الخبر الرئيسي

معارضة الرياض تريد نسف التفاهمات الروسية الأميركية والهروب من الحوار وتطالب بـ«إرجائه».. ودي ميستورا يحسم الموقف بالمرونة … تصعيد ميداني.. وتصعيد في المواقف

| الوطن – وكالات

أكدت تصريحات موفدو معارضة الرياض إلى جنيف، بأن خيار الحوار لم يعد خيارهم، وأن الحل العسكري الذي كان ولا يزال يتبناه آل سعود هو الحل الأمثل بالنسبة إليهم لحل الأزمة السورية والسطو على الحكم!
فبعد تصريحات استفزازية وتهديد ووعيد بالانسحاب من جنيف تحت ذرائع عدة، قاطع وفد معارضة الرياض اجتماعاً كان مقرراً مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بعد ظهر أمس، ولم يحضر سوى ثلاثة من أعضاء الوفد إلى اللقاء ليطالبوا بـ«إرجاء المفاوضات أو تعليقها» دون مغادرة جنيف.
وفي ختام يوم أمس، حسم دي ميستورا قراره في مؤتمر صحفي، مبدياً موقفاً مرناً من وفد الرياض بإعلانه اقتراح مواصلة الحوار والنقاش في مقر إقامة الوفد حتى إن علقوا مشاركتهم في قصر الأمم المتحدة كما طالبوا.
وقال دي ميستورا: إن وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» أبدى رغبة في تعليق وتأجيل مشاركته الرسمية في قصر الأمم، وذلك تعبيراً عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني وما آل إليه وقف الأعمال العدائية، لكنهم باقون في جنيف وفي فندقهم، وبناء على اقتراح مني لمواصلة المشاورات التقنية معي ومع فريقي تجاه ما يتعلق بالقرار 2254 والانتقال السياسي، لأنهم يدركون أن هذا يحتاج إلى وقت ولا يمكن الانتهاء منه خلال أيام أو أسابيع.
وكان رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب قد أرجأ مؤتمراً صحفياً مقرراً أمس إلى اليوم، وعلمت «الوطن» أن حجاب سيضع «شروطاً» للعودة إلى الحوار، وذلك تفادياً لانشقاقات داخل وفد الرياض حيث الخلافات باتت عنيفة جداً بين أعضائه ولاسيما بين الائتلاف والفصائل الإرهابية التي تسانده وتطالب بالانسحاب الفوري من مسار جنيف، وهيئة التنسيق والمستقلين، الذي يفضلون البقاء واستمرار الحوار.
وأشارت «الوطن» في عدد سابق إلى الخلافات الكبرى بين أعضاء وفد الرياض، الأمر الذي استدعى وصول حجاب إلى جنيف وحضوره اجتماعاً عقده سفراء الدول الراعية لوفد معارضة الرياض «نصحوه» خلاله بعدم الانسحاب والاستمرار في الحوار.
وتزامناً مع التصريحات الاستفزازية والهيستريا السياسية، أطلت أمس «الهيئة العليا للمفاوضات» من جنيف للحديث عن هجوم جديد للإرهابيين في ريف اللاذقية وإسقاط مفهوم «وقف الأعمال القتالية» ونسف التفاهمات العسكرية والسياسية الروسية الأميركية.
وقال إسلام علوش المتحدث باسم «جيش الإسلام» لوكالة فرانس برس إن معركة «رد المظالم» التي أعلن عنها في «البيان رقم1» صباح أمس «تتعلق بريف اللاذقية الشمالي» وقد بدأت فعلياً صباحاً بهجوم شنته المجموعات المسلحة بقيادة جبهة النصرة الإرهابية.
وبين الميليشيا الموقعة على «البيان رقم1» حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن وجيش الإسلام وجيش المجاهدين والفرقة الأولى الساحلية، علماً أن جيش الإسلام ممثل في جنيف بـ«كبير مفاوضي الرياض» محمد علوش في حين انسحب فصيل أحرار الشام مما يسمى الهيئة العليا للمفاوضات.
واستمرت الحملة الإعلامية لوفد الرياض طوال يوم أمس لتبرير الهجمات الإرهابية الجديدة في ريفي حلب واللاذقية والتهرب من الحوار في حين كان وفد الحكومة السورية يجتمع بهدوء وبمنهجية عمل واضحة مع دي ميستورا.
ولم تبد معارضة الرياض أي اعتراض على اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحكومته على أرض الجولان المحتلة، لكن الوفد الحكومي جدد تأكيده أمام المبعوث الأممي أن الجولان أرض عربية سورية واستعادتها واجب وحق وطني، كما ربط رئيس الوفد بشار الجعفري بين تصريحات وفد الرياض الاستفزازية وخطوة نتنياهو، وقال: ليس من باب المصادفة أن التصعيد الإسرائيلي في الجولان المحتل واكبته تصريحات استفزازية لأعضاء من وفد الرياض المشارك في الحوار السوري.
وفي مؤتمره الصحفي أمس ورداً على سؤال حول الأنباء التي تحدثت عن بحث فكرة بقاء الرئيس الأسد في السلطة على أن تتم تسمية ثلاثة نواب له من المعارضات قال دي ميستورا: «ناقشناها خلال فترة العصف الذهني وكنت أتوقع جواباً سلبياً من وفد الحكومة لأنه يحد من صلاحيات الرئيس، ومن الهيئة العليا للمفاوضات، ولكنهما وبعكس توقعاتي تجاوبا مع هذه الفكرة».
وفي سياق جنيف أكد مبعوث الصين الخاص إلى سورية شي شياو يان خلال لقائه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف أليكسي بورودافكين، ضرورة التركيز على الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة والاستمرار في محاربة الإرهاب، بعدما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الصيني وانغ يي والهندية سوشما سواراج في موسكو أمس أن بلاده لا تجري أي مفاوضات سرية مع واشنطن حول سورية في جنيف.
ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا بالوفد الحكومي مجدداً غداً الأربعاء بعد أن يلتقي كلاً من وفدي معارضة موسكو والقاهرة ومعارضة الداخل اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن