الجيش يرد في ريف حلب الشمالي على خروقات المسلحين
| حلب – الوطن – دمشق – وكالات
رد الجيش العربي السوري بقوة على خروقات المسلحين وتعديهم على اتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية» منذ دخوله حيز التنفيذ نهاية شباط المنصرم وبعد فترة طويلة من سياسة ضبط النفس التي اعتمدها كبادرة حسن نية قبل أن يوجه رسالة للمسلحين وداعميهم تقول: «إن عدتم عدنا»، حيث انتقل الجيش إلى الفعل وتقدم في ريف حلب الشمالي، موجهاً رسالة للمسلحين بأنه عازم وقادر على الوصول إلى طريق الكاستيللو منفذ النجاة الوحيد لمسلحي أحياء المدينة الشرقية.
واتبع الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه مبدأ «رد الفعل» على فعل خرق الهدنة الواسع من التنظيمات المسلحة في ريف حلب الجنوبي إثر شنهم هجوماً واسعاً بقيادة تنظيم جبهة النصرة، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، على بلدة العيس وفتحهم جبهة طويلة تمتد منها حتى بلدة خان طومان، واستعمل قوته النارية لردعهم على الاستمرار في غيهم.
وبمثابرة المسلحين على نقضهم للهدنة، انتقل الجيش إلى الفعل فشن هجوماً كبيراً على محوري مخيم حندرات ومزارع الملاح في ريف حلب الشمالي ونجح في قضم القسم الشمالي منهما، موجهاً رسالة قوية إلى المسلحين وداعميهم بأنه عازم وقادر على الوصول إلى طريق الكاستيللو منفذ النجاة الوحيد لمسلحي أحياء المدينة الشرقية، وليفتح الباب على مصراعيه نحو احتمالات عديدة تبدأ من فتح جبهات ما تبقى من معاقل المسلحين في عندان وحيان وحريتان وكفر حنرة، وصولاً إلى إعزاز على الحدود التركية لإغلاقها نهائياً وهو هدف مشروع للجيش في سياق الحرب المفتوحة ضده. يقف الجيش اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تختبر نوايا «النصرة» والمجموعات المنساقة وراءها، والتي سبق أن وقعت على الهدنة وضربت بها عرض الحائط.
وسبق للقوات المسلحة السورية وحلفائها أن أعلنوا أنهم «في حل» من الالتزام بالهدنة وأنهم سيشعلون «جهنم من تحت أقدام» المسلحين الذين نقضوا الهدنة، وليحتفظوا بالتوقيت المناسب لتنفيذ وعيدهم، ما لم يتم التوصل إلى هدنة جديدة، تلتزم بموجبها الدول الداعمة لتلك التنظيمات بإلزام المجموعات المسلحة المحسوبة عليها باحترام الهدنة، حقناً لدماء المدنيين التي هي غاية الجيش وقيادته.
وأمس رد الجيش على تعديات المسلحين على المدنيين في أحياء الزهراء وصلاح الدين والعامرية وبستان الباشا الذي أطلق مسلحوه قذائف أودت بحياة أربعة أشخاص من عائلة واحدة في حي الميدان، واستهدف بالمدفعية مواقع وتجمعات المسلحين في تلك الأحياء وحقق إصابات مؤكدة في صفوفهم، كما تبادل القصف مع المسلحين في جبهتي الملاح وطريق الكاستيلو بمؤازرة سلاحي الطيران السوري والروسي والذي استهدفا تعزيزات التنظيمات المسلحة إلى مناطق الاشتباك شمال حلب والتي شهدت هدوءاً حذراً خلال اليومين الفائتين.
إلى ريف حلب الشرقي، حيث أعاد الجيش فتح طريق خناصر الواصل بين حماة وحلب أمام حركة القوافل والسير بعد إغلاقه منتصف ليل أول من أمس، إثر استهدافه بقذائف قرب خناصر على خلفية اشتباكات عنيفة تصدى خلاله لمحاولة تسلل من مسلحي تنظيم داعش، المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية، باتجاه خناصر من موقع شلالة على بعد نحو 15 كيلو متر من الطريق الذي يعد شريان حلب الوحيد. كما وصلت أمس قوافل المحروقات والأغذية إلى حلب في وقتها المعتاد.
في سياق متصل أفاد مصدر عسكري بأن وحدة من الجيش نفذت صباح أمس عمليات دقيقة على بؤر أماكن تحصن التنظيمات الإرهابية التابعة لـ»النصرة» في حيي الشيخ لطفي والشيخ سعيد وفي منطقة الشقيف الواقعة على الأطراف الشمالية لمدينة حلب. ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن المصدر أن العمليات أسفرت عن «سقوط قتلى ومصابين في صفوف المجموعات الإرهابية أغلبهم من النصرة وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة».
وبين المصدر العسكري أن وحدة من الجيش «قضت على تجمعات للتنظيمات الإرهابية المنضوية تحت زعامة جبهة النصرة في مدينة دارة عزة» بالريف الغربي بنحو 30 كم.
وتؤكد التقارير الميدانية تسلل مئات الإرهابيين وتهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية عبر الحدود التركية، حيث تشير إلى انتشار قرابة 8 آلاف إرهابي من جبهة النصرة جنوب غرب مدينة حلب وحوالي 1500 آخرين في شمال المدينة.
هذا وتأكد وفقاً للمصدر العسكري «تدمير أوكار وآليات بعضها محمل بإرهابيين من تنظيم داعش وأخرى مزودة برشاشات خلال عمليات الجيش المكثفة على تجمعاتهم في قرى حميمة كبيرة ورسم الكما والسربس وشويلخ» بالريف الشرقي لحلب.
في المقابل تقدم تنظيم داعش في بعض مناطق محافظة حلب، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس.
حيث واصل مسلحو التنظيم تقدمهم ليسيطروا على قرى وتلال عدة بينها الطوبة ودويز والحميدية وجبل زيد وغيرها، بحسب «المرصد».
وفي ريف حلب الشمالي، وتحديداً قرب الحدود التركية، تمكن داعش من السيطرة على قرية قصاجك واحتلالها بعد أن كانت تحت سيطرة المجموعات المسلحة، بحسب «المرصد».