التي تستند إلى تقاليد البحث العلمي والمصادر الحيادية.
طبيعة الحرب في سورية
يرى أندرسون أن هناك أوجه تشابه بين ما يحدث في سورية وعشرات الحروب غير التقليدية التي شنتها، وتشنّها، واشنطن، وخصوصاً في أميركا اللاتينية، على مدى أكثر من قرن من الزمن، حيث تطرق لمفهوم الحرب بالوكالة، وركّز على التناقض بين خطاب واشنطن في حماية الشعب السوري، وبين ما تقوم به حقيقة على الأرض، وساق أمثلة من تجارب أميركا في العراق وأفغانستان وليبيا وكيف بُنيت الكثير من ذرائع الحروب على أضاليل وأكاذيب استغلت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بعض الدول لشن حروب تحت شعار الحرية والديمقراطية. كما أضاء أندرسون في هذا الصدد على الحرب الدعائية (propaganda war)، وكيف يتم تغييب حقيقة ما يجري في سورية عن الرأي العام الغربي بسبب عدم حيادية وسائل الإعلام الغربية في تعاطيها مع الوضع في سورية.
الاستعمار الجديد
تطرق أندرسون لمفهوم الاستعمار الجديد المُحدث (Neo-colonialism) حيث القوى الاستعمارية تعيد إنتاج الاستعمار بصور جديدة، وحيث العقوبات الاقتصادية والهيمنة الثقافية هي أوجه جديدة للاستعمار، كما تعرض المؤلف لمبدأ التدخل الإنساني ومبدأ مسؤولية الحماية (R2P)، واعتبر أن المبدأين يمثلان محاولة جديدة للتدخل في شؤون الدول من خلال استغلال الجانب الإنساني وتسييسه.
سورية بين «ربيع دمشق» و«الربيع العربي»
تطرق أندرسون في هذا المحور إلى الإصلاح السياسي الذي شهدته سورية في العقد الماضي والعثرات التي واجهها هذا الإصلاح، وأضاء على طبيعة الحراك السياسي آنذاك والاختلاف الجوهري بين طبيعة المعارضة السورية وأجندتها قبل عام 2011 وبعده، وشرح ما اعتبره «أسطورة» المعارضة المعتدلة، وكيف تم استخدام هذه المفهوم بطريقة مغلوطة أدت إلى أن تدعم القوى الكبرى جماعات متشددة تحت شعار دعم المعارضة المعتدلة.
جرى في نهاية المحاضرة نقاش حول الكتاب عموماً حيث أجاب المؤلف عن أسئلة الحضور.
تجدر الإشارة إلى أن مركز دمشق يقوم حالياً بترجمة كتاب أندرسون، حيث وقع المركز مع الكاتب عقداً لترجمة الكتاب الذي سيصدر قريباً.