سورية

موسكو تصف اقتراحات دمشق بتشكيل «حكومة وحدة وطنية» وصياغة دستور جديد بـ«البناءة» وتنفي المفاوضات السرية مع واشنطن بجنيف

| وكالات

نفت روسيا ما تردد من أنباء عن أنها تجري مفاوضات سرية مع واشنطن حول سورية في جنيف، وأكدت أن الحديث عن موافقة موسكو على تنحي الرئيس بشار الأسد محاولة لتشويه صورة روسيا. ووصفت اقتراحات دمشق حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وصياغة دستور جديد بـ«البناءة».
كما أكدت أن الجيش العربي السوري لا ينتهك «الهدنة» وأن واشنطن نكثت تعهدها بالتأثير في «المعارضة المعتدلة» من أجل انسحابها من المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة المستثناة من اتفاق وقف العمليات القتالية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الصيني وانغ يي والهندية سوشما سواراج في موسكو أمس قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن موسكو لا تجري أي مفاوضات سرية مع واشنطن حول سورية في جنيف، مشيراً إلى أن هناك مشاورات عمل عادية بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تتعاونان في إطار مجموعة دعم سورية.
وتحدثت في اليومين الماضيين تقارير صحفية أنه ليس بعيداً من مقر الأمم المتحدة في جنيف، تجري مفاوضات غير معلنة بين مبعوثين للرئيسين الأميركي والروسي لعقد صفقة للحل السياسي في سورية وصوغ مبادئ دستورية وسياسية للحل، تقوم على مبدأ «المحاصصة السياسية» أقرب إلى «النموذج اللبناني المعدل».
وأكد لافروف في المؤتمر الصحفي أن الحديث عن موافقة موسكو على إبعاد الرئيس بشار الأسد عار من الصحة، مشيراً إلى أن ذلك محاولة لتشويه صورة روسيا وتقويض تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على أساس الاتفاق الروسي الأميركي على أن الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير بلاده.
وقال لافروف: إن «هناك الكثير من الراغبين في إسقاط (الرئيس) الأسد في الولايات المتحدة وتركيا، رغم نفي وزير الخارجية الأميركي جون كيري لوجود مثل هذه الخطة».
وأضاف: إن أنقرة هي الأخرى لا تتوقف عن محاولات التدخل في سورية بالقوة وتطرح اقتراحات حول إقامة مناطق حظر جوي ومناطق آمنة، معرباً عن أسفه بشأن عدم تحرك الاتحاد الأوروبي من أجل وضع حد لمثل هذه المساعي التركية.
وتابع لافروف: إن «القوات السورية، التي تدعمها القوات الجوية الروسية، لا تنتهك نظام الهدنة وتحارب تنظيمي داعش والنصرة قرب حلب، وليس المعارضة المشاركة في الهدنة»، مشيراً إلى أن هناك مشكلة وجود مواقع لبعض جماعات المعارضة المعتدلة بالقرب من مواقع النصرة، مؤكداً أنه حتى واشنطن وافقت على ضرورة انسحاب تلك الجماعات من المواقع القريبة من مواقع النصرة.
وتساءل لافروف: «وإذا لم يرغب هؤلاء المعتدلون في مغادرة المواقع التي تسيطر عليها «النصرة» فمن الممكن أنهم غير معتدلين؟ وقد يكون من أولئك الذين يتعاونون مع «النصرة» رغم قرار مجلس الأمن الدولي؟».
وأضاف: إن «واشنطن وعدت بالتأثير في المعارضة المعتدلة من أجل انسحابها من المناطق التي تسيطر عليها «النصرة»، إلا أنها لم تنفذ ذلك».
وقال لافروف: إن «تدفق الإرهابيين إلى سورية يستمر رغم دعوات روسيا إلى الولايات المتحدة بشأن ضرورة المساهمة في إغلاق الحدود التركية السورية».
وشدد لافروف على ضرورة أن تضغط واشنطن على شركائها في تركيا الذين مازالوا يمنعون حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي من المشاركة في المفاوضات بين السوريين. وأضاف: إن المهمة الرئيسية تتمثل في ضمان أوسع تمثيل للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف.
وبحث وزراء خارجية روسيا والصين والهند في اجتماع ثلاثي التعاون في مكافحة التطرف والإرهاب وخاصة وقوع أسلحة كيميائية في أيدي الإرهابيين وكذلك الوضع في أفغانستان.
وقال لافروف: «إن للبلدان الثلاثة مواقف متطابقة بشأن قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
من جانبها أكدت سواراج أنه يجب إيجاد آلية فعالة لمكافحة الإرهاب الدولي وعدم تقسيم الإرهابيين إلى «الأخيار والأشرار».
في الأثناء، قال المندوب الروسي الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات في جنيف أليكسي بورودافكين في حديث لوكالة «تاس» للأنباء أمس، بحسب «روسيا اليوم»: إن الحكومة السورية تقدم اقتراحات بناءة حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وصياغة الدستور السوري الجديد.
وأضاف: إن مجموعتي «موسكو – القاهرة» و«حميميم» للمعارضة السورية أعدتا أيضاً اقتراحات مهمة للتوصل إلى تسوية في البلاد.
وأشار بورودافكين إلى أن لقاءات وفدي الحكومة السورية والمعارضة مع المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا أثبتت ذلك، مؤكداً أهمية استعداد وفد الحكومة لمناقشة هذا الموضوع وتقديمه اقتراحات بناءة بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وصياغة الدستور السوري الجديد.
وقال بورودافكين: إن «الدبلوماسية الروسية تجري اتصالات بشكل دائم مع وفد الحكومة وكذلك أوساط المعارضة المشاركة في العملية السياسية السورية، موضحاً أن الحديث يدور حول ممثلي مجموعتي «موسكو – القاهرة» و«حميميم» وكذلك ممثلين عن اللجنة العليا للمفاوضات يتبنون مواقف معتدلة ومعقولة.
وأضاف بورودافكين: «نعقد لقاءات كذلك مع هؤلاء المعارضين الذين لا يشاركون في عملية جنيف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن