مضبطة اتهامية..!!
| محمد حسين
بينما يتحدث الجميع عن «الفساد» وضرورة مكافحته ومحاربته والقضاء عليه يأخذ البعض على الإعلام تسليطه الضوء على التقارير التفتيشية بحجة تشويه السمعة.. فكرامات الناس خط أحمر- كما يقولون-.. وهنا للتوضيح فقط فكلنا يدرك أن التقارير التفتيشية المعتمدة هي مضبطة اتهامية والمتهم بريء حتى تقرر المحكمة ذلك من عدمه كما هي القاعدة القانونية الشهيرة.. ولكن أليس من حق الإعلام تسليط الضوء على تلك الضبوط الاتهامية؟ أليس من حق المفتشين والمحققين علينا الذين قاموا بالتحقيق والتدقيق والتمحيص والسماع إلى أقوال الشهود والمتهمين في رحلة تتجاوز السنة وأحياناً تصل إلى سنوات القول إنهم فعلوا وهذا ما قاموا به عبر نشر تقاريرهم العلنية التي توزع بعد أن تعتمد؟
أليس هذا واجب مهني على الإعلام تقتضيه ظروف المرحلة التي نمرّ بها في ظل الحديث المتصاعد عن الفساد الذي لا يصل إلى غايته بتسمية الفاسدين أو على الأقل المشتبه فيهم بالفساد.. ولو بالأحرف الأولى من أسمائهم؟
من الطبيعي أن تكون كرامات الناس خطاً أحمر ولكن أليس المال العام خطاً أحمر أيضاً؟
في ظل ثورة المعلومات والاتصالات يكثر الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الفساد وهناك تكثر الاتهامات وبالأسماء الكاملة ونحن لا نقول إن كل تلك الاتهامات صحيحة ولكن إلى متى يتم التعامل مع الإعلام المهني المسؤول والموضوعي وكأنه قاهر يجب حجب المعلومات عنه؟ أليس الفساد جريمة؟ وهل من المعقول تلك الجريمة ترتكبها الأشباح؟ أليس هناك أجهزة رقابية تتهم وتشير إلى الفاعل؟ هل المطلوب منا الحديث عن فساد بلا فاسدين؟