حجاب في جنيف ووفد الرياض «يهدد» بالانسحاب.. وعلوش يطالب بإشعال الجبهات.. ومعارضة الداخل مستعدة لضم مسلم … يوم حاسم في الحوار السوري السوري!
تحدثت مصادر دبلوماسية عربية في جنيف خلال اتصال مع «الوطن» عن يوم حاسم ستشهده المدينة السويسرية وسط معلومات عن تهديد وفد معارضة الرياض بالانسحاب غداً الثلاثاء، ما لم يتم طرح مسألة «الحكم الانتقالي» بمفهومهم وتسليمهم السلطة.
وغرد كبير مفاوضي وفد معارضة الرياض أمس محمد علوش مطالباً الفصائل «بإشعال كل الجبهات»، وذلك خلافاً لقرار الهدنة المتخذ دولياً وقال: «إخواننا أعلنت لكم بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام إلاً ولا تنتظروا منه رحمة، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان».
وجاء كلام علوش بعد انسحاب ميليشيا «أحرار الشام» من الهيئة العليا للمفاوضات، في حين حاول عدد من أعضاء وفد الهيئة تدارك ما صدر عن علوش باعتباره لا يمثل إلا رأيه الخاص!
واستغل أعضاء وفد معارضة الرياض عطلة نهاية الأسبوع ليحتلوا شاشات التلفزة معبرين عن «سخطهم» تجاه عدم تطرق المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حتى الآن على مسألة تسليمهم السلطة، مستندين إلى قرار جنيف1 دون سواه في مقاربتهم للحل السوري، ومتناسين بياني فيينا وبيان ميونيخ والقرارين 2253 و2254، ومتجاهلين أيضاً وجود معارضات أخرى في جنيف لديها وجهات نظر مختلفة، وكان لافتاً التصعيد الكلامي غير المسبوق لوفدهم تجاه الحوار السوري السوري وفهمهم الخاطئ للقرارات الدولية والاتفاق الروسي الأميركي، قبل أن تنقل وكالة «رويترز» عن رئيس الوفد أسعد الزعبي أنه «لن يواصل المفاوضات المنعقدة في جنيف إلى ما لا نهاية إذا لم يتحقق تقدم فيما يتصل بالمطلب الرئيسي للمعارضة بخصوص الانتقال السياسي في سورية من دون الرئيس بشار الأسد»، دون أن يحدد موعداً نهائياً لهذا الأمر.
ووفقاً للمصدر فإن تياراً كبيراً داخل «العليا للمفاوضات» ومنهم وفد الائتلاف السوري مدعوماً بالفصائل الإرهابية المسلحة والدول التي تدعمهم مالياً وعسكرياً، يطالبون وفد الهيئة بالانسحاب وعدم البقاء في جنيف، الأمر الذي أدى بالدول العظمى إلى استدعاء رياض حجاب أول من أمس إلى المدينة السويسرية لحسم الخلافات داخل الهيئة وعدم الانسحاب من الحوار غير المباشر.
وقال المصدر: إن وفد معارضة الرياض سبق أن رفض وسيرفض أي طروحات قد يقدمها دي ميستورا كما فعل مع ورقة المبادئ المشتركة، ويريد فقط البحث في مسألة «الجسم الانتقالي» مع كامل الصلاحيات وبعيداً عن أي رأي آخر.
من جانبه أكد مصدر قريب من دي ميستورا صحة ما يقال عن يوم حاسم في جنيف لجهة تعنت وفد معارضة الرياض، في حين ينتظر الوفد الحكومي ملاحظات المبعوث الأممي على التعديلات، والملاحظات التي قدمها على ورقة دي ميستورا في اللقاء الأول الذي عقد الجمعة الماضي.
واليوم يلتقي دي ميستورا في تمام الساعة الحادية عشرة بالوفد الحكومي، على أن يلتقي وفد معارضة الرياض بعد الظهر.
وعلمت «الوطن» من مصدر في جنيف أن وفد معارضة الداخل ينتظر أن يحدد له دي ميستورا موعداً ورجحت أن يكون غداً الثلاثاء، بعدما كشف موقع «روسيا اليوم» أن الوفد أبدى استعداداً لضم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم لكنه لم يتلق «طلباً من مسلم أو جواباً على الدعوة».
بالمقابل حذر عضو وفد «مؤتمر القاهرة» المعارض جهاد المقدسي من «فشل» جولة المحادثات الراهنة «إذا اتخذ وفدا الحكومة واللجنة العليا للمفاوضات موقفاً صارماً».