بسبب نتائج «مؤتمر الرياض» وأداء «الهيئة العليا للمفاوضات» … خدام يعلن استقالته من «هيئة التنسيق»
أعلن عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والناطق الرسمي باسمها منذر خدام استقالته من الهيئة، بسبب «نتائج مؤتمر الرياض» للمعارضة و«أداء الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، إضافة تعهده بـ«اعتزال العمل السياسي بمجرد أن توضع الأزمة السورية على طريق الحل»، وذلك بالترافق مع الجولة الثالثة الجارية في جنيف من المحادثات السورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» عبر «الفيسبوك»، قال خدام: «لم أعد متحدثاً باسم هيئة التنسيق، فقد تركت الهيئة»، مضيفاً: في رده على سؤال إن كان استقال من الهيئة: «نعم»، موضحاً أن ذلك جرى «منذ نحو أسبوع، ولكن لم أعلن ذلك للإعلام حتى لا تستغل ضد هيئة التنسيق».
وكشف خدام عن أن الأسباب التي أدت إلى استقالته «كثيرة»، منها «عدم موافقتي على نتائج مؤتمر الرياض»، مضيفاً: «لم يكن أداء زملائي في المؤتمر جيدا فارتضوا حصة هامشية في وفد التفاوض». وتابع «إضافة إلى ذلك لست راضيا عن أداء الهيئة العليا للمفاوضات».
وشاركت هيئة التنسيق في مؤتمر الرياض للمعارضة الذي عقد أواخر العام الماضي في وانبثقت عنه «الهيئة العليا للمفاوضات»، والتي شكلت بدورها وفداً معارضاً لمفاوضة الوفد الحكومي الرسمي في المفاوضات.
وتم تمثيل هيئة التنسيق في وفد معارضة الرياض بثلاث شخصيات. كما إن منسقها العام حسن عبد العظيم كان في جنيف طيلة انعقاد الجولة الثانية من محادثات جنيف التي انتهت في 24 آذار الماضي، وهو موجود حالياً هناك حيث تجري الجولة الثالثة.
وأوضح خدام في تصريحه أن «الأهم أنني كنت قد تعهدت بعد مؤتمر (المعارضة في فندق) سميراميس (بدمشق) في عام2011 أنني سوف اعتزل العمل السياسي بمجرد أن توضع الأزمة السورية على طريق الحل.. وهناك أسباب تنظيمية عديدة».
وأكد خدام أنه لا ينوي تشكيل جسم سياسي معارض جديد وإنما «التفرغ لعملي العلمي والثقافي».
وإن كان سيتوقف عن العمل كمعارض سياسي بعد الاستقالة قال خدام: «سوف أمارس العمل السياسي من خلال الكتابة فقط». وفي أواخر الشهر الماضي أعلن خدام في صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» أنه قد يستقيل ويعتزل العمل السياسي بعد الاجتماع القادم للمجلس المركزي للهيئة نهاية شهر نيسان المقبل.
وكتب حينها خدام في تدوينة له: في الخامس من شهر آذار من عام 2011 كتبت مقالة استشرفت فيها حتمية انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الاستبداد الحاكم، وما إن بدأ حراك الشعب السوري في الثامن عشر من الشهر ذاته، حتى وجدت نفسي منخرطاً في مجراه، وفي خدمته بكل جهدي السياسي والثقافي…». وأضاف: «ويبدو لي أنه قد آن الأوان للتفكير جدياً بتنفيذ تعهد كنت قد قطعته على نفسي بعيد مؤتمر المعارضة الأول الذي عقد في دمشق في حزيران 2011، والذي كان لي شرف ترؤسه، بأنني سوف أعتزل العمل السياسي عندما تصير الأزمة السورية على طريق الحل… وهي اليوم كما تبدو لي على طريق الحل فعلاً… لقد تشرفت بمعرفة كثيرين خلال عملي السياسي وكسبت منهم أصدقاء متميزين… وفي الوقت ذاته كنت دائماً متفهماً لهذا التنوع الكبير بين السوريين…». وقبل أيام قليلة طالب خدام وفد معارضة الرياض بالانتقال وبسرعة من الرغبات المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد إلى المواقف السياسية بتحديه في انتخابات نزيهة ومراقبة دولياً.
ولفت خدام حينها في صفحته على «فيسبوك» إلى أنه ولأول مرة الخارجية الأميركية تثمن دور الجيش السوري في تصديه لداعش وجبهة النصرة وتحمل النصرة وحلفاءها المسؤولية عن خرق الهدنة في ريفي حلب وإدلب، معتبراً أن هذا الموقف يعكس تغييراً أساسياً في السياسة الأميركية وعلى المفاوضين أخذه بالحسبان.
وشدد على أنه ينبغي التركيز في الجولة القادمة على تشكيل الحكومة التي ستقود المرحلة الانتقالية، وصلاحياتها، وإعداد الدستور، وقال: «في هذه القضايا يمكن أن تحققوا الكثير، أما إذا استمررتم بالتركيز على رحيل (الرئيس) الأسد (…) فسوف تحصدون لا شيء».