الأولى

دمشق قدمت تعديلاتها على المبادئ.. والمبعوث الدولي يخلط الأولويات.. ومساع روسية أميركية لتوحيد المعارضات.. وخدام استقال من «التنسيق» … «معارضة الرياض» ترفض نعومكي وورقة دي ميستورا .. وتصعد باتجاه انتقال سياسي فوري

كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن تصعيد غير مسبوق من وفد معارضة الرياض تجاه الانتقال الفوري للسلطة، رافضين ورقة المبادئ الـ12 للمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ومعتبرين أن لا جدوى منها وأن الحديث يجب أن يكون حصراً حول انتقال سياسي وتسليم السلطة.
وقالت المصادر لـ«الوطن» إن معارضة الرياض عبرت عن رفضها أيضاً حضور ومشاركة مدير معهد الاستشراق في روسيا وميسر لقاءات موسكو فيتالي نعومكي في الجلسات التي يعقدها دي ميستورا، بعد أن كان الأخير قد عين نعومكي مستشاراً له.
مواقف معارضة الرياض ترافقت مع إعلان عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والناطق الرسمي باسمها منذر خدام استقالته من الهيئة، وقال في تصريح لـ«الوطن» إنه استقال بسبب عدم رضاه عن أداء «الهيئة العليا للمفاوضات» وكذلك «لعدم موافقتي على نتائج مؤتمر الرياض»، معتبراً أن أداء زملائه خلال المؤتمر «لم يكن جيداً فارتضوا حصة هامشية في وفد التفاوض».
وبدأت الجولة الثالثة من جنيف3 أول أمس، وصرح رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري عقب نهاية اللقاء الأول مع دي ميستورا بأنه قدم ملاحظات سورية حول ورقة المبادئ التي سلمها المبعوث الأممي للوفود كافة في اليوم الأخير من الجولة الثانية، وعلمت «الوطن» من مصادر قريبة من الوفد الحكومي أن الملاحظات التي قدمت «قليلة لكن نوعية» نظراً لما تضمنته ورقة دي ميستورا من أفكار وردت في ورقة العناصر الأساسية للحل السياسي التي كان قدمها وفد الجعفري في اليوم الأول من الجولة الثانية.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية عربية في جنيف تحدثت إليها «الوطن» هاتفياً، فإن دي ميستورا عدل من مقاربته لحل الأزمة، وبدأ اعتباراً من هذه الجولة بخلط الأولويات في محاولة لإحراز تقدم في كل المواضيع المطروحة من مبادئ وانتقال سياسي وحكومة ودستور وانتخابات.
وأوضح المصدر أن دي ميستورا بحث مع الوفد الحكومي ورقة المبادئ، في حين بحث مع وفود المعارضات موضوع الانتقال السياسي، وهذا يدل على أن المبعوث الأممي لن ينتظر الانتهاء من ملف للانتقال إلى آخر، بل سيعمل على كل المواضيع والملفات مع من يريد مناقشتها، كما سيعمل على وضع تصور في نهاية كل جولة تلخص ما يمكن أن يشكل أرضية مشتركة وما هو مرفوض كلياً.
وفي هذا الإطار، علمت «الوطن» أن هناك عملاً دبلوماسياً روسياً أميركياً غير معلن في جنيف يهدف إلى توحيد المعارضات بوفد واحد تمهيداً للدخول في حوار مباشر مع الوفد الحكومي.
واستبقت معارضة الرياض توحيد المعارضات بطرحها «المناصفة» مع الحكومة السورية لتأسيس جسم انتقالي، مغلقة الباب أمام المعارضات الموجودة في جنيف، لكنه ووفقاً لمصادر «الوطن» في جنيف، فإن مقاربة ومقترحات معارضة الرياض لن تنجح لكونها تستبق «توحيد المعارضات» وتريد أن تنفرد «بنصف حكومة» في حين أن الاتفاق الدولي في فيينا والقرار الأممي 2254 ينص على مشاركة «أوسع طيف من المعارضات ومنظمات المجتمع المدني».
وتستمر جلسات العمل في جنيف بحيث يلتقي الوفد الحكومي دي ميستورا مجدداً غداً الاثنين في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً على أن تستمر اللقاءات مع المعارضات.
في غضون ذلك أكدت منسقة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني، من طهران أن اتحادها «يدعم الحوار السوري السوري في جنيف»، على حين أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، بأن وفداً برئاسة نائب مدير مكتب الوزير السفير نزيه النجاري، توجه صباح الجمعة إلى جنيف، لمتابعة المحادثات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن