مشروع قابل للهزيمة ولكن..
باسمة حامد:
حين وعد السيد حسن نصر الله في عيد التحرير بهزيمة الإرهاب، لم يكن يطلق موقفاً «عنترياً» كما وصفه إعلام «العنتريات» و«البندريات»!!
فسيد المقاومة ربط الانتصار بخيار واضح: «المشروع التكفيري سوف يدمر ويسحق ولن يبقى منه أثر بعد عين إذا اتكلنا على أنفسنا وأبطالنا»، وهذا نداء موجه للسوريين واللبنانيين أولاً، وخصوصاً أن «النصرة» انتقلت إلى قلب عرسال اللبنانية وأصبحت تشكل تهديداً وجودياً لجميع الطوائف في لبنان، كما أن «داعش» وسع نفوذه في البادية السورية ويسعى لإعادة المناطق الهادئة إلى «مربع الحرب»، ويتحضر – وفق مصادر صحفية – للقيام بهجمات على قرى القلمون الشرقي، وبدأ يعزز حضوره في منطقة المحسة إثر تمكن الجيش العربي السوري وحزب اللـه من إبعاده عن القلمون الغربي، ويخطط حالياً للاستيلاء على نقطة «البترا» التي تُعد خزّاناً استراتيجياً للأسلحة والذخيرة (وتشير التقديرات إلى أن مخزون السلاح الموجود فيها هو الأكبر في ريف دمشق).
وعلى الصعيد الوطني، وانطلاقاً مما جاء في وثيقة مسربة لوكالة المخابرات الأميركية (تاريخها 12/8/2012) نشرتها قبل أيام المجموعة الرقابية الحكومية المحافظة /جوديشيال وتش/ حول كون تنظيم القاعدة والفروع التابعة له هي: «القوة الدافعة للمجموعات المسلحة المعارضة في سورية التي يساندها الغرب وبالتالي لا بد من التعامل معه بهدف إضعاف حكومة دمشق».. بات من الضروري تبني إستراتيجية مواجهة شاملة قائمة على «النفير العام» ووضع الرأي العام في صورة ما يجري لاستنهاض القدرات الذاتية على قاعدة أن الحرب: «مفتوحة ومستمرة»، وبصرف النظر عن الضربات اليومية والمركزة التي تتلقاها المجموعات المسلحة على كل الأراضي السورية، لم يعد مقبولاً بعد اليوم أن يتحمل الجيش والمقاومة وحدهما مسؤولية خوض الحرب الشرسة مع الإرهاب العالمي للعام الخامس على التوالي دون أن يسقطا من حساباتهما العدو الأساسي: «إسرائيل»!!
أما على الصعيد العربي، من المفيد الإصغاء جيداً لدعوة السيد «لتوحيد الجبهة» ضد هذا المشروع الظلامي غير القابل للحياة والبقاء، ومن الأجدى للأنظمة العربية الدائرة في الفلك الأميركي الكف عن سياسة: «دفن الرأس في الرمال» حيال آفة العصر وتسوية الأزمتين السورية واليمنية.
وفي الواقع، أن استمرارها بالتآمر على سورية في سياق رعايتها للدور الوظيفي الذي يقوم به المتطرفون لإسقاط «النظام السوري» وفرض التقسيم عليه لا يعني أنها ستكون «الفئة الناجية» من المخططات الأميركية:(التقسيم والإسقاط).
وفي ظل توسع رقعة الإرهاب وتحوله إلى تهديد وجودي لجميع المكونات الدينية والإثنية بالمنطقة، يتعين على شعوب المنطقة الالتفاف حول طوق النجاة الوحيد والمتاح للجميع أي «توحيد الجبهة» لأن القتال بشكل «مجتزأ» سيعطي نتائج مجتزأة، فالتنظيمات الإرهابية المتطرفة شأنها شأن الكيان الصهيوني لجهة كونها أداة يستخدمها الغرب للضغط على شعوب المنطقة وتفريقها، والمؤسف أنها تحت مظلة ما يسمى «الربيع العربي» نجحت بالتسلل إلى الواقع العربي وأصبحت أمراً واقعاً في خرائط ليبيا وسيناء والسعودية واليمن وتونس، و«داعش» يقترب من الحدود الأردنية ومن المتوقع أن يسيطر قريباً على قرى ومدن شمال شرق الأردن.
ولعل الدرس الأهم للعرب أن سيطرته على «الرمادي» تمت بمؤامرة أميركية تهدف للإطاحة بالحشد الشعبي والقول إن العراقيين لا يستطيعون دحر الإرهاب إلا بمساعدة واشنطن الراعي الرسمي للإرهاب الدولي والتي سقطت سقوطاً أخلاقياً وسياسياً مدوياً في صحراء تدمر حين وقف «تحالفها الدولي» موقف المتفرج على تنظيم (البغدادي) وهو يستولي على أهم المعالم الأثرية في العالم!!