رياضة

في نادي الاتحاد .. أحداث مثيرة والبوشي على خط المستقيلين

| حلب – فارس نجيب آغا

تطورات غير متوقعة شهدها نادي الإتحاد في اليومين الماضيين حيث لم يجف حبر الورق لقرار دخول وائل عقيل ومفيد مزيك مجلس الإدارة حتى طفت أحداث مثيرة على السطح وقد جاءت دون سابق إنذار من خلال مشاهد عديدة منها ما يكتنف الجانب الفني والآخر التنظيمي لأحد أعضاء المجلس مع رحيل رئيس النادي بوقت حساس ومفاجئ يترك من خلاله الباب مفتوحاً على مصراعيه حول مصير الإدارة وما سيواجه القلعة الحمراء من فراغ يصعب سده بالوقت الراهن، وبين الواقع والأمنية سيبقى هذا النادي معرضاً على مر السنين لهزات عنيفة حيث لم يهنأ إطلاقاً رغم الاستقرار الذي شهده بالفترة الأخيرة حول فريق كرة القدم الذي نفض الغبار عنه هذا العام ودخل على خط المنافسة إثر تأهله للأدوار النهائية من بطولة دوري المحترفين لكن ربانه البوشي فاجأ الجميع وأعلن استقالته لأسباب لم يفصح عنها حتى الآن مع التزام الصمت وعدم الرد في كثير من المناسبات على اتصالات الصحفيين وحتى المقربين، مؤكداً نيله قسطاً من الراحة لأجل غير مسمى.
إذاً نادي الاتحاد الآن يعيش حالة من عدم الاستقرار بما يخص الجانب الإداري وهو الأهم ولاسيما أن سفر رأس الهرم وعدم الاتفاق على من ينوبه حتى الآن ربما يفضي لفراغ قد يدفع النادي ثمنه في كثير من القضايا المعلقة وخاصة الاستثمارية، تلك أبرز النقاط التي شهدتها الساحة الحمراء بالخطوط العريضة لكن ماذا عن تفاصيلها؟

مفاجأة أولى
مع صدور القرار رقم (561) تاريخ (29/3/2016) من المكتب التنفيذي استبشرت الجماهير خيراً بدخول كل من الفنيين والداعمين وائل عقيل ومزيك مجلس الإدارة على أن تحمل الأيام القادمة الكثير من الانفراج لملفي كرة القدم والسلة مع دعم فني غير مسبوق، كما بدت الملامح والتصريحات بشكلها الشفهي وسط انتظار مؤتمر صحفي كان من المفترض حدوثه لتقديم الأعضاء الجدد وتوزيع المكاتب بينهم، لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل في تصريحات لا معنى وقيمة لها لمشرف الكرة السابق مالك سعودي عن نيته التقدم باستقالته في حال إقصائه عن فريق الرجال وهو ما حدث تماماً.
لكنه رضخ للأمر الواقع وفضل المتابعة ضمن فرق الفئات العمرية وذهبت تصريحاته في الهواء الطلق ليتأكد أنه غير جدير في إدارة شؤون هذه اللعبة والحمل كبير عليه جداً وظهر ذلك جلياً منذ الجلسة الأولى حين بات العقيل مشرفاً على الفريق الأول في حين ذهب الإشراف على الفئات العمرية والقواعد مناصفة بين السعودي والمزيك وتلك مفاجأة لم يتوقعها أحد.
مخالفات مالية
المفاجأة الثانية فجرها عضو مجلس الإدارة مسؤول مكتب التنظيم (عصام عيروض) حين وضع قرار استقالته على طاولة الاجتماع فوراً معربا عن أسفه للطريقة التي تتعامل بها اللجنة التنفيذية بحلب وهو يفضل الرحيل عن المتابعة وتكمن القصة كما وصلنا من خلال كتاب مرسل من النادي بضرورة فصل أحد الأعضاء لتهجمه على مجلس الإدارة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، لكن اللجنة رأت في ذلك عدم أحقية النادي وخاصة أن قرار الفصل تحدده الجهة الأعلى، علماً أن مشرف الكرة السابق مالك سعودي يقف خلف تلك الأحداث من خلال تقليب المجلس ودخوله بمشاحنات مع بعض الصحفيين وتسطيره كتاباً بأحد الزملاء لفصله والمؤسف أن السعودي تسبب بمخالفات مالية عديدة منذ أشهر وكان من الأسلم تغريمه بها بدلاً من تغطيتها.

مهمة صعبة
بكل الأحوال استقالة العيروض قلبت الطاولة حيث كان من المرجح أن تتم تسميته نائباً لرئيس النادي المهندس عبد الغني كبة الذي سيغادر بإجازة تمتد عدة أشهر خارج أسوار الوطن وبهذا باتت الأمور معلقة لحين انتقاء أحد الأعضاء ليقبل بهذه المهمة التي لن تكون سهلة في ظل مواصلة الاستثمارات واستحقاق الفريق الكروي، وهو ما نبه إليه الكبة حيث يوجد مشقة في العمل الإداري ويصعب على شخص إدارة ملفات النادي نظراً لتراكمها وربما تحتاج لجيش من الموظفين والمتابعين.
استقالة ورفض
الفريق الكروي من جانبه يواصل استعداده لمباراة الوحدة المؤجلة من بطولة دوري المحترفين ولقاء الشرطة بافتتاح كأس الجمهورية مع تعيين محمد عقيل مساعداً للبوشي الذي لم يستغرق صبره كثيراً إذ سرعان ما ترك الحصة التدريبية في منتصفها وسطر كتاب استقالته وقام بتسليمها أمامنا لرئيس النادي معتبرا من وجهة نظره أن كرامته أغلى مما يناله من راتب شهري وهو لم يعد لديه مقدرة للمتابعة مع رفض لرئيس النادي الذي طالب البوشي بالتريث وعدم الاستعجال لكن الأخير أصر على موقفه وعودته ستكون مستحيلة وقد وصل إلى نهاية المطاف.

قرار متسرع
مشرف الكرة العقيل سبق استقالة البوشي بيوم واحد اجتماع مغلق بين الطرفين حيث جدد العقيل ثقته بالمدرب والحفاظ عليه مشدداً على أن التغيير أمر غير وارد حالياً وفض الاجتماع باتفاق بين الجانبين على كل شيء لكن التطورات التي حدثت خلال مران الفريق تركت الكثير من علامات الاستفهام التي ما تزال غامضة بينما يرى الكثيرون أن البوشي تسرع بقراره وكان يفترض به الصبر لحين خوض مواجهة الوحدة والشرطة وبعدها تكون هناك مكاشفة ومصارحة، وبناء على ما حدث فقد أسندت مهمة قيادة الفريق للمساعد السابق أنس صاري والحفاظ على مساعديه محمد عقيل وأسامة حداد، وتلك أبرز الأحداث التي عصفت بنادي الاتحاد في اليومين الأخيرين فماذا ستحمل الأيام القادمة في ظل سحب ملبدة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن